حديثنا اليوم عن الذئب ذلك الحيوان الخبيث الذي يظهر الكرم وهو يكن الغدر . قال القزويني عن سلوكه في كتابه "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" : ذئب حيوان كثير الخبث ذو غارات وخصومات ومكابرة وحيل شديدة وصبر على المطاولة وقل ما يخطئ في وثبته . والأنثى أكثر فساداً من الذكر ، وإذا عجز عمن يقاومه يعوي حتى يأتيه من يسمع عوائه ليعاونه وإذا مرض ينفرد عن الذئاب لعلمه بأنها إن علمت بضعفه أكلته . وإذا مرض يأكل حشيشة تسمى جعدة وإذا دنا من الغنم يعوي ثم يذهب إلى جهة أخرى ليذهب الكلاب إلى الجهة التي سمع منها العواء ثم يأتي ليسلب الغنم والكلب بعيد عنه ، ويأخذ بقفا الشاة ويضربها بذنبه حتى تعدو ( تجري ) معه وأكثر ما يأتي وقت طلوع الشمس لأنه يعلم إن الكلب طوال الليل يحرس ولا ينام وفي ذلك الوقت ( طلوع الشمس ) يغلبه ( أي الكلب ) النوم .
والذئب أشد الحيوانات شماً وإذا رمى الإنسان وشم منه رائحة الدم لا ينجو منه وإن كان أشد الناس قلباً وأتمهم قوة .
وقال عنه الدميري في كتابه " حياة الحيوان الكبرى " الذئب يهمز ولا يهمز وأصله الهمزة والأنثى ذئبة وجمع القلة أذؤب وجمع الكثرة ذئاب وذؤبان ويكنى بأبي جعدة وأبو ثمامة وأبو جاعد وأبو سعلة ، ومن أوصافه الغبش وهو لون كلون الرماد يقال ذئب أغبش وذئبة غبشاء .
الوضع التقسيمي للذئب :
المملكة الحيوانية Kingdom : Animalia – شعبة الجبليات Phylum : Chordataشعبة الفقاريات Subphlum : Vertebrata - طائفة الثديات Class : Mammalia - رتبة اللواحم الأرضية Order : Fissipedea - العائلة الكلبية : Family : Canidue جنس الكلب : Genus : Caniaالذئب : Canis lupus .
قال الدكتور حسين زين الدين في كتاب " أطلس ثدييات العالم " .
الذئب : يستوطن أوروبا عدا سويسرا وهولندا والدنمرك والجزر البريطانية ، وآسيا ما عدا جنوبها الشرقي والجزر التابعة له وأمريكا من المكسيك جنوباً حتى الشمال .
والذئب يشبه كلباً كبيراً طويل الأطراف متدلي الذنب إلى العقب ، والجسم نحيل ، والبطن ضامر ، والقوائم مستقيمة والأماميتان منهما متقاربتان والرأس غليظ والخطم ممدود مدبب الجبهة عريضة والأذن صغيرة نسبياً ومنتصبة ، والعيون منحرفة الوضع .
وهو لا يطيل الإقامة في مكان واحد ، بل ينتقل من مكان إلى آخر ويمضي طويلاً بعيداً عنه ، ثم يعود إليه من جديد ، وتوجد الذئاب فرادى أو جماعات ، ومتى اجتمعت فإنها تقضي كل حاجاتها مجتمعة متساندة متعاونة ، ينادي بعضها البعض بعويل منكر إذا مست الحاجة .
- وتخرج هذه القطعان للصيد فتتجول خلال الغابات والمزارع ، وتسطو على القرى والحظائر ، وتتلف ما يصادفها ، وتبعث الرعب والهلع في نفوس الناس وتقطع في الليلة الواحدة 70 كيلو متراً ، ومتى طلع الفجر لجأت إلى أقرب غابة أو مكان تختبئ فيه .
- ولقد كان من نتائج تجارب التهجين العديدة بين ذئب وكلبة أو كلب وذئبة ( إنتاج ) ذرية خصبة أتت هي الأخرى بنسل خصب وتضع الأنثى بعد مدة 64 يوماً ، ما بين 3-9 من الصغار . 
الأهمية البيئية والعلمية للذئب :
- للذئب أهمية علمية في أنه يمثل الأصول الوراثية للعديد من أنواع كلاب الحراسة وكشف المخدرات والصيد التي يمكن للإنسان استنباطها وكما علمنا سابقاً فإن الله سبحانه وتعالى لم يخلق أي كان حي عبثاً ولكن خلقه لغاية مقدرة .
- والذئب نموذج للغدر والدهاء والمكر الذي يمارسه بعض بني البشر في حياتهم اليومية .
- قال ابن عبد ربه الأندلسي في كتاب العقد الفريد وقالوا من طبع الذئب محبة الدم ويبلغ طبعه أن يرى ذئباً مثله قد دمى فيثب عليه ويمزقه ، قال قالوا : والذئب أشد السباع مطالبة وإذا عجز عوى عواء استغاثة فتسامعت به الذئاب فأقبلت حتى تجتمع على الإنسان أو غيره فتأكله وليس في السباع من يفعل ذلك غيرها
