لمسات بيانية من القرآن الكريم ١
من فنون البلاغة القرآنيةالتعريف والتنكير
والتعريف والتنكير شكل من أشكال البلاغة التي تراعي السياق العام للنص وتراعي مقتضى الحال فمجيئ الكلمة معرفة بأل مرة ومرة منكرة ليس عبثا وإنما تأتي معرفة أو منكرة ﻷسباب دقيقة وفق ما يقتضيه السياق
ومثاله من القرآن الكريم في قوله تعالى متحدثا عن بني إسرائيل ( ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه))
لاحظوا معي كلمة الحسنة جاءت معرفة بأل وكلمة سيئة منكرة بدون أل فما هو السر في ذلك !؟
والجواب جاءت الحسنة معرفة بأل لتبين لنا مدى عناد وجحود هؤلاء القوم رغم كثرة الحسنات والخيرات التي تنهال عليهم وجاءت كلمة سيئة منكرة هنا للدلالة على قلة وندرة حدوثها وأنها غير مألوفة لديهم ومع ذلك تراهم يطيرون بموسى عليه السلام ومن معه مهما كانت السيئة صغيرة ومهما قل ضررها عليهم وكل ذلك ليبين الله عز وجل لهم مدى جحودهم للخيرات الكثيرة التي تأتيهم والتي ثارت لديهم مألوفة لكثرة مجيئها ومدى تذمرهم من أية سيئة مهما كانت صغيرة
ومثال آخر في قوله تعالى (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة )
فما سر مجيء حياة منكرة دون أل التعريف
والجواب أن هؤلاء القوم حريصون على الازدياد من متع الحياة واستغلال كل لحظة فيها التزود بالمتع منها وليس المقصود حرصهم على الحياة من أصلها فلو قال على الحياة معرفة بأل لفهم أنهم حريصون على الحياة نفسها ومن أصلها
وجاء في سورة النمل الحديث عن عرش الله معرفا بأل (رب العرش العظيم ) للدلالة على عظمة هذا العرش وكماله بينما جاء الحديث عن عرش بلقيس وهو عرش عظيم منكرا بدون أل للدلالة على نقصانه أمام عرش الله عز وجل قال تعالى(ولها عرش عظيم
ساحة النقاش