رغم الاهتمامات العالمية بالابحاث الطبية الداعية لمعالجة مرض نقص المناعة المكتسبة(الايدز)، الا انه ماتزال الكثير من الدول تعاني من تزايد مضطرد في عدد الاصابات بهذا المرض الفتاك، وينتشر المرض في افريقيا بصورة متصاعدة خلال العقدين الماضيين اضافة الى بعض دول الشرق الاوسط وجنوب شرق اسيا.
وتعاني السعودية من نسبة تصاعد مخيفة ومثيرة للجدل بمرض الايدز، في بلد المفروض انه محافظ وتحكمه الشريعة الاسلامية، حيث كشف رئيس شعبة الأمراض المعدية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، الدكتور هايل بن مطر العبدلي أن المستشفى استقبل حالتين لمصابين سعوديين بالإيدز، وأوضح الدكتور العبدلي أن عدد مصابي الإيدز من السعوديين في السعودية بلغ 2100 مصاب ومن المقيمين 8000 مصاب حسب الإحصائيات الحديثة لوزارة الصحة السعودية مبيناً أن من يتم اكتشافه من المقيمين يرحل على وجه السرعة مشيراً إلى أنه يتم اكتشاف المقيمين من المصابين بالإيدز إما عن طريق تجديد الإقامة أو عند الكشف الطبي مع بداية عملهم بالمملكة.
وأشار إلى أن محلات الحلاقة قد أصبحت تشكل خطراً كبيراً ومخيفاً عند عدم قيام عامل الحلاقة بتغييره شفرة الحلاقة وتداولها من شخص لآخر، مشيراً إلى وجوب تأكد الشخص الذي يريد الحلاقة من قيام عامل الحلاقة بتغيير الشفرة التي يريد استخدامها وتعقيمها التعقيم الجيد والسليم.
وقال: "يفضل أن تكون هناك حملات رقابية مفاجئة على أصحاب محلات الحلاقة وكذلك العيادات الطبية الخاصة وذلك لضمان خلوها من القيام بممارسة الحجامة". وأوصى المواطنين باتخاذ الحيطة والحذر واتباع الاساليب الحديثة في معالجة كل ما يشكل تهديداً لحياتهم الصحية.
ونقلت (بي بي سي) في وقت سابق عن اعلان المملكة السعودية ستراتيجية قومية لمكافحة مرض الإيدز والفيروس المسبب له.
وقال وزير الصحة السعودي د. حمد المانع إن المملكة لا تقف بمنأى عن المخاطر التي يمثلها الايدز.
ودعا المانع الشباب السعودي إلى توخي الحذر والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي.
وقد خصصت الوزارة ستة ملايين دولار لشراء الدواء اللازم لمرضى الإيدز.
كما أعلنت عن فتح مركز رابع لعلاج الإيدز بمدينة جيزان الى جانب المراكز الموجودة بالفعل في الرياض وجدة والدمام.
وطبقا لوزارة الصحة السعودية فإن مدينة جدة هي الأعلى في معدل الإصابات حيث تبلغ 41% من مجموع الإصابات، وتوزعت الإصابات على عدد من المدن بينها الرياض 16% والدمام 12% ومكة المكرمة 6% والطائف 5% والاحساء 4% والمدينة المنورة 2% والباحة وابها وجازان 3%.
وترى السلطات أن الوسيلة الرئيسية لانتقال المرض هي العلاقات غير الشرعية (45%)، وبواسطة نقل الدم (20%)، وأسباب غير محددة (27%)، وبواسطة انتقال المرض من الأم الى الجنين (6%)، وعن طريق المخدرات (2%). وتنحصر أغلب الإصابات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-49 سنة، وتبلغ نسبة الإصابة بين الذكور 77% والإناث 23%.
وسجلت أول حالة إيدز في السعودية عام 1984، وأعلنت وزارة الصحة في اكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن حالات الايدز المسجلة بلغت 6787 حالة بينها 1509 لمرضى سعوديي الجنسية، وأن معظم الإصابات ناتجة عن ما وصفته بالعلاقات غير الشرعية.
وتشير التقديرات التقريبية لواقع مرض الإيدز وفيروس HIV في مختلف انحاء العالم إلى أن عدد الأشخاص الحاملين للفيروس يتراوح بين 470 ألفا إلى 730 ألفا، بينما تبلغ نسبة الإنتشار من مقدارها على نطاق العالم 1.6 بالمئة، أما عدد الحالات الجديدة التي سجلت عام 2003 فيقدر بما يتراوح بين 43 ألفا و67 ألفا. ويقدر عدد الوفيات في عام 2003 بـ 35 ألفا إلى 50 ألفا.
ونشرت(بي بي سي) ملخص للمعلومات المتوفرة عن المرض في بعض بلدان منطقة الشرق الاوسط وافريقيا:
في الجزائر تبين الدراسات التي أجريت في اربع مواقع لرعاية الحوامل أن 0.9 في المئة من النساء اللاتي يترددن على تلك العيادات يؤكدن الانتشار السريع للفيروس بين السكان بصورة عامة.
وارتفع معدل الوفيات ذات الصلة بالمرض من 13 ألفا إلى 24 ألفا في نهاية عام 2000، وخلال الفترة ذاتها زاد معدل تفشي المرض بنسبة 0.2 في المئة حسب "يون أن أيدز".
اما في تونس يبلغ المعدل السنوي للإصابات بالإيدز وفيروس HIV، وفقا لتقارير وزارة الصحة التونسية، حوالي 70 حالة، وإجمالي عدد الحالات منذ عام 1985 إلى 2002 نحو 697 حالة.
وفي المغرب تشير التقارير الرسمية إلى ارتفاع كبير في عدد حالات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، ويعتقد أن الإيدز من بينها.
وشهدت ليبيا فصول محاكمة عدد من العاملين في المجال الطبي، معظمهم من البلغار، بتهمة التسبب في نقل عدوى فيروس HIV لأكثر من 400 طفل ليبي في مستشفى في مدينة بنغازي عن طريق نقل دم ملوث لهم.
لكن الخبير الفرنسي، البروفيسور لوك مونتنييه، وهو العالم الذي اكتشف فيروس HIV عام 1983، الذي زار ليبيا يعتقد أن سبب التلوث يعود إلى فقر الإجراءات الصحية في المستشفى التي كان يعمل فيها المتهمون.
وقدرت نسبة انتشار المرض بين البالغين عام 1991 بـ 0.05 بالمئة، لكن لا تتوفر معلومات كافية عن الحجم الحقيقي للمرض في ليبيا التي تستقبل يدا عاملة أجنبية وتحتضن مهاجرين من أفريقيا.
وفي السودان، ساعدت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في بعض المناطق وخصوصا حيث تدور الحرب الأهلية إلى نزوح مئات الآلاف وانتشار الفقر والبطالة والأمية وغياب الأنظمة الصحية، على انتشار المرض.
وتشبه المنظمات الإنسانية دخول فيروس HIV ومرض الإيدز بـ "رمي قنبلة ذرية".
ويعتقد تقرير أعد لصالح الأمم المتحدة عام 2002 معدل انتشار المرض في مناطق الجنوب عاليا، لكن البيانات عن واقع الحال تكاد تكون معدومة.
يقدر عدد المصابين بالإيدز أو بفيروس HIV في جيبوتي بنحو 12 بالمئة من السكان البالغين، وتعتبر هذه النسبة الأعلى في المنطقة.
وتصنف مصر على أنها من البلدان التي يوجد فيها انتشار واطئ للمرض والفيروس المسبب له، لكن "يو أن أيدز" ومنظمة الصحة العالمية قدرتا عدد الإصابات في نهاية عام 2001 بثمانية آلاف بين البالغين والأطفال. وفي أواخر عام 2002 سجلت 339 حالة. ومعظم الإصابات بين الأشخاص من فئة العمر التي تتراوح بين 25 و49 سنة، منهم 89.5 بالمئة من الرجال.
والوسيلة الرئيسية في انتقال المرض هي الاتصال الجنسي بين الأشخاص مختلفي الجنس (44 بالمئة) وبين الأشخاص مثليي الجنس (23 بالمئة)، ومن الحقن الملوثة ونقل الدم (18 بالمئة) وعن طريق حقن المخدرات (4 بالمئة) ووسائل غير محددة (11 بالمئة)، وذلك طبقا لمعلومات برنامج الإيدز القومي لغاية أكتوبر/ تشرين الأول 2002.
وفي اسرائيل، طبقا للأرقام الرسمية توفي نحو 350 شخصا بسبب الإيدز منذ عام 1981، وسجلت أكثر من 2050 حالة إصابة بفيروس أتش إي منهم 605 اظهروا أعراضا كاملة للمرض واعتبروا مصابين بالايدز. وتقول البيانات الرسمية إن معظم المرضى اصيبوا بالمرض خارج إسرائيل وخصوصا في الدول الافريقية والاتحاد السوفيتي السابق.
وبالرغم من حملات مكافحة المرض فإن عدد الإصابات ظلت ثابتة تقريبا فقد بلغت هذا العام 216 بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني 2003، بينما سجلت في عام 1998 نحو 372 حالة و255 في عام 1997 و 172 في عام 1996 و171 في عام 1995.
لكن عدد الوفيات انخفض مع إدخال استخدام الأدوية والاختبارات الجديدة، فقد انخفضت من 95 حالة وفاة عام 1995 إلى 27 عام 1996 و25 عام 1997 وخمسة حالات خلال هذا العام حتى الآن.
وفي الاردن سجلت اول حالة إيدز في عام 1986 وبحلول نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2002 سجلت 1000 إصابة بفيروس HIV و313 إصابة إيدز في سجلات وزارة الصحة. ونحو 61 في المئة من هذه الإصابات بين أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 - 44 سنة.
وسيلة الانتقال الرئيسية للمرض هي الاتصال الجنسي (45 بالمئة) ونقل الدم (39 بالمئة) والباقي وسائل غير محددة، ويعتقد أن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة كاملة بل هي أقل من واقع الحال.
الوضع الديموغرافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتمثل بأن أغلب السكان هم من الشباب واليافعين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، يعتبر عاملا حاسما في توقع تفشي المرض بمعدلات عالية
وفي العراق تخشى المنظمات الدولية من ان يؤدي انهيار نظام الخدمات الصحية وأنظمة الرصد الوبائي ودخول الأجانب دون قيود أو فرض للحجر الصحي على المرضى إلى انتشار الوباء بسرعة.
وتشير الإحصاءات المتوفرة من العهد السابق إلى أن عدد الإصابات يبلغ 73 إصابة فقط، واقصى عدد سجل كان عام 1983، عندما شخّص المرض لدى 244 شخصا توفي معظمهم.
وتشير التقارير الصحية العراقية إلى أن المرض دخل عن طريق استيراد احد عناصر الدم وهو ما يعرف بـ factor-8 الذي يعطى للمصابين بالنزيف أو بسيولة الدم (الهيموفيليا)، وقد تم استيرادها من فرنسا.
وسجلت الإحصاءات الرسمية السابقة وجود 112 إصابة للفترة بين 1995 و2002، من بين مليون ونصف المليون وافد إلى العراق.
ويرى المراقبون أن إيران من بين أبرز دول المنطقة التي كسرت الصمت المحيط بموضوع الإيدز، ففي أوائل هذا العام (2003) أعلن رسميا في أول مؤتمر حول "الوقاية من الإيدز" عقد في طهران عن وجود 4237 حالة مسجلة للإيدز، وأن 95 بالمئة من المصابين هم من الرجال.
وتضمنت المعلومات التي كشفت أثناء المؤتمر أن 65 بالمئة أصيبوا بسبب استخدام حقن ملوثة و8 بالمئة عن طريق الاتصال الجنسي.
وأكثر انتشار للمرض بين المساجين المدمنين على المخدرات.
وتبين وثائق وزارة الصحة أن عدد المصابين بفيروس HIV يربو على 20 ألف شخص. وتؤكد الوزارة أن الأمراض المنقولة جنسية آخذة بالازدياد بحيث توجد 300 ألف حالة من هذه الأمراض.
وتعتبر وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز أن الوضع الديموغرافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتمثل بأن أغلب السكان هم من الشباب واليافعين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، يعتبر عاملا حاسما في توقع تفشي المرض بمعدلات عالية.