أمي الحبيبة حملتني جنيناً , وأرضعتني وليداً , وأسعدتني طويلاً , سهرت تحرسني وتحميني , بكت لبكائي وفرحت لتفوقي وتوفيقي , أراها أمامي في كل لحظة جميلة شامخة قوية وأنا في حضنها تضمني وتحميني , وأشعر بيدها تمسح على ظهري , هذا ما أحسست به وأنا أرى الأم الفلسطينية تحضن شجرة الزيتون المثمرة القوية , وقد قطع أغصانها وبراعمها الزهرية وأزالها من جذورها عدو الله والإنسانية الصهيوني الفاشي .
تحضنها بشوق وأسى وكأنها تحضن أمها وتقول لها : يا أمي لا تتركيني , فكم جلست في ظلك , وطعمت من ثمارك الطيبة , وأكلت من زيتك المبارك , ودهنت به وجهي وجسمي وشعري وجرحي , واحتطبت من حطبك , ورويتك من مائي ومن عرقي , وبثثت لك شجوني وعشتِ معي في طفولتي وشبابي ويوم عرسي وفي عجزي وضعفي لم تتركيني , فلمن تتركيني؟!.
قطعك العدو الغاصب الغادر الجبان , عدو الحياة , وعدو النبات , وعدو الحيوان , وعدو البركة , وعدو الإنسان في كل مكان وزمان إنه العدو الجبان .
قطعك العدو الفاشي النازي فلا تتركيني يا أمي لا تتركيني ......لا تتركيني .....يا زيتونتي الحبيبة , فالزعتر والخبز والدهن يبكيكِ ويبكيني .
لقد اختلط هذا المشهد العجيب بمشاهد حضن أمي الحبيبة فرأيت فيه أمي تحضن أمي .... صدقوني فلقد رأيت أمي تحضن أمي , وهذا العدو الصهيوني ينظر إليها من سيارته وكأنه يقول يا ويلي ويا ويل أمي من هذا الشعب الفلسطيني العظيم الذي أحب الحياة وزرع الأمل في أرض فلسطين ولن يموت أو ينهزم .
كل هذا جاش في صدري وأنا أشاهد هذه الصورة لأمي وهي تحتضن أمي في أرض فلسطين المجاهدة الغالية والحبيبة والأبية والعصية .
فيا أمتي العربية الأبية هل تسمعيني أو تريني ويصلك أنيني فلماذا للعدو الصهيوني تتركيني وتحاصريني وتفاوضيه ولا تسمعي أنيني ولا تدركيني ولكني بإذن الله عصية وأبية فمن أراد منكم الحياة فليلحق بي ليجاهد في فلسطين الحبيبة الأبية والعصية بإذن الله , ومن لم يلحق بنا فسوف يعيش عيش الجبناء ويموت موت الخبثاء ويخسر الدنيا والآخرة .