ماهي الاستعارة 

الاستعارة لغة هي دفع الشيء وتحويله من مكان إلى آخر 

والاستعارة في علم البيان نوع من المجاز اللغوي علاقته المشابهة دائما بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي للفظ المستعار والاستعارة لا تخرج عن كونها تشبيها حذف أحد طرفيه المشبه أو المشبه به وقد أورد علماء البيان لها أكثر من ستة أنواع واليوم سنتحدث عن أهم نوعين لها وهما الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية وذلك باعتبار طرفي التشبيه  ونبدأ بالتصريحية وتعني حذف المشبه والتصريح بالمشبه به ومثالها من الشعر العربي قول المتنبي يصف دخول رسول الروم إلى سيف الدولة

وأقبل يمشي في البساط فمادرى

إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي

فهنا حذف المشبه سيف الدولة وصرح بالمشبه به البحر والبدر بأسلوب رائع يثير الخيال 

 ومثالها من القرآن الكريم قوله تعالى:

(كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ...).

ففي هذه الآية استعارتان في لفظي: الظلمات والنور، لأن المراد الحقيقي دون مجازهما اللغوي هو: الضلال والهدى، لأن المراد إخراج الناس من الضلال إلى الهدى، فاستعير للضلال لفظ الظلمات، وللهدى لفظ النور، لعلاقة المشابهة ما بين الضلال والظلمات.

وهذا الاستعمال _كما ترى _ من المجاز اللغوي لأنه اشتمل على تشبيه حذف منه لفظ المشبه، واستعير بدله لفظ المشبه به،  ولما كان المشبه به مصرحاً بذكره سمي هذا المجاز اللغوي، أو هذه الاستعارة "استعارة تصريحية" لأننا قد صرحنا بالمشبه به، وكأنه عين المشبه مبالغة واتساعاً في الكلام.

 

2_ الاستعارة المكنية: وهي ما حذف فيها المشبه به، أو المستعار منه، حتى عاد مختفياً إلا أنه مرموز له بذكر شيء من لوازمه دليلاً عليه بعد حذفه.

ومثالها من الشعر العربي قول أبي ذؤيب الهذلي 

وإذا المنية أنشبت أظفارها 

ألفيت كل تميمة لا تنفع

فهنا المشبه مصرح به المنية والمشبه به محذوف الوحش وقد بقي شيء من لوازمه إنشاب اﻷظافر 

ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى:

(ولَمّا سكتَ عَن موسى الغَضَبُ أخَذَ الألواحَ وفي نُسخَتِها هُدىً وَرَحمةٌ...).

ففي هذه الآية ما يدل على حذف المشبه به، وإثبات المشبه، إلا أنه رمز إلى المشبه به بشيء من لوازمه، فقد مثلت الآية (الغضب) بإنسان هائج يلح على صاحبه باتخاذ موقف المنتقم الجاد، ثم هدأ فجأة، وغير موقفه، وقد عبر عن ذلك بما يلازم الإنسان عند غضبه ثم يهدأ ويستكين، وهو السكوت، فكانت كلمة (سكت) استعارة مكنية بهذا الملحظ حينما عادت رمزاً للمشبه به.

وأظهر من ذلك في الدلالة قوله تعالى:

(والصُّبح إذا تَنَفَسَ).

فالمستعار منه هو الإنسان، والمستعار له هو الصبح، ووجه الشبه هو حركة الإنسان وخروج النور، فكلتاهما حركة دائبة مستمرة، وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف المشبه به وهو الإنسان، فعادت الاستعارة مكنية.

وهكذا فالاستعارة تحلق بك في عالم الخيال وتعرض عليك أشكالا من الصور البيانية الرائعة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2017 بواسطة muser2006

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

18,121