بدأت الحرب فعليًّا في أوروبا في 1 سبتمبر عام 1939، عندما قام الجيش الألماني النازي باستخدام تكتيك يسمى "الحرب الخاطفة" Blitzkrieg، وهو تكتيك يستخدمه الجيش بالهجوم على خصمه بسرعة، وأخذه على حين غرّة حتّى لايستطيع الخصم أن يهيّئ نفسه لملاقاة عدوه، وقد استخدم تكتيك الحرب الضوئيّة عام 1939 في بولندا والتي كان كل من فرنسا وبريطانيا قد تعهدتا إليها بتقديم ضمانات.
في 3 سبتمبر من نفس ذلك العام، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، كما بدأت بريطانيا بإرسال جيوشها إلى فرنسا، بالرغم من ذلك، لم يقم الجيش الفرنسي أوالبريطاني بتقديم أي مساعدة فعليّة للبولنديين خلال غزو ألمانيا لهم، وبقيت الحدود الفرنسية الألمانيّة هادئة.
في 17 سبتمبر، قام الاتحاد السوفياتي بالدخول إلى الاراضي البولندية من الشرق، وبعدها بساعات، بدأت الحكومة البولندية بإخلاء سكانها إلى رومانيا، سقطت بولندا خلال 5 شهور بعدما استخدمت كل جيوشها وعتادها أمام القوّات الغازية، كما استسلمت في 5 أكتوبر بعد معركة كوك.
بعد انتهاء حملة بولندا في 28 أيلول/سبتمبر، ثم توقيع معاهدة استسلام بولندا في 6 أكتوبر، قام أدولف هتلر بعرض معاهدة سلام مع بريطانيا وفرنسا ضمن الواقع الجديد لألمانيا في الشرق وهو احتلال بولندا. في 12 أكتوبر، استطاع هتلر أن يتلقّى إشارة ايجابيّة من المملكة المتحدة "بريطانيا".
لم تصمت بولندا وبدأت حكومتها السابقة بتكوين أكبر خلايا وشبكات مقاومة عرفها العالم في محاولة لإسقاط الحكم النازي.
بالرغم من الحملة السريعة في الشرق، بقت الحدود الألمانيّة الفرنسيّة رغم إعلان الحرب بينهما هادئة حتى تاريخ 10 مايو 1940، وتسمّى هذه الفترة باسم الحرب الزائفة.
في ذلك الزمن، دخلت بعض الدول إلى التوتّر العسكري أيضًا، ففي 28 سبتمبر عام 1939، لم يكن هناك أي خيار لجمهوريّات البلطيق سوا أن يستضيفوا القواعد السوفيتيّة وجيوشها داخل بلدانهم، وقد تم احتلالهم من الاتحاد السوفياتي في مايو 1940، فتمّ ضمّهم إلى الاتحاد السوفياتي في أغسطس عام 1940.
قام الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت بعرض نفس ماحدث لجمهوريات البلطيق إلى فنلندا، ولكن فنلندا رفضت تسليم أراضيها للجيش السوفياتي، ممّا أدّى إلى غزوها في 30 نوفمبر ويعرف ذاك الوقت "بحرب الشتاء"، وبعد ثلاثة أشهر من المعارك الشديدة والخسائر الفادحة للأطراف، تخلّى الاتحاد السوفياتي عن فكرة غزو فنلندا، فقامت معاهدة سلام موسكو في 12 مارس 1940، والتي ينص أحد شروطها بأن تسلّم فنلندا 10% من أراضيها للاتحاد السوفياتي، والطريف بالموضوع بأنّ فنلندا خسرت نسبة أراضي بسبب الاتفاقيّة أكثر من خسارتها لأراضيها في المعارك! كل ذلك في ظل عدم وجود أي تعاطف أو مساندة من دول العالم الأخرى.
في 9 أبريل عام 1940 قامت ألمانيا بما يُسمّى عملية Weserübung لاحتلال الدنمارك والنرويج، فحاولت بريطانيا وفرنسا بعمل مناورة دفاعيّة للسيطرة على المناطق السويديّة التي يتواجد بها الخامات كالحديد في شمالالأطلسي، ولكن بعد أن فشلت بريطانيا في حملة النرويج. ثمّ تم قطع كل من السويد وفنلندا وذلك من الغرب فعليًّا، فحاولت ألمانيا أن تمارس ضغطًا على السويد التي كانت دولة محايدة في ذلك الوقت بأن تزوّد جنودها بالموارد والاحتياجات قبل الخروج، ثمّ اتجهت ألمانيا بعد ذلك إلى فنلندا والتي وجدت حدودها مليئة بالألغام، الأمر الذي يعتبر مؤشّرًا على تقدّم الجيش الفنلندي آنذاك.
في 10 مايو، انتهت الحرب المزيّفة بين الأطراف وذلك بقيام ألمانيا بغزو بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج، وفي 13 مايو تم غزو ألمانيا لفرنسا، وذلك بدخول جيوشها من خلال غابات الأردين Ardennes، جاء ذلك التوغل نتيجة خطأ فادح من الفرنسيين عندما تركوا هذه المنطقة بدون أيّ حماية، لاعتقادهم بأن طبيعة هذه المنطقة الجغرافية تجعل من المستحيل أن تتحرّك بها الدروع الحربية الألمانية لمهاجمتهم، كان معظم قوات التحالف تتمركز في منطقة فلاندرز وهي منطقة ما بين فرنساوبلجيكا، كانت فكرة الألمان إعادة تنفيذ خطة عسكرية اسمها خطة شليفن وهي ابتكار من أحد الجنرالات الألمان قديما في الحرب العالمية الأولى، إلا أن وقوع طائرة ألمانية تحمل تفاصيل تلك الخطة أجبر الألمان على اتباع خطة جديدة أعدها القائد الألماني إريش فون مانشتاين، وهكذا استطاع الألمان التوغّل في منتصف فرنسا وقطع هذه المناطق، الأمر الذي رجّح كفّة الألمان فاستطاعوا أن ينهوا معركة فرنسا بوقت قصير لم يتوقّعه الحلفاء وهو 6 أسابيع يشمل ذلك قصف باريس في 3 مايو الأمر الذي أدّى إلى استسلام فرنسا في 22 يونيو.
ساحة النقاش