رؤى داعمة
للتربية الفنية من أجل الحياة
(1)
أ.د.مراد حكيم بباوي
أستاذ الثقافة الفنية والمناهج وطرائق تدريس التربية الفنية المشارك
كلية التربية – جامعة قطر
إن التعليم هو أساس لرأس المال البشرى ، حيث يعطى المتعلم مهارات جديدة مع تطوير مهاراته السابقة مما يزيد من إنتاجيته فى العمل ، وتنميته اجتماعياً ، وزيادة دخله من جهة أخرى ، وهى الأدوار التى تلعبها التربية فى النمو الاقتصادى 0
وعلى الرغم من قبول كافة علماء الاقتصاد وعلماء التربية لهذا الدور الهام ، إلا أن هناك نقدين رئيسيين يوجهان لنظرية رأس المال البشرى :
الأول فمؤداه أن المدارس ( المؤسسات التعليمية ) لا تعمل على تحسين أو تطوير المهارات التى يتقنها االطالب (المتعلم) مسبقاً .
والثانى : أنها لا تضيف إلى حصيلة االطالب ذلك القدر الهائل من المهارات (المطلوبة) ، التى يعزى إليها زيادة إنتاجيته فى العمل وبالتالى حصوله على مردود مادى أكبر.
والتربية الفنية هى وسيط تعليمى وتربوى متميز فى قدراتها على تحويل المعلومات المجردة إلى معلومات محسوسة ، والرموز إلى مدركات حسية ووجدانية ، وهذا يساعد على سهولة استيعاب الطلاب وفهمهم لأى مادة دراسية أخرى معروضة لدعم قدراتهم على فهم المعانى المجردة والمدركات الكلية من خلال الفن والصورة ، إلى جانب أهمية المادة للمعلم واالطالب معاً فى شتى جوانب الحياة . حيث تتيح التربية الفنية فى المراحل التعليمية مايلى :
1. ملاحظة الآثار ( السلوك ) الناتج للطالب.
2. أن يكون قادراً على النظر إلى الأشياء والصور باعتبارها موارد للتعبير.
3. أن ينجز عملاً فنياً على أساس من رغبة يعبر عنها بأمانة فمثلا :
(أ) اللعب بالأشكال ، والألوان والمواد والخامات ، والأشياء ، والصور.
(ب) أقلمة ـ تكيف بمرونة ـ أى تقنية أو أسلوب فنى ، على أساس الأمر المرغوب فيه.
(ج) اكتشاف طرق التعبير.
4. الاعتياد على رؤية الأعمال الفنية ، ونقدها والاستفاده من خبرات فنانيها.
5. الإفصاح عن الحكم الشخصى.
6. إنجاز أفكاراً علمية وفنية يمكن تحقيقها من خلال استخدام أشياء أو صور أو مواد تشكيلية "خام أو مستعملة ".
7. إنتاج عمل مقصود وخصوصاً :
(أ) اكتشاف قواعد لتنظيم الأشكال والألوان والمواد الأولية والصور.
(ب) اختيار تكنيك ما أو أسلوباً عملياً وفنياً على أساس علمى ، لتحقيق مشروع مستهدف.
(ج) استخدام طريقة للتعبير لتحقيق الهدف المراد تحقيقه 0
(د) معرفة جوانب وطرق أداء الفنان ، ليكون االطالب ثقافة فنية أساسية لنفسه.
(ه) الوعى الكامل بالمنهج الفنى الخاص للطالب.
8. الإضافة الثقافية والأنشطة:
(أ) إثراء الخيال .
(ب) رصد العلاقات والمفارقات بين الأعمال الفنية لمختلف العصور.
(ج) الاقتراب من/ والتعرف على الخطوات التى يتبعها الفنان.
(د) زيارة المتاحف وصالات العرض الفنية ، ومراسم الفنانين .
بالإضافة إلى قيام الطلاب بإبداع أعمال فنية فى وقت إضافي (أثناء الرحلات والزيارات الميدانية Field visit للمتاحف العلمية) وفى كثير من الأحداث المدرسية مثل ( حفلات المدرسة ، الرحلات المدرسية ، المناسبات ) .
إن التعليم المعتمد على الأسلوب النظرى ، لا يمكن أن يخلق جيلاً من المبتكرين والمبدعين والمخترعين .. لذلك فإن من الضرورى أن يلعب المعمل دوراً أساسياً فى العملية التعليمية ... ويجب أن تلعب الأنشطة الحرة دوراً رئيسياً فى تنمية المواهب وصقل القدرات ، من خلال التربية الفنية والتكنولوجية والعلمية والاجتماعية... فلا يركز على الجوانب النظرية والعقلية فقط ، بينما يركز على الجوانب الملموسة والمرئية والحية ذات الصلة بالتطبيق العملى ،حيث يلاحظ هنا أن الفن يأخذ شكلاً عملياً تطبيقياً وظيفياً، والمنطق الذى يقوم عليه النظام التعليمى هو مراعاة التوازن بين مختلف قدرات ومواهب الطلاب ، فالمدرسة توفر الشروط الضرورية لاختيار نوع متميز من التعليم الوظيفي والمشاركة فى أنشطته، وذلك بالتركيز على التفكير النظرى المجرد والمهارات العملية معاً. ويشترط أن يكون لدى الطلاب الذين يلتحقون بالجامعه فيما بعد ،معلومات ومهارات جيدة فى المواد الفنية ، تساهم فى أعمالهم التخصصية المتنوعة بعد تخرجهم منها.