لازالت القناة الفضائية الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية تحاول استقطاب الفلكي المغربي عبد العزيز الخطابي منذ سنة 2002 إلى الآن، لتنشيط برنامج يومي بالقناة يتولى فيه الإجابة عن استفسارات المشاهدين وتساؤلاتهم حول الأبراج والحظ، وكل ما له صلة بالأفلاك وتفسير الأحلام مقابل أجر حددت قيمته في 10 آلاف دولار للساعة، وتأتي هذه المحاولات المتواصلة بعد تنبؤاته التي أصابت، وأثارت دهشة الإسرائيليين، وكونه أول عضو عربي في جمعية الشيكاكو للتنجيم بأمريكا.
• متى عرض عليك الاقتراح الخاص بانتدابك للعمل في القناة الفضائية الاسرائيلية الناطقة بالعربية؟
• حصل ذلك في الأول من شهر يونيو سنة 2002، إذ تلقيت مكالمة هاتفية تم خلالها عرض الاقتراح المذكور.
• من هو الشخص الذي اتصل بك ومن أي بلد خاطبك؟
• الاتصال كان من الأردن، والشخص الذي تحدث إلي في الهاتف ذكر أنه مسؤول في القناة الاسرائيلية من دون أن أحدد صفته. كما أنه لم يذكر اسمه كاملا.
• كيف كان رد فعلك الأولي على هذه المكالمة؟
• استغربت الاقتراح لأنه ورد في ظرف تشهد فيه الانتفاضة الفلسطينية ذروتها، كما انتابني شعور بالدهشة لجرأة من اتصل بي.
• بأي لغة خاطبك من اتصل بك في الهاتف؟
• هو يتكلم لهجة شرقية تغلب عليها اللكنة اللبنانية والفلسطينية، وقال لي حرفيا " نريد أن نتعامل معكم وعايزين برنامج فلكي نقدمو للجمهور وعندنا اقتراح جيد جدا من الناحية المادية" ثم تواصلت المحادثة على هذا النسق شارحا لي تفاصيل العرض والبنود المحتملة للعقد.
• وكيف انتهت المكالمة بينك وبينه؟
• كان جوابي له في الأخير بأنه من المستحسن أن يتصل بي مدير القناة، وقد ذهب في ظني أن المكالمة برمتها ربما تكون مزحة ثقيلة أو كذبة ابريل، ولذلك تعمدت المطالبة بأن يهاتفني مدير القناة لأتأكد من جدية العرض.
• متى رن الهاتف إذن ومن أين كان مصدره وبأي لغة تم الكلام؟
• جاء الهاتف بعد مضي ثلاثة أيام من المكالمة الهاتفية، وكان مصدرها من الأردن والمتكلم كان هو اسحاق بن حيون.
• من يكون اسحاق هذا؟
• إنه مدير البرامج والإنتاج.
• ماذا قال لك بالضبط؟
• قال أن هذه القناة تريد دعم التفاهم بين العرب واليهود خدمة للسلام مع الإشارة أن هذه القناة سيعمل فيها جنبا إلى جنب مع يهود ومسلمين ومسيحيين.
• ما هو المبلغ المالي بالضبط الذي اقترحوه عليك للانضمام إليهم؟
• اقترحوا علي مبلغ عشرة آلاف دولار للساعة الواحدة، وفي نيتهم أن البرنامج الذي أرادوا مني إعداده والإشراف عليه يمتد مساحة ست ساعات بمعدل ساعة كل يوم باستثناء يوم السبت، أي أن ماسأتقاضاه أسبوعيا هو مبلغ ستين ألف دولار، كما خيروني بين الإقامة في القاهرة أو عمان مع ترك إمكانية الإقامة في تل أبيب إن قبلت ذلك.
• وهل اشترطوا عليك الإسراع بالرد أم هل تركوا لك مهلة للتفكير؟
• لقد تركوا لي أرقاما هاتفية للاتصال بهم والرد على مقترحهم، كما تركوا لي مجالا لتقديم أي اقتراح مني أو مطلب إضافي، مع الإشارة إلى أنه بإمكاني الاتصال في أي وقت على مدار الساعة.
• لماذا اخترت الإعلان وعلى الملأ عن رفضك لهذا المقترح ولم تتصل بهم سواء بالهاتف أو بإشارة لإعلامهم بقرارك؟
• إن اختياري الإعلان عن ردي عبر صفيحتكم لأسباب لا أريد ذكرها هنا.
• ولكن هناك من يرى أنك تعمدت هذا الأسلوب رغبة منك في الدعاية لنفسك وتوظيف المسألة لاكتساب مزيد من الشهرة؟
• إن شهرتي واسعة واسمي أصبح معروفا في كامل الوطن العربي وحتى خارجه، ولكن الإسرائليين هم الذين سعوا من خلال اقتراحاتهم إلى استغلال شهرتي وتسخيرها لفائدتهم، وإني أعلن هنا وبكل وضوح أنهم حتى ولو سلموني أموال قارون فلن أتعامل مع الصهيونيين، فأنا عربي حر لي قناعاتي السياسية ومؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ولا يمكن لي إطلاقا ومهما كانت الإغراءات أن أبيع نفسي للصهاينة.
• ولكنك أشرت في احد تصريحاتك إلى أنه لو كان اسحاق رابين في الحكم لربما قبلت العرض، أفلا ترى أن في كلامك شيئا من التناقض؟
• لو كان اسحاق رابين حيا وسار في درب السلام الذي قطع منه شوطا، واحترم الاسرائيليون إرادة الشعب الفلسطيني ومنحوه حقه المشروع في إقامة دولة مستقلة وذات سيادة لقبلت العرض فعلا.
• هل تعتبر أن توظيف عبد العزيز الخطابي أو غيره من العرب، في مثل هذه القناة الفضائية الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية هو أسلوب من الأساليب الملتوية للتطبيع؟
• نعم، فكل خطوة يقومون بها تتم عن دراسة، وهذا العرض الذي ورد ليس اعتباطيا وإنما غايته واضحة وجلية ويمكن قراءته في أي جانب من جوانبه بأنه أسلوب للتطبيع فعلا. ولذلك رفضته لشعوري أيضا بأنهم يريدون الإيقاع بي.
• يعني؟
• لو قبلت مثل هذا الاقتراح العجيب لربما وبعد مدة من استغلالي يتم اغتيالي برصاصة تحسب على حركة "حماس" أو " الجهاد الإسلامي" وليس مستبعد في تخطيطهم أن يتم إغراقي بأموال طائلة في البداية لتكون نهايتي على أيديهم ثم يوظفونها سياسيا لفائدتهم. وبذلك يضربون عصفورين بحجر واحد. ولا استبعد أيضا أن يذهبوا على حد تنظيم حفل تأبين لي ونعت المقاومة الفلسطينية بالإرهاب.
• لماذا وقع الاختيار عليك أنت بالذات دون سائر الفلكيين العرب المشهورين؟
• اعتقد أنهم يعرفونني جيدا فقد أصبحت شهيرا من خلال عملي مع بعض الجرائد والمجلات المغربية والعربية، وزادت شهرتي لديهم بعد إصداري لكتاب توقعات مفصلة لأبراج سنة 2002 الذي تنبأت فيه عن حدوث الكثير من الأحداث والوقائع، منها التنبأ بأحداث 11 شتنبر، هذا الحدث زاد شهرتي. كما أن الاسرائليين يعلمون جيدا دائرة الاتصالات التي أتحرك فيها، وهي تضم كبار المسؤولين وأمراء وشخصيات مرموقة عديدة في جل البلدان العربية، ويقيني أنهم لا يريدون تنجيمي فقط ولكنهم يرغبون بالمنجم والتنجيم وهذا ما يؤكد أن العرض مشبوه من كل جوانبه وخطير أيضا.
جمهوري العزيز نقدم لكم كل جديد وحديث في دنيا الأخبار
لذا نرجوا كتابة التعليق والتصويت لان هذا يسعدنا كما نسعدكم
مع تحيات / محمود مســلم
صحفي
Apu_msALm @yahoo.com
0102259689
0180688635
0115408636 .