كالعادة وعندما يستيقظ الناس من نومهم يفتح "سيد نورو " محله التجاري آملا أن يكتسب قوت يومه من تلك المحلة وهي محل الحلاقة .. وببساطتها إلا أنها تملأ الحسبابات البنكية وساعدت الكثيرين لتحقيق مآربهم المادية .
" سيد نور" رجل من ثلاثينيات من عمره ، فتح هذا المحل منذ عشرة سنوات بدأ يعول أسرته بشكل يومي . ورغم أن المحل محل متواضع جدا إلا أنه يحقق مكاسب عالية والشهرة عظيمة بلغت الآفاق. حاولت أن أحلل بطريقتي لماذا هذا الشخص ومنذ عشر سنوات في هذا المحل .؟
وجدت أنه صاحب مهارة أولا.. ثم أنه بشوش ، وصبور ، ومتواضع ، ولا يحب إنجاز السريع . قلت له كم تربح شهريا . قال لي 1500$ يا للهول ... كبار رجال الأعمال الصوماليين لا يحققون هذا المبلغ شهريا . ثم إنه بهذه البساطة حقق أشياء كثيرة خلال عشرة سنوات كما أخبرني هو بنفسه منها أنه إشترى مزرعة كبيرة ،و بنى 3 فلل على طراز خاص. إشترى سيارتين إضافة إلا أنه يصرف مصروفاته الشهرية من هذا المحل ويساعد الآخرين ويشارك مع مساعي الخير .
بنسبة للترويج هذا الإنسان لا يلجأ إلى الدعاية والإعلان وتسويق محله للتنافس مع الأقران ، إنما يثق نفسه بالإمتياز وهذا دليل على أنه عمل لأجل الناس وليس لأجل الآخرين . ويتساءل البعض لماذا حقق صاحب البقالة تلك الشهرة والزحم الشديد على هذا المحل المتواضع ؟
أترك لك أيها القارئ الإجابة ... لكنني ؤأكد لك أن من مارس التجارة بالشفافية والثبات على الإستمرارية وعدم العجلة يمكن أن يتفوقون على الآخرين رغم التسويق والدعاية .
والملفت للنظر .. أن المحل ليس مجهزا بشكل الكبير .. فقط المراية والكراسي وللمبات ..! ولا يوجد لافتة مضيئة كانت أم غير مضيئة في المحل ، كما أن المحل إستراتيجيا لايقع مكانا بارز. بالحقيقة هناك درس إستثنائية يجب أن نتعلم صاحب الجلالة... صاحب المحل المربح. في حين يتعلم الآخرون الصقر والنمل والثعلب.. ولا أقصد هذا بتقليل شأن التاجر بل حرسي على التعلم .!
وأما الدروس التي يمكن أن يستخلص -حسب نظر الكاتب- صاحب الجلالة . تتمثل الآتي إن صح التعبير: إتقان العمل ، ممارسة المهارة ، الإستمرارية ،الثبات ، عدم الإحتقار المهن.
ذك هو فهم خاص للصاحبة الجلالة . واللحياة أذواق تختلف حسب الأشخاص والظروف..
وإلى لقاء آخر.
الكاتب:
عبد الناصر أشكر موسي