احذر انفعلاتك النفسية | |
لا داعى لـ الغضب بدون سبب! ولا داعى للتوتر عمال على بطال، ولا تنفعل على أى شىء لا يستحق! حافظ على انفعالاتك، ولتكن بحساب دقيق: تشير الإحصاءات والدراسات العلمية إلى أن ما يقرب من ثمانين بالمائة من الأمراض الجسمانية يرجع سببها إلى الانفعالات النفسية.. وبقدر ما تسبب الانفعالات النفسية السيئة أمراضاً.. بقدر ما تتمتع الانفعالات الطيبة بقدرة على الشفاء. ويؤكد العالم الطبيب جون شندلر صاحب كتاب «كيف تعيش 365 يوماً فى السنة» أن سلامة أعصابك وهرموناتك.. تساوى فى قوتها المضادات الحيوية والهرمونات الخارجية، بل هى أكثر قوة. وقد أكد العالم فى جميع أنحاء العالم أن رغم ما تحققه المضادات والهرمونات الخارجية من فاعلية.. إلا أنه لا مفر من إحداثها آثاراً جانبية قد تكون سبباً فى مرض جديد. يشير الكتاب إلى المسببات النفسية للأمراض العضوية، موضحاً الحقائق العلمية بصورة غاية فى البساطة والدقة فيقول: إن الإنسان العادى مثلى ومثلك عنده ست رغبات نفسية أساسية.. يشعر فى قرارة نفسه أنه ينبغى أن يحصل عليها.. وإذا لم تلب إحدى هذه الرغبات فإنه يشعر بقلق عميق الجذور، اشتياق غامض غير مجاب، سخط يعكر صفو كل دقيقة من ساعات نهاره وليله.. هذا الإنسان قد يكيف نفسه مع المناخ الذى يعيش فيه محاولاً إخفاء رغبته.. ولكن هناك فى أعماق نفسه رغبة ملحة شديدة لأن إحدى حاجاته النفسية أو أكثر تسبب جرحاً فارغاً عميقاً بداخله. ذكر الكتاب أن الرغبات النفسية الأساسية هى الحب، الأمان، التعبير عن الذات، التقدير، التجارب الجديدة.. والاحترام. وإلى جانب هذا التعريف البسيط للرغبات النفسية يطرح سؤالاً فى غاية الأهمية طالباً منا الإجابة الأمينة والصريحة. يقول السؤال: ماذا صنعت برغباتك الأساسية؟ قد تفتقد إحدى هذه الرغبات ولا تشعر بإشباعها.. ليس المهم أن نبحث عن الأسباب.. فالأهم أن يتحقق الإشباع لهذه الرغبات.. من أجل ذلك وضع العالم الطبيب جون شندلر على صفحات كتابه روشتة لتلبية رغباتك النفسية، يبدؤها قائلاً: إذا كنت فى مكان تشعر بالوحدة ولا يهتم بك أحد، فإن أحسن تعويض لك هو أن تعطى حبك لمن يعاملوك.. إن جزءاً من النضج أن تتخذ سلوك العطاء، لا سلوك الأخذ.. وسيصبح ذلك مصدر رضا عميق أن تحب وتعمل الخير مع حولك من الناس حتى لو كانوا لا يستحقونه أو حتى لا يتوقعونه. أما إذا كان ما ينقصك هو الإحساس بالأمان والاطمئنان فقرر ما تنوى أن تفعله من أجله.. ثم اترك التفكير فى هذا الموضوع، فإذا لم يكن فى مقدورك أن تحصل على الاطمئنان، فلا فائدة من أن تضيف قلقاً آخر.. ويسجل الكتاب قصة رجل على وجه الأرض ؟ حكاية كتب سطورها إنسان ليس المهم موطنه.. ولا لغته.. ولا دينه.. ولا حتى اسمه المهم أنه إنسان على وجه البسيطة، يشترك فى رغباته النفسية الأساسية مع كل البشر فى كل مكان.. وتروى حكايته الناس.. وتقول سطورها: ورث عن أبيه مبلغا كبيراً من المال.. وبطريقة ما استطاع يضاعفه، وتمتع بذلك.. بعدها بأعوام أطبقت عليه البنوك، فجردته من كل ما يملك.. بحث طويلا عن عمل يعيش منه هو وزوجته.. وبعد طول انتظار.. لم يجد عملاً سوى فى أعمال البناء.. وكان قد تجاوز الخمسين من العمر، ولم يكن قد قام بأعمال يدوية من قبل.. ولكنه استطاع بشجاعته وصبره أن ينجزها.. وكان يقوم بالغناء للعمال الذين يعملون معه ليحفزهم على العمل ويرفع من روحهم المعنوية.. ولا أدرى لماذا تذكرت وأنا أتابع سطور حكايته عمالنا الصعايدة البنائين البسطاء أيام زمان تحت الشمس الحارقة والابتسامة تعلو وجوههم ويرددون: هيلا هيلا.. يالاياريس.. هيلا هيلا.. الصبر طيب. ونعود إلى ذلك الإنسان على الأرض البعيدة.. والذى مكث وقتاً طويلاً مع زملائه العمال يتشاركون البناء والغناء.. لم يتوقف قدره المجهول عند القضاء على ثروته.. ولكن أصابه الورم الخبيث فى نفس الوقت هو وزوجته التى كان يحبها حباً شديداً وأجريت لهما عملية جراحية استنفدت كل ما تبقى.. ومع ذلك لم يتحدث عن ألمه.. ولم يشكُ، بل كان كلما زاره أحد فى المستشفى يستقبله بشوشاً.. وماتت زوجته.. لم يستسلم للحزن والألم.. ظل يعمل ويكسب قوته من هنا وهناك.. ثم أصيب بورم آخر فى الحنجرة.. وأجريت له عملية جراحية أخرى. وشهد شاهد من أهله.. أنه يراه دائماً متفائلاً لا يتحدث عن همومه أو متاعبه، كان يتجاوزهما ويبحث دائماً عن شىء جميل مهما كان بسيطاً.. أثبتت التحاليل شفاء الرجل.. ومازال يجوب المكان، تسعده أشياء بسيطة ويشيع السرور بين من حوله. وتعقيباً على الحكاية ومحلل على صفحات الكتاب.. يقول جون شندلر: منذ بداية الخلق ومن عهد الكهوف فى العصر الحجرى إلى عصر الذرة والفيمتو ثانية.. أظهر الإنسان شجاعة وقدرة لا حدود لهما على الصبر والاحتمال.. وهما السلاحان الأكثر أهمية فى مواجهة الحياة.. وقد أدرك الإنسان صاحب الحكاية قدرهما العظيمين اللذين جعلتاه يتحمل كل الصعاب والمصائب.. وجعلتاه ملكا للحياة على الأرض.. وصاحب الحكمة التى تقول: «لا مفر من قبول ما لا يمكن رفضه». ويعود بنا الكتاب إلى ثالث رغباتنا النفسية.. وهو التعبير الخلاق.. فيقول: إذا كانت هذه الرغبة هى التى تنقصك وكنت تشعر بأنك لا تعمل شيئاً أو تبدع وأنك مجرد آلة تقوم ببعض الأعمال، فابحث عن شىء تهواه.. أو ا ذهب إلى أحد المراكز المهنية.. واختار لنفسك فناً خلاقاً أو عملاً يدوياَ، فإنك بذلك سوف تبدأ حياة جديدة سعيدة. أما إذا كان ما تفتقده هو شعورك بعدم التقدير ممن حولك وهذه رابع رغباتنا النفسية الأساسية والتى تساءلنا على تمتعنا بالقدرة على مواصلة الحياة اليومية.. فينصح العالم الطبيب جون شندلر.. بأن نترك هذا الشعور جانباً.. وبدلا عنه نبدأ نحن فى تقدير الآخرين. ويخص الكتاب المرأة، موجهاً إليها هذا الدواء: أولا: حاولى أن يقرأ زوجك ما هو مكتوب على هذه الصفحات، فربما يدرك أهمية تقديره لما تقدمينه ومدى احتياجك إلى تقديره من أجل صحتك النفسية والجسدية والذى دون أدنى شك سوف ينعكس على سلوكك ومدى ما قد يؤدى إليه من حياة هادئة هانئة.. حتى لو لم يدرك ولم تحصلى منه على تقدير، فحاولى أنت إظهار تقديرك لعمله أو مظهره أو موقفه تجاه سلوك ما.. إنه سوف يحب ذلك وتأكدى أن تقديرك هذا له سيكون عوناً لك وربما يرد لك بعض التقدير يوماً ما. وينتقل الكتاب إلى خامس رغباتنا النفسية الأساسية إذا كنت لا يمكنك التخلص من حياة روتينية مملة.. فابدأ تجربة جديدة.. اشتر شيئاً ما.. أو قم بعمل ما.. التحق مثلاً بدراسة ممتعة لك.. أو التحق بناد للشباب أو ناد لكبار السن.. أو اذهب إلى مكان زرته قديماً أو لم تزره من قبل.. ابحث عن صديق قديم.. هيا ابدأ الآن. وآخر رغباتنا النفسية الأساسية هى احترام الذات.. إذا كان قد هجرك حديثاً، فهدئ نفسك بالتواضع.. وتذكر أن أعظم الأشخاص كانوا أكثر تواضعاً.. وتذكر دائماً أن ما تشعر به من نقائص.. يحجب ما لديك من صفات طيبة ويفقد ثقتك بنفسك.. من أجل ذلك كن مدركا لذلك ومهما كان فشلك وشعورك بالإحباط والتضاؤل فلا تستسلم وحاول دائماً على شىء يعود بالفائدة عليك أو حتى على آخرين وتأكد أن بداخل كل منا قوة طبيعية.. لو استطاع السيطرة على مشاعره وانفعالاتة قادرة دائما وأبداً أن تدفعه إلى الأمام وإلى الحياة. ؟ حالة إنسانية سيدة فى الأربعين من عمرها.. ظلت طريحة الفراش لمدة ثلاثة أشهر.. تعانى آلاماً مبرحة فى الظهر والرقبة.. ومن طبيب عظام إلى طبيب أعصاب.. ومن طبيب إلى طبيب فى محاولات للعلاج وتخفيف الآلام، باءت جميعها بالفشل.. فلم يعرف أحد السبب.. ورغم العلاجات المختلفة ووصولاً إلى القيام بعملية جراحية.. لم يتم الشفاء ولا القضاء على الألم.. أصابتها حالة من الاكتئاب الشديد.. وقررت أسرتها عرضها على طبيب نفسى.. والذى اكتشف أن ما تعانيه من ضغوط نفسية وأعباء جسمانية داخل الأسرة هو السبب الأول وراء معاناتها الجسدية وآلام ظهرها ورقبتها.. ووصف لها بعض المهدئات البسيطة وخضعت لجلسات الاسترخاء.. ونصحها بألا تحمل نفسها أكثر مما تحتمل وتحاول عمل ما تحب.. كانت تهوى صنع الزينة والمصنوعات اليدوية الرقيقة والتى لم يكن وقتها وأعباؤها اليومية لا تسمح لها بممارستها وهى التى كانت تدر عليها دخلاً يمنحها الثقة والاستقلال.. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى.. عدم تقدير أفراد أسرتها لتضحيتها وما تقوم به من أعباء وما تتحمله من ضغوط نفسية.. فسقطت طريحة الفراش. يقول العالم الطبيب جون شندلر: إن آلام الظهر والتى يطلق عليها «الديسك» عبارة عن غضروف.. وهو كالإسفنجة يمتلئ بالماء أثناء الليل ويستريح لإبعاد الفقرات عن بعضها وفى النهار تقل كمية الماء تدريجياً.. لذلك عندما يكون الإنسان متوتراً أو قلقاً ولا يحصل على نوم هادئ وراحة تجف هذه الغضاريف فتسبب احتكاكاً للفقرات وتسبب آلاما شديدة مما يؤثر على أعصاب اليدين والنخاع الشوكى، قد تؤثر بالفعل على القدمين.. من أجل ذلك لابد من معرفة سبب الآلم.. وبمجرد أن نضع يدينا عليه فسوف نستطيع التوصل دون أدنى شك إلى العلاج. ؟ لا تلغى عقلك.. فكر.. وسيطر على تفكيرك.. فإذا أحسست بأنك بدأت التفكير فى شىء يحدث انفعالا سيئاً كالقلق أو الخوف أو الهم أو أى مشاعر مؤلمة.. أوقفه على الفور ولا تسمح لنفسك بأن تضطرب أو تتضايق أو تصبح هيستيريا أو حتى ترثى لنفسك، بل علينا بالاتزان والهدوء.. وتقبل ما يأتى به القدر بصدر رحب. فكلنا نمتلك من الشجاعة والصبر ما يجعلنا نتحمل هذا وأكثر منه احبائى زورونا على موقعنا ونرجو كتابة التعليق ولا تنسو التصويت مع تحيات/ صحفي محمود مســــلم 2259689/010 5408636/011 /0180688635 |
صحفى محمود ابو مسلم الموقع أخبار رياضية – ثقافية- فنية- اجتماعية –حوادث وتحقيقات- زورنا على مواقعنا الإخبارية والإعلامية 01280688635 01023399536
نشرت فى 26 يناير 2009
بواسطة msALm
جريدة أخبار الجمهورية الدولى الالكترونى
الأخبار الفنية الرياضية السياسية - التحقيقات- قضايا المجتمع - قضايا المرأة -حوادث - بريد القراء - صالة التحرير- أعلانات - »
عدد زيارات الموقع
897,878