قال نبيل فهمي، وزير الخارجية، الإثنين، إن عزل الرئيس السابق، محمد مرسي، كان الحل الأفضل بكل المقاييس لتجنيب مصر حرباً أهلية، وإن الاستبداد الذي أصاب السياسة في مصر منذ فترة طويلة، أصبح شيئاً من الماضي، لأن المصريين لن يسمحوا له بالعودة مرة أخرى.
وأضاف الوزير في مقال نشرته صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، الإثنين، «ربما تكمن أكبر مأساة في إرث مرسي في أنه لم يترك أي خيار أمام مصر سوى السعي للهروب من رئاسته الكارثية».
وتابع الوزير: «ما كان يطالب به المصريون هو تغيير سياسي فوري من خلال صناديق الاقتراع، ولكن مرسي دأب على تكرار رفض قبول هذا الطلب البسيط، وهو ما دفع المصريين إلى النزول إلى الشوارع بالملايين في 30 يونيو، الماضي، فيما كان ربما واحدة من أكبر المظاهرات السياسية في التاريخ الحديث».
وأضاف «فهمي» أن «رفض مرسي المتكرر لم يترك أي خيار أمام المؤسسة العسكرية، سوى أمر من اثنين، إما التدخل بعد اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق، أو التدخل لمنع حدوث مثل هذه الكارثة، انطلاقاً من شعورها بالالتزام الوطني، لذا لجأت على مضض للخيار الأخير».
واعتبر الوزير «أن أسوأ ما في حكم مرسي هو إخفافاته التي دفعت مصر إلى حافة الانهيار الاقتصادي، والشلل السياسي وانهيار الأمن العام، ولكن حملة جماعة الإخوان المسلمين لا هوادة فيها لاحتكار السلطة، وعقيدتها الدينية قائمة على الإقصاء ومبدأ تقسيم الأمة».
وتابع أنه ليس هناك من هو أكثر وعياً وإدراكاً من المؤسسة العسكرية، بشأن الحاجة إلى انتقال سريع للحكم المدني، حيث تم نقل السلطة إلى المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية، بعد يوم واحد من عزل مرسي، والذي يتولى السلطة التنفيذية الكاملة كرئيس مؤقت.
ورأى الوزير أن التحدي الأكثر إلحاحاً، هو ضرورة بدء عملية المصالحة السياسية، وعلى وجه التحديد مع جماعة الإخوان المسلمين، وعلى النقيض تماماً مع النهج الاستبعادي والإقصائي لها، وهناك توافق في الآراء على نطاق واسع بين تحالف الثورة بشأن مبدأ الإدماج السياسي الواسع الذي يشمل الإسلاميين.
