"سنترال" داخل المخ البشرى لتذكر الاحداث
15/01/2009

أوضحت دراسة هولندية حديثة أن هناك صراعاً مستمرا داخل العقل البشرى يحدث عندما يحاول الانسان استيعاب معلومات جديدة وفي الوقت نفسه يتذكر أخرى اختزنها من قبل، وهو ما يقع في تصرفات الانسان في الحياة العادية، فعلى سبيل المثال عندما يجد الانسان نفسه يقود السيارة في مدينة غير معروفة له محاولا تفسير اشارات مرورية معروفة من خلال آلية معقدة يتم فيها استرجاع معلومة اواستيعاب معلومة جديدة الامر الذى يخلق منافسة بين الذاكرتين الحديثة والقديمة .

ونجح القائمون بالدراسة في وضع تصور لهذا الصراع وتصويره من خلال الأشعة وأوضحوا أن هناك " سنترالا مركزيا" داخل المخ البشرى يعمل على تنظيم تلك العملية عن طريق تنشيط بعض المراكز في المخ الواحدة تلو الأخرى.

في هذا الصدد، شرح الدكتور ساندر دازيلار، أحد المشاركين في الدراسة التي أعدها معهد العلوم العصبية بجامعة امستردام أنه وضع مجموعة من الشباب تحت الاختبار حيث تم عرض سلسلة من الكلمات فوق شاشة أمام المشاركين في االدراسة وطلب منهم التذكر بسرعة ما إذا كانوا قد تعلموا تلك الكلمات من قبل ووضع صور متحركة ملونة في خلفية الشاشة وتم رصد نشاط المخ عبر الرنين المغناطيسي الوظيفي.

بعد ذلك، تم اخضاعهم مباشرة لاختبار في التذكر يتعلق هذه المرة بالصور التي شاهدوها وأوضحت نتائج الاختبار أنه امكن التعرف على الصور واسترجاعها.

وأشارت الدراسة إلى أن حدة الصراع لا تكون قوية في الأشخاص ذوي القدرات الاستيعابية المحدودة، ويظهرون كفاءة في التعلم والتذكر بصورة متزامنة والانتقال من عملية إلى أخرى.

وأضافت أن أي خلل يصيب تلك المنطقة يجعل الأفراد غير قادرين على التواءم بسرعة مع الأوضاع الجديدة، مثلما يحدث في كبار السن، الذين يظهرون مرونة أقل عندما يطلب منهم الانتقال السريع من عملية التعلم إلى عملية التذكر، كما هو الحال عند متابعة حديث مع آخرين.

وتقوم تلك المنطقة بتنظيم النبضات الكهرومغناطيسية وترجمتها بصورة دقيقة، إذا حدث تسارع أو تباطؤ يؤدي ذلك إلى سلسلة من الاضطرابات السلوكية والعصبية.

واختتمت الدراسة بالاشارة إلى إمكانية التدخل في تلك المنطقة عن طريق ما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية التي تعمل على تحسين التذكر والتعلم دون صعوبة كبيرة.