ظاهرة الهجرة غيرالشرعية رغم مشقة هذه الهجرة إلا أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب المصري و الفرار من أرض الوطن إلى المجهول والفرار من واقع بائس ظنه الشباب خلاص طالما ضاقت بلادهم عليهم ولم يجدوا قوت يومهم ومن هنا بات مشهد القوارب القديمة المتهالكة المكدسة بأعداد كبيرة من راغبي الهجرة مشهد يتكرر في مصر، حيث يستقل هؤلاء الشباب بعض هذه المراكب سواء للسفر بها إلى ليبيا ومن هناك إلى أوروبا أو للسفر بها إلى قبرص أو اليونان مباشرة ويدفع تزايد أعداد الشبان المصريين الغرقى في مياه البحر الأبيض المتوسط، خلال محاولات تسلل إلى دول أعضاء في الإتحاد الأوروبي، ملف “الهجرة غير المنظمة” إلى البروز على السطح من جديدخاصة في ضوء إرتفاع أعداد الضحايا وعجزت السلطات المصرية عن الحد من تلك الظاهرة فمن بن هؤلاء الشباب لم يكن شباب قريه الجوسق وميت جابر وشبرا النخلة ببلبيس وكفر ابراش بمشتول بمحافظة الشرقية لايعلمون وهم يودعون أهلهم في يناير من عام 2005 في بداية رحله البحث عن عمل بدءا من ليبيا وانتهاء بايطاليا أن هذا سيكون الوداع الأخير فمنذ ذلك التاريخ انقطعت أخبارهم عن الأهل والأصحاب ولم يعرف أحد حتى اليوم ما إذا كانوا أحياء أم أن البحر المتوسط ابتلعهم مثل الآخرين وكأن نهم هذا البحر لا يخبو ولا يشبع بل يطلب المزيد مائة وخمسون شابا من هذه القرى فقدوا الأمل في الحصول على فرصة عمل ولم يكن أمامهم غير البحث عن عمل حتى ولو كان في ايطاليا وحتى ولو فقدوا حياتهم فى المحاولة أن المأساة لاتنتهى عند هذا الحد فمعظم المفقودين ممن يعولون أسرا بأكملها 00 وكلهم بل استثناء استدانوا وباعوا ما يملكون لتوفير 20 ألف جنيها وهى قيمة ما يدفعة الفرد الواحد ثمنا للسفر إلى ايطاليا تقول والده ياسر اسماعيل السيد كان ابنى يبلغ من العمر 29 عاما ومتزوج وله طفلين زوجى يعمل فلاحا باليومية بعد ان ترك النصف فدان الذى كنا نستأجره الى المالك فنحن لا نمتلك ارضا عندى خمسه ابناء غير ياسر وبعد ان ضاقت الحياه بنا فكر ابنى ان يسافر الى ايطاليا مثل الاخرين بعنا له الجاموسه وكتب زوجى ايصالات امانه على نفسه بباقى المبلغ ومن يوم سفر ياسر لا نعرف عنه شيئا اكثر من عامين ونحن نعيش فى حزن حتى زوجته لا تعرف الى الان مامصيرها 00 واولاده بالله عليكم من يتكفل بهم اما والد علاء السيد عوض فيقول ابنى علاء يبلغ من العمر 26 عاما متزوج ولديه بنت واحده اما انا فموظف على المعاش ولدى اربعه ابناء غير علاء ولا امتلك ارضا ولا عقارا عندما اراد ابنى السفر بعت مصوغات زوجتى وكتبت على نفسى ايصالات امانه بالباقى وكان املى ان يصل ابنى الى ايطاليا ويجد عملا ويسدد الدين ولكن علاء سافر ولم يعد ومنذ اكثر من عامين لانعرف عنه شيئا هل هو حى "ام ميت " نريد اجابه واضحه ولا احد يريد ان يجيب علينا القصص تكاد تكون متشابهة في كل قرى مصر فنتيجه للسياسات الخاطئة للحكومة والتي أدت في النهاية إلى طابور من البطالة بطول مصر وعرضها كان لابد أن يظهر السماسرة الذين يتاجرون بمعاناة الشباب وفى بلبيس ظهر كل من ناجى أحمد مراد وجمال البساتينى وشحته مراد وسمير محمد أبو النيل كأطواق للنجاة فقد أعلنوا عن قدرتهم عن تنظيم رحلات السفر والعمل في ايطاليا نظير 20 ألف جنيها على شرط أن يدفع من يريد عشرة الاف جنيها كمقدم وان يكتب إيصالات أمانه على بياض ضمانا لسداد باقي المبلغ ومن جهتنا فان أولاد الأرض ومركز الجنوب يطالبا وزارة التأمينات بعمل بحث اجتماعي لهؤلاء المفقودين وصرف معاش استثنائي لكل أسرة مفقود كان هو عائلهم الوحيد ضمانا لتلك الأسر من الضياع والتشرد كما تطالب أولاد الأرض ومركز الجنوب وزارة الخارجية بالقيام بدورها وعمل الاتصالات اللازمة مع الجانب الايطالى للكشف عن المصريين المعتقلين في السجون الايطاليه والإفراج عن 100 ألف مصري فى سجون إيطاليا فى2/3/2005لم نكن نتخيل حين بدأنا البحث والتنقيب عن شباب مصر الضائع فى البحر المتوسط أننا فتحنا نهرا من الحزن بامتداد مصر واكتشفنا أن البسطاء وحدهم يخفون جراحهم ويبكون ليلا وان الجدارن الرطبة تحجب عنا هؤلاء النبلاء " فى حزنهم "وفقرهم أيضا ،مع كل يوم كانت الأرقام تتوالى علينا " ما هذا الرعب " ان الماساه اكبر مما كنا نتخيل او نحتمل ، فمنذ البداية كانت القضية بالنسبة لنا هى البحث عن اسباب هروب الشباب المصرى من وطنه إلى أوربا والمخاطرة بحياته للحصول على فرصه عمل بعد ان سدت سياسه الخصخصة التى اتبعتها الحكومة كل أبواب الأمل فما بين خصخصة القطاع العام وبيعه على الارصفه فى مزادات هزليه واصدار وتطبيق قانون المالك والمستأجر فى الأرض الزراعية تم تشريد مئات الالاف من العمال وفقد 904 الف مستاجر مصدر رزقهم الوحيد بعد ان استرد الملاك ارضهم و كان من الطبيعى أن يصبح الشباب بلا عمل وبلا مستقبل وكان من المحتمل ان يندفع الشباب اليائس الى الهروب الى اوربا وخاصه ايطاليا عبر ليبيا والبحر المتوسط وفى هذه الرحله الخطرة غرق الاف الضحايا فى مياه البحر المتوسط منهم من تم انتشال جثته ومنهم من تكفلت الاسماك المتوحشه ببقاياه ومنهم من كان محظوظا فاستطاع ان يصل الى شواطئ ايطاليا وان يتسلل داخلها ويضيع فى الزحام ولم يكن غريبا ان يصل عدد المهاجرين غير الشرعيين من مصر الى اوربا الى 457 الف مهاجر وكان لايطاليا النصيب الاوفر من تلك الهجرة فتقارير الجهاز المركزى تؤكد ان عدد المصريين فيها وصل الى 90 الف مهاجر فى الوقت الذى تؤكد فيه وزارة الخارجيه ان الرقم الحقيقى هو 210 الاف مصرى ونحن تؤكد أن الفارق بين الرقمين يمثل الهجرة غير الشرعيه وكان من المسلم لدينا ان من انقطعت اخبارة عن اهله منذ سفره هو بالتاكيد من الاموات فليس من المنطق ان يظل غائبا لاكثر من عام دون اتصال ذهبنا الى القرى والنجوع والتقينا باهالى الضحايا فى ميت ناجى وتطون وشبراملس وتلبانه وكفر عوض السنيطه والناصريه وابراش وخرجنا من كل تلك اللقاءات بعلامه استفهام ضخمه تبحث عن جواب ففى ديسمبر 2003 فقدت قريه ميت ناجى التابعه لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهليه 36 شابا واسماء بعضهم الاتى - ياسر محمود عبد الله - احمد محمود عبد الله - احمد عطيه الشحات- عبد الحميد امين سالم - محمود سليمان الجوهرى - رضا اسماعيل عبد الله - نبيل احمد عباس - اشرف محمد عباس - يوسف عثمان يوسف- احمد حنفى محيى- متولى العزب عبد العال - محمود جلال حامد - تامر محيى محمد محيى - عبده عمر السباعى- ماهر على الشناوى - ياسر عويس البرعى - احمد السعيد محيى - رضا الشحات الدسوقى - جمال ناصر توفيق - صابر محمد عثمان - احمد فتحى شعبان- احمد محمد انور- محمود على محمود وفقدت قريه دنديط مركز ميت غمر بمحافظة الدقهليه شابين هما وائل الشرقاوى - جوده سلامه اما قريه المعصرة بمركز ميت غمر ايضا فقد فقدت احمد السيد ابراهيم العزب بالاضافه الى العديد من شباب محافظات الشرقيه والمنوفيه والغربيه.وعندما ذهبنا الى قريه تطون بمحافظة الفيوم لكى نلتقى باهالى الضحايا التسعه والذين تم العثور على سبعه من جثثهم اكتشفنا ان هناك 18 شابا مفقودا من تطون مند ثلاث سنوات لا يعرف احد عنهم شيئا اما تلبانه مركز المنصورة فقد فقدت سته من ابنائها فى ديسمبر من عام 2002 وفقدت فى نفس التاريخ قريه شبراملس مركز زفتى بمحافظة الغربية شابين من ابنائها وهما المغاورى محمد عامر وشريف محمد رزق وفقد كفرعوض السنيطه التابعه لمركز اجا بمحافظة الدقهليه ثلاثه من شبابه وهم عثمان فتحى محمود سليمان - عادل مرسى عبد المقصود- احمد عبد المقصود سيد احمد وفقدت الناصريه مركز سمنود بمحافظة الغربيه شابين هما عاشور فتحى عبده ظهران - سعد عباس يونس اما قريه ابراش التابعه لمركز مينا القمح بمحافظة الشرقيه فقد فقدت 11 من شبابها وهم أحمد خضرى- علاء رفعت - احمد عبد السلام-احمد السعيد - عادل ابراهيم - وليد سيد - ابو العلا يحيى- هيثم خليل- اسلام عبد السيد - احمد عادل - محمد عادل ومنذ ما يقرب من شهرين وفقدت قريه المعصرة بمركز ميت غمرشابا هو خالد محمد على سيد احمد النجارالغريب فى الامر اننا كلما او غلنا فى البحث ازدادت الارقام والماساه عمقا واتساعا حتى اصبح من المسلم لدينا ان قرى مصر باسرها تحتاج منا الى مسح شامل للوقوف على الرقم الصحيح من المفقودين والذين لم يثبت حتى الان اذا كانوا بالفعل احياء ام اموات فاذا كانوا امواتا فاين جثثهم واذا كانوا احياء علما ذا لم يتصلوا بذويهم حتى اليوم ،كان هذا هو السؤال الذى يؤرقنا حتى التقينا به ليفتح بشهادته افقا جديدا ،حيث يقول محمود الغريب عمار مع بدايه عام 2002 وبعد ان ضاقت الحال بى هنا قررت ان اسافر الى ايطاليا عن طريق ليبيا سافرت مع اخرين وركبنا القوارب من احد شواطى ليبيا وكان الله معنا ان وصلنا بسلامه الله الى سواحل ايطاليا ولكننا فوجئنا بالشرطه الايطاليه تلقى القبض علينا وتحتجزنا فى جزيرة تدعى لا مبتوزا وهى جزيرة مخصصه لاحتجاز كل من يحاول التسلل بشكل غير شرعى الى ايطاليا حتى تتم محاكمته الغريب ان عدد المصريين المحتجزين فى هذه الجزيرة وفى تلك الفتره كان يزيد عن 25 الف مصرى استمر احتجازى لمده سته اشهر حتى تمت محاكمتى والحكم على بالسجن لمده عامين فتقلونى الى جزيرة شيشليا حتى انتهت مده عقوبتى وأفرجوا عن وقاموا بترحيلى ، لان عقوبه التسلل الغير الشرعى للاراضى الايطاليه تتراوح مابين عامين وخمسه اعوام سجنا وان جزيرة لامبتوزا هى مكان تجميع وانتظار حتى تتم المحاكمه، وبعد المحاكمه يتم توزيع المحكوم عليهم على سجون ايطاليا وفى السجن لا يسمح لاى سجين ان يتحدث مع سجين اخر او يستخدم التليفون فى اى حال من الاحوال ومن خلال تجربتى أؤكد ان عدد المصريين فى سجون ايطاليا يزيد عن 100 الف مصرى لاننى خلال الشهور السته التى قضيتها فى لامبتوزا كان عدد المصريين المقبوض عليهم مستمره فى زياده وان معظم المفقودين هم فى الحقيقة سجناء لا يملكون من امرهم شيئا اما اغرب ما رايته هو ان معظم المصريين لا يعترفون انهم مصريون بل يدعون انهم فلسطنيون او عراقيون على امل ان يتم الافراج عنهم والسماح لهم بالاقامه فى ايطاليا لان العراقى والفلسطينى لا يجد صعوبه فى الدخول الى ايطاليا لان الصليب الاحمر ينظر اليهم بعين العطف والاهتمام نظرا للاضطرابات الموجوده فى العراق وفلسطين هنا انتهت شهاده محمود الغريب عمار احد العائدين من سجون ايطاليا وهى شهاده تدين بعنف وزاره الخارجيه المصريه التى لم تبذل اى جهد حقيقى للافراج عن المصريين المحتجزين فى سجون ايطاليا والذين وصل عددهم على اقل تقدير الى 100 الف مصرى محرومون بسبب هدا التقاعس من ادنى حق من حقوق الانسان 000بالرغم من ان مصر قامت بالتوقيع العام الماضى على اتفاقيه الامم المتحده لمكافحه الجريمه غير الوطنيه والتى تتضمن بروتوكولا خاصا بمكافحه تهريب المهاجرين غير الشرعيين الا ان الحكومه لم تحاول ان تمنع تلك الهجرة او اعاده المصريين المحتجزين فى سجون اوربا عامه وايطاليا خاصه أن أولاد الأرض ومركز الجنوب بيطاليا وزارة الخارجية بعمل حصر شامل للمصريين المحتجزين فى السجون الايطاليه ومطالبه السلطات الايطاليه بالافراج فورا عن كل المحتجزين كما نطالب بإرسال وفد مصرى يضم العديد من اهالى المفقودين للمرور على تلك السجون والتعرف على أبنائهم وان يتم السماح للمسجونين بالاتصال الدورى بذويهم كحل سريع لطمأنه الأهل بان الأبناء مازالوا احياء وليسوا امواتا .
ظاهرة الهجرة غيرالشرعية رغم مشقة هذه الهجرة إلا أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب المصري و الفرار من أرض الوطن إلى المجهول والفرار من واقع بائس ظنه الشباب خلاص طالما ضاقت بلادهم عليهم ولم يجدوا قوت يومهم ومن هنا بات مشهد القوارب القديمة المتهالكة المكدسة بأعداد كبيرة من راغبي الهجرة مشهد يتكرر في مصر، حيث يستقل هؤلاء الشباب بعض هذه المراكب سواء للسفر بها إلى ليبيا ومن هناك إلى أوروبا أو للسفر بها إلى قبرص أو اليونان مباشرة ويدفع تزايد أعداد الشبان المصريين الغرقى في مياه البحر الأبيض المتوسط، خلال محاولات تسلل إلى دول أعضاء في الإتحاد الأوروبي، ملف “الهجرة غير المنظمة” إلى البروز على السطح من جديدخاصة في ضوء إرتفاع أعداد الضحايا وعجزت السلطات المصرية عن الحد من تلك الظاهرة فمن بن هؤلاء الشباب لم يكن شباب قريه الجوسق وميت جابر وشبرا النخلة ببلبيس وكفر ابراش بمشتول بمحافظة الشرقية لايعلمون وهم يودعون أهلهم في يناير من عام 2005 في بداية رحله البحث عن عمل بدءا من ليبيا وانتهاء بايطاليا أن هذا سيكون الوداع الأخير فمنذ ذلك التاريخ انقطعت أخبارهم عن الأهل والأصحاب ولم يعرف أحد حتى اليوم ما إذا كانوا أحياء أم أن البحر المتوسط ابتلعهم مثل الآخرين وكأن نهم هذا البحر لا يخبو ولا يشبع بل يطلب المزيد مائة وخمسون شابا من هذه القرى فقدوا الأمل في الحصول على فرصة عمل ولم يكن أمامهم غير البحث عن عمل حتى ولو كان في ايطاليا وحتى ولو فقدوا حياتهم فى المحاولة أن المأساة لاتنتهى عند هذا الحد فمعظم المفقودين ممن يعولون أسرا بأكملها 00 وكلهم بل استثناء استدانوا وباعوا ما يملكون لتوفير 20 ألف جنيها وهى قيمة ما يدفعة الفرد الواحد ثمنا للسفر إلى ايطاليا تقول والده ياسر اسماعيل السيد كان ابنى يبلغ من العمر 29 عاما ومتزوج وله طفلين زوجى يعمل فلاحا باليومية بعد ان ترك النصف فدان الذى كنا نستأجره الى المالك فنحن لا نمتلك ارضا عندى خمسه ابناء غير ياسر وبعد ان ضاقت الحياه بنا فكر ابنى ان يسافر الى ايطاليا مثل الاخرين بعنا له الجاموسه وكتب زوجى ايصالات امانه على نفسه بباقى المبلغ ومن يوم سفر ياسر لا نعرف عنه شيئا اكثر من عامين ونحن نعيش فى حزن حتى زوجته لا تعرف الى الان مامصيرها 00 واولاده بالله عليكم من يتكفل بهم اما والد علاء السيد عوض فيقول ابنى علاء يبلغ من العمر 26 عاما متزوج ولديه بنت واحده اما انا فموظف على المعاش ولدى اربعه ابناء غير علاء ولا امتلك ارضا ولا عقارا عندما اراد ابنى السفر بعت مصوغات زوجتى وكتبت على نفسى ايصالات امانه بالباقى وكان املى ان يصل ابنى الى ايطاليا ويجد عملا ويسدد الدين ولكن علاء سافر ولم يعد ومنذ اكثر من عامين لانعرف عنه شيئا هل هو حى "ام ميت " نريد اجابه واضحه ولا احد يريد ان يجيب علينا القصص تكاد تكون متشابهة في كل قرى مصر فنتيجه للسياسات الخاطئة للحكومة والتي أدت في النهاية إلى طابور من البطالة بطول مصر وعرضها كان لابد أن يظهر السماسرة الذين يتاجرون بمعاناة الشباب وفى بلبيس ظهر كل من ناجى أحمد مراد وجمال البساتينى وشحته مراد وسمير محمد أبو النيل كأطواق للنجاة فقد أعلنوا عن قدرتهم عن تنظيم رحلات السفر والعمل في ايطاليا نظير 20 ألف جنيها على شرط أن يدفع من يريد عشرة الاف جنيها كمقدم وان يكتب إيصالات أمانه على بياض ضمانا لسداد باقي المبلغ ومن جهتنا فان أولاد الأرض ومركز الجنوب يطالبا وزارة التأمينات بعمل بحث اجتماعي لهؤلاء المفقودين وصرف معاش استثنائي لكل أسرة مفقود كان هو عائلهم الوحيد ضمانا لتلك الأسر من الضياع والتشرد كما تطالب أولاد الأرض ومركز الجنوب وزارة الخارجية بالقيام بدورها وعمل الاتصالات اللازمة مع الجانب الايطالى للكشف عن المصريين المعتقلين في السجون الايطاليه والإفراج عن 100 ألف مصري فى سجون إيطاليا فى2/3/2005لم نكن نتخيل حين بدأنا البحث والتنقيب عن شباب مصر الضائع فى البحر المتوسط أننا فتحنا نهرا من الحزن بامتداد مصر واكتشفنا أن البسطاء وحدهم يخفون جراحهم ويبكون ليلا وان الجدارن الرطبة تحجب عنا هؤلاء النبلاء " فى حزنهم "وفقرهم أيضا ،مع كل يوم كانت الأرقام تتوالى علينا " ما هذا الرعب " ان الماساه اكبر مما كنا نتخيل او نحتمل ، فمنذ البداية كانت القضية بالنسبة لنا هى البحث عن اسباب هروب الشباب المصرى من وطنه إلى أوربا والمخاطرة بحياته للحصول على فرصه عمل بعد ان سدت سياسه الخصخصة التى اتبعتها الحكومة كل أبواب الأمل فما بين خصخصة القطاع العام وبيعه على الارصفه فى مزادات هزليه واصدار وتطبيق قانون المالك والمستأجر فى الأرض الزراعية تم تشريد مئات الالاف من العمال وفقد 904 الف مستاجر مصدر رزقهم الوحيد بعد ان استرد الملاك ارضهم و كان من الطبيعى أن يصبح الشباب بلا عمل وبلا مستقبل وكان من المحتمل ان يندفع الشباب اليائس الى الهروب الى اوربا وخاصه ايطاليا عبر ليبيا والبحر المتوسط وفى هذه الرحله الخطرة غرق الاف الضحايا فى مياه البحر المتوسط منهم من تم انتشال جثته ومنهم من تكفلت الاسماك المتوحشه ببقاياه ومنهم من كان محظوظا فاستطاع ان يصل الى شواطئ ايطاليا وان يتسلل داخلها ويضيع فى الزحام ولم يكن غريبا ان يصل عدد المهاجرين غير الشرعيين من مصر الى اوربا الى 457 الف مهاجر وكان لايطاليا النصيب الاوفر من تلك الهجرة فتقارير الجهاز المركزى تؤكد ان عدد المصريين فيها وصل الى 90 الف مهاجر فى الوقت الذى تؤكد فيه وزارة الخارجيه ان الرقم الحقيقى هو 210 الاف مصرى ونحن تؤكد أن الفارق بين الرقمين يمثل الهجرة غير الشرعيه وكان من المسلم لدينا ان من انقطعت اخبارة عن اهله منذ سفره هو بالتاكيد من الاموات فليس من المنطق ان يظل غائبا لاكثر من عام دون اتصال ذهبنا الى القرى والنجوع والتقينا باهالى الضحايا فى ميت ناجى وتطون وشبراملس وتلبانه وكفر عوض السنيطه والناصريه وابراش وخرجنا من كل تلك اللقاءات بعلامه استفهام ضخمه تبحث عن جواب ففى ديسمبر 2003 فقدت قريه ميت ناجى التابعه لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهليه 36 شابا واسماء بعضهم الاتى - ياسر محمود عبد الله - احمد محمود عبد الله - احمد عطيه الشحات- عبد الحميد امين سالم - محمود سليمان الجوهرى - رضا اسماعيل عبد الله - نبيل احمد عباس - اشرف محمد عباس - يوسف عثمان يوسف- احمد حنفى محيى- متولى العزب عبد العال - محمود جلال حامد - تامر محيى محمد محيى - عبده عمر السباعى- ماهر على الشناوى - ياسر عويس البرعى - احمد السعيد محيى - رضا الشحات الدسوقى - جمال ناصر توفيق - صابر محمد عثمان - احمد فتحى شعبان- احمد محمد انور- محمود على محمود وفقدت قريه دنديط مركز ميت غمر بمحافظة الدقهليه شابين هما وائل الشرقاوى - جوده سلامه اما قريه المعصرة بمركز ميت غمر ايضا فقد فقدت احمد السيد ابراهيم العزب بالاضافه الى العديد من شباب محافظات الشرقيه والمنوفيه والغربيه.وعندما ذهبنا الى قريه تطون بمحافظة الفيوم لكى نلتقى باهالى الضحايا التسعه والذين تم العثور على سبعه من جثثهم اكتشفنا ان هناك 18 شابا مفقودا من تطون مند ثلاث سنوات لا يعرف احد عنهم شيئا اما تلبانه مركز المنصورة فقد فقدت سته من ابنائها فى ديسمبر من عام 2002 وفقدت فى نفس التاريخ قريه شبراملس مركز زفتى بمحافظة الغربية شابين من ابنائها وهما المغاورى محمد عامر وشريف محمد رزق وفقد كفرعوض السنيطه التابعه لمركز اجا بمحافظة الدقهليه ثلاثه من شبابه وهم عثمان فتحى محمود سليمان - عادل مرسى عبد المقصود- احمد عبد المقصود سيد احمد وفقدت الناصريه مركز سمنود بمحافظة الغربيه شابين هما عاشور فتحى عبده ظهران - سعد عباس يونس اما قريه ابراش التابعه لمركز مينا القمح بمحافظة الشرقيه فقد فقدت 11 من شبابها وهم أحمد خضرى- علاء رفعت - احمد عبد السلام-احمد السعيد - عادل ابراهيم - وليد سيد - ابو العلا يحيى- هيثم خليل- اسلام عبد السيد - احمد عادل - محمد عادل ومنذ ما يقرب من شهرين وفقدت قريه المعصرة بمركز ميت غمرشابا هو خالد محمد على سيد احمد النجارالغريب فى الامر اننا كلما او غلنا فى البحث ازدادت الارقام والماساه عمقا واتساعا حتى اصبح من المسلم لدينا ان قرى مصر باسرها تحتاج منا الى مسح شامل للوقوف على الرقم الصحيح من المفقودين والذين لم يثبت حتى الان اذا كانوا بالفعل احياء ام اموات فاذا كانوا امواتا فاين جثثهم واذا كانوا احياء علما ذا لم يتصلوا بذويهم حتى اليوم ،كان هذا هو السؤال الذى يؤرقنا حتى التقينا به ليفتح بشهادته افقا جديدا ،حيث يقول محمود الغريب عمار مع بدايه عام 2002 وبعد ان ضاقت الحال بى هنا قررت ان اسافر الى ايطاليا عن طريق ليبيا سافرت مع اخرين وركبنا القوارب من احد شواطى ليبيا وكان الله معنا ان وصلنا بسلامه الله الى سواحل ايطاليا ولكننا فوجئنا بالشرطه الايطاليه تلقى القبض علينا وتحتجزنا فى جزيرة تدعى لا مبتوزا وهى جزيرة مخصصه لاحتجاز كل من يحاول التسلل بشكل غير شرعى الى ايطاليا حتى تتم محاكمته الغريب ان عدد المصريين المحتجزين فى هذه الجزيرة وفى تلك الفتره كان يزيد عن 25 الف مصرى استمر احتجازى لمده سته اشهر حتى تمت محاكمتى والحكم على بالسجن لمده عامين فتقلونى الى جزيرة شيشليا حتى انتهت مده عقوبتى وأفرجوا عن وقاموا بترحيلى ، لان عقوبه التسلل الغير الشرعى للاراضى الايطاليه تتراوح مابين عامين وخمسه اعوام سجنا وان جزيرة لامبتوزا هى مكان تجميع وانتظار حتى تتم المحاكمه، وبعد المحاكمه يتم توزيع المحكوم عليهم على سجون ايطاليا وفى السجن لا يسمح لاى سجين ان يتحدث مع سجين اخر او يستخدم التليفون فى اى حال من الاحوال ومن خلال تجربتى أؤكد ان عدد المصريين فى سجون ايطاليا يزيد عن 100 الف مصرى لاننى خلال الشهور السته التى قضيتها فى لامبتوزا كان عدد المصريين المقبوض عليهم مستمره فى زياده وان معظم المفقودين هم فى الحقيقة سجناء لا يملكون من امرهم شيئا اما اغرب ما رايته هو ان معظم المصريين لا يعترفون انهم مصريون بل يدعون انهم فلسطنيون او عراقيون على امل ان يتم الافراج عنهم والسماح لهم بالاقامه فى ايطاليا لان العراقى والفلسطينى لا يجد صعوبه فى الدخول الى ايطاليا لان الصليب الاحمر ينظر اليهم بعين العطف والاهتمام نظرا للاضطرابات الموجوده فى العراق وفلسطين هنا انتهت شهاده محمود الغريب عمار احد العائدين من سجون ايطاليا وهى شهاده تدين بعنف وزاره الخارجيه المصريه التى لم تبذل اى جهد حقيقى للافراج عن المصريين المحتجزين فى سجون ايطاليا والذين وصل عددهم على اقل تقدير الى 100 الف مصرى محرومون بسبب هدا التقاعس من ادنى حق من حقوق الانسان 000بالرغم من ان مصر قامت بالتوقيع العام الماضى على اتفاقيه الامم المتحده لمكافحه الجريمه غير الوطنيه والتى تتضمن بروتوكولا خاصا بمكافحه تهريب المهاجرين غير الشرعيين الا ان الحكومه لم تحاول ان تمنع تلك الهجرة او اعاده المصريين المحتجزين فى سجون اوربا عامه وايطاليا خاصه أن أولاد الأرض ومركز الجنوب بيطاليا وزارة الخارجية بعمل حصر شامل للمصريين المحتجزين فى السجون الايطاليه ومطالبه السلطات الايطاليه بالافراج فورا عن كل المحتجزين كما نطالب بإرسال وفد مصرى يضم العديد من اهالى المفقودين للمرور على تلك السجون والتعرف على أبنائهم وان يتم السماح للمسجونين بالاتصال الدورى بذويهم كحل سريع لطمأنه الأهل بان الأبناء مازالوا احياء وليسوا امواتا .