جريدة أخبار الجمهورية الدولى

رئيس التحرير محمود أبومسلم

سعاد حسنى

إنها بإختصار الموهبة والعفوية تسير على قدمين ، فإذا كان المصريون يتمنون دوماً أن يبعث عبد الحليم من جديد لعالم الغناء فإن سعاد حسني هى الاختيار الأول للبعث في مجال السينما ، ولا دليل على مدى عشق المصريين لها سوى أن جمهورها ظل ينتظر عودتها أمام الكاميرات مرة أخرى بفارغ الصبر على مدار سنوات المرض العشرة الأخيرة من حياتها، وبعد وفاتها عام 2001 بالعاصمة الأنجليزية لندن ، أيقن الجميع أن "زوزو" أضحت كالحلم الجميل الذي يصعب تكراره مرتين.

لم يكن يتوقع الكاتب الكبير الراحل عبد الرحمن الخميسي عندما اختار سعاد حسني بنت الـ17 عاماً لبطولة فيلم "حسن ونعيمة" أن تكون هذه المراهقة هى أسطورة السينما العربية على مدار ثلاثة عقود كاملة ، حيث لم تكن لسعاد حسني مع مطلع عام 1959 أى صفة سوى إنها الشقيقة الصغرى للمطربة نجاة الصغيرة ، التي لم يسبق لها دخول المدرسة من قبل ، ولكنها تمكنت بمفردها من إتقان القراءة والكتابة والحديث بلغتين أجنبيتين ، لتضعها الصدفة في طريق صديق العائلة عبد الرحمن الخميسي الذي كان يستعد تحويل مسلسله الإذاعي الشهير آنذاك "حسن ونعيمة" إلى شاشة السينما ، واستقر على بركات مخرجاً وعلى المطرب محرم فؤاد في دور حسن ، ليقع في غرام وجه سعاد حسنى الطفولي البرئ ، لترحب سعاد بخوض التجربة دون انتظار للنتائج ، ولكن التجربة أسفرت عن مسيرة سينمائية هى الأكثر نجاحاُ لنجمة بالسينما المصرية والعربية على الإطلاق.

كان التوقيت الذي ظهرت فيه سعاد حسني بالغ الأهمية في إكمال مسيرتها فالمجتمع المصري بتغيراته العاصفة مع بداية عقد الستينات كان له رأى آخر في بطلات أفلامه ، إنه كان وقتاً نموذجياً لنادية لطفي وزيزي البدراوي وليلى طاهر وبالطبع سعاد حسني التي جسدت فتاة الستينات بكل أنماطها وتقلباتها وأفكارها التحررية ، ولكن هذا لم يأت بين وليلة حيث ظلت سعاد على مدار خمسة أعوام كاملة "دمية المنتجين" التي تتنقل في أدوار الفتاة المغلوبة على أمرها أو المراهقة التي تعاني من تقلب أحوالها العاطفية مع وجود بوادر ميول تمرد وضعها الحالي ، وإن كانت تجدر الإشارة إلى وجود بعض الاستثناءات الخاصة ببعض أدوارها المميزة في تلك الفترة مثل دور عزيزة في "السفيرة عزيزة" (1961) ، أو دور الطالبة المراهقة عطيات في "غصن الزيتون" (1962) ، ولكن نقطة التحول الحقيقية في حياة سعاد حسني كان في تعاونها للمرة الأولى مع المخرج صلاح أبو سيف في فيلم "القاهرة 30" (1966) والذي قامت فيه بدور إحسان الفتاة الفقيرة الممزقة بين ثلاثة رجال يمثلون واقعها وأحلامها ومصيرها الذي سينتظرها ، وهو دور لم تكن سعاد تحلم بأن تقوم به وهى التي كانت بطلة فيلم مثل "صغيرة على الحب" الذي كان نموذجاً لسعاد ما قبل القاهرة 30.

كان فيلم "الزوجة الثانية" في العام التالي مع صلاح أبو سيف أيضاً تأكيداً لنجاح سعاد في الإفلات من الفخ التجاري الذي كانت على وشك أن تسقط فيه ، فقد حقق الفيلم نجاحاً بالغاً بصورة سعاد الجديدة فيه كفتاة ريفية ماكرة تنجح في الانتقام من عمدة قريتها ، بعد أن تسبب في تطليقها من زوجها طمعاً في الزواج منها بغرض إنجاب الابن الذكر المنتظر ، بعدها تحولت سعاد إلى الجانب الآخر تماماً من شخصيتها في الأفلام التالية وخاصة مع المخرج كمال الشيخ كما في دور ناهد الفتاة التي تعاني إنفصام الشخصية في "بئر الحرمان" (1969) مروراً بدور مديحة الخائنة لزوجها ولعائلتها الأرستقراطية في فترة ما قبل الثورة ، ولن يفوتنا الإشارة إلى دوريها المثيرين للجدل عام 1971 في "زوجتي والكلب" و"الاختيار" مع يوسف شاهين.

عام 1972 كان عام "زوزو" بلا منازع فقد تحول فيلم "خلي بالك من زوزو" لحسن الإمام من مجرد فيلم عادي إلى أسطورة تجارية استمرت قرابة العام في دور العرض دون إنقطاع ، فقد تعرف الجمهور في هذا الفيلم على سعاد حسني الممثلة والمغنية والراقصة القادرة على التحول في طبيعة شخصيتها في أي لحظة وذلك مع دور زينب الفتاة الجامعية التي لا تخجل كونها قادمة من عالم العوالم والغوزاي ، ولكن يبدو أن المجتمع يريدها أن تعاني هذا القدر بعد أن يعرض علاقتها مع فتى أحلامها الثري للخطر ، ويرى البعض إنه إذا كان الفضل يعود لأحد في تقديم سعاد بهذه الحيوية والعفوية بفيلم "زوزو" فإنه يرجع لصديقها وفيلسوفها الشخصي صلاح جاهين الذي ساهم في كتابة العمل وألف كلمات أغاني الفيلم التي أصبحت على كل لسان بعد الفيلم.

كانت بقية سنوات السبعينات بالنسبة لسعاد حسني تاكيداً لتربعها على عرش نجمات السينما المصرية على الرغم من قياماها بالعديد من الأدوار الجادة ذات الطابع الإجتماعي الجاد أو السياسي في بعض الأحيان كدورها الشهير في فيلم كمال الشيخ "على من نطلق الرصاص" (1975) و"الكرنك" في نفس العام مع زوجها السابق المخرج علي بدرخان ، ثم شفيقة ومتولي مع بدرخان عام 1978 في دور شفيقة الريفية في منتصف القرن التاسع عشر الفقيرة التي تصبح عشيقة الجميع بعد تبدل حالها عقب سفر شقيقها متولي في حفر قناة السويس ، لتواجه شفيقة مصيرها المأساوي عقب عودة شقيقها إلى البلدة ، وكعادتها دوماً كانت سعاد موفقة للغاية في اختيار خطواتها التالية بعد أن قفزت في قطار المخرجين الجدد بالثمانينات من أمثال سمير سيف ومحمد خان الذي قدمته واحد من أفضل أدوراها على الإطلاق بفيلم "موعد على العشاء" (1981) والذي قدمت فيه دور زوجة مسحوقة من زوجها المتبلد الاحساس تقيم علاقة عفوية مع شاب بسيط يعمل كوافير ، وهى الفعلة التي لن يقف أمامها الزوج مكتوف الأيدي ، الذي يعصف بالشاب ، مما يضطر الزوجة للانتقام من زوجها ومن نفسها أيضاً.

ظلت مكانة سعاد على الساحة السينمائية محفوظة خلال سنوات الثمانينات ، ولكن الصدمات بدأت في التوالي عليها مع وفاة فيلسوفها صلاح جاهين عام 1986 ، والذي كان أشبه ببوصلتها الفنية طوال حياتها ، ولم يمر عامان آخران حتى بدأ تخبطها مع الفشل التجاري الكاسح لفيلمها الجديد "الدرجة الثالثة" (1988) للمخرج الشاب آنذاك شريف عرفة ، وهو العمل الذي تسبب في اعتزال سعاد حسني العام لمدة ثلاثة سنوات كاملة قبل أن يقنعها بدرخان للظهور مجدداً وللمرة الأخيرة في حياتها مع فيلم "الراعي والنساء" والذي "رمم" بعض آثار التصدع الذي حدث بين سعاد وجمهورها، ولكن هذا القبول لم يكن بالأمر الكافي لدعم "زوزو" في مواجهة فترة مرض بالغة طالتها فترة عشرة سنوات قبل سقوطها المأساوي من شرفة منزلها في لندن عام 2001 ، وهى النهاية التي مازال الغموض يكتنفها كالغموض الذي ظل يكتنف حياتها ويحيط بسر موهبتها الطاغية.

من أعمال الفنانة سعاد حسنى

الراعى والنساء    1991 
الدرجة الثالثة      1988 
الجوع      1986 
عصفور الشرق      1986 
حب فى الزنزانة    1983 
القادسية     1982 
غريب فى بيتى       1982 
أهل القمة        1981 
المشبوه       1981 
موعد على العشاء    1981 
المتوحشة     1979 
شفيقة ومتولى      1978 
الكرنك      1975 
على من نطلق الرصاص   1975 
أميرة حبى أنا      1974 
أين عقلى     1974 
الحب الذى كان   1973 
غرباء     1973 
الخوف    1972 
خلى بالك من زوزو     1972 
الأختيار      1971 
زوجتى والكلب       1971 
الحب الضائع    1970 
غروب وشروق     1970 
بئر الحرمان       1969 
شئ من العذاب    1969 
فتاة الإستعراض    1969 
نادية       1969 
التلميذة والأستاذ    1968 
الزواج على الطريقة الحديثة     1968 
الست الناظرة    1968 
الناس والنيل     1968 
بابا عايز كده      1968 
حكاية ثلاث بنات   1968 
حلوة وشقية    1968 
حواء والقرد    1968 
نار الحب   1968   
الزوجة الثانية     1967 
اللقاء الثانى   1967 
شباب مجنون جدا     1967 
شقة الطلبة     1967 
القاهرة 30   1966 
شقاوة رجالة     1966 
صغيرة على الحب     1966 
فارس بنى حمدان     1966 
ليلة الزفاف     1966 
الثلاثة يحبونها     1965 
المغامرون الثلاثة    1965 
أول حب     1964 
العزاب الثلاثة    1964 
المراهقان    1964 
حكاية جواز    1964 
لعبة الحب والجواز     1964 
للرجال فقط    1964 
الجريمة الضاحك   1963 
الساحرة الصغيرة   1963 
العريس يصل غدا     1963 
شقاوة بنات   1963 
عائلة زيزى    1963 
الأشقياء الثلاثة      1962 
سر الهاربة     1962 
صراع مع الملائكة    1962 
غصن الزيتون     1962 
من غير ميعاد      1962 
موعد فى البرج    1962 
السبع بنات     1961 
السفيرة عزيزة    1961 
الضوء الخافت   1961 
لماذا أعيش     1961 
مافيش تفاهم   1961 
هـ 3     1961 
إشاعة حب     1960 
البنات والصيف    1960 
ثلاثة رجال وامرأة     1960 
غراميات امرأة     1960 
مال ونساء     1960 
حسن ونعيمة    1959

ألبوم صور سعاد حسنى

Search


سعاد حسنى 1

سعاد حسنى 2

سعاد حسنى 3

سعاد حسنى 4

سعاد حسنى 5

سعاد حسنى 6
 

جمهوري العزيز نقدم لكم كل ماهو جديد وحديث في دنيا الأخبار

لذا نرجوا كتابة التعليق والتصويت لان هذا يسعدنا كما نسعدكم

مع تحيات / صحفي

محمود مسلم

www.kenanaonline.com/ws/msALm

Apu_msALm @yahoo.com     

0102259689

0180688635

0115408636

msALm

صحفى محمود ابو مسلم الموقع أخبار رياضية – ثقافية- فنية- اجتماعية –حوادث وتحقيقات- زورنا على مواقعنا الإخبارية والإعلامية 01280688635 01023399536

  • Currently 92/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 169 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2009 بواسطة msALm

جريدة أخبار الجمهورية الدولى الالكترونى

msALm
الأخبار الفنية الرياضية السياسية - التحقيقات- قضايا المجتمع - قضايا المرأة -حوادث - بريد القراء - صالة التحرير- أعلانات - »

عدد زيارات الموقع

897,669

تسجيل الدخول

ابحث