في سيكولوجية الفن (1 )
الفن كنظام
مسيرة النظام
في بناء العمل الفني
إعداد:
دكتور/ مراد حكيم بباوي
أستاذ الثقافة الفنية والمناهج وطرائق التدريس المشاركرئيس قسم تكنولوجيا التعليم· مقدمة:
إن التربية الفنية مادة علمية دراسية للتربية عن طريق الفن. تهدف تطوير السلوك البشري ، حيث تهتم بالبنية السلوكية الإيجابية لتنمية قدرات أفراد المجتمع الإنساني المرتبطة (بنعمة البصر والبصيرة) وما يحتاجاه من قدرات الملاحظة والإدراك والتمييز بين المثيرات الحسية واللمسية والبصرية. وذلك من خلال ممارسة العمليات الإنتاجية للفن.
كما تلعب التربية الفنية دوراً هاماً في الإيضاح المعرفي والمهاري (العلمي والفني لمفاهيم الشكل، واللون، والحجم والكتلة والعمق(والتجسيم) ،وقيم السطوح ...وغيرها)من المفاهيم المرتبطة بالتشكيل البصري، إلى جانب الفكر التربوي المساير للتطورات العالمية المرتبطة بالتقدم العلمي في جميع جوانب الحياة، والتي تحكمها الوظيفية...وذلك يدعو كل المختصين والمتخصصين للاهتمام بتناول (الفن كنظام)وكيفية تدريسه ،مع وضع في الاعتبار أن أحد أساليب فهم نظم الفنون للدارسين والممارسين ـ وخاصة التشكيلية ـ يأتي من خلال التعرف على كيفية قراءة مفردات العمل الفني ،وهو ما يستلزم التعرف على اللغة الفنية التشكيلية التي ينتج بها (الصورة) مثلا.
تمر عمليات قراءة اللغة الفنية للصورة في منظومة متتابعة كما يلي:
1. المثير: وهو ما يدعو( للاستجابة للعلامات والرموز .. والتركيز على التفاصيل)
· وهو استجابة قائمة على عملية إدراكية ، يدرك الشخص أثنائها دلالة المنبه ، فينتقل الموقف من حالة التعميم إلى حالة التخصيص ، بما يسمح بالاستجابة للعلامات والرموز بوعي بما يحدث حوله ، مع تحفيز الانتباه ”بدافع“التركيز والتأكيد على تفاصيل المثير لإدراكه .
2. الإدراك "المعرفة"(الاستجابة للشعور في التعرف على الظواهر والرموز).
·وهو أحد المكونات المتصلة بالمفاهيم حيث يهتم بالواقع ومفرداته، والاستجابة للشعور والخبرة الإنسانية ، والتعرف على الظواهر والرموز .وتصل العناصر الإدراكية من خلال الحس الذي يدعو للمساهمة فى النشاط العقلي الذي يرمي إلى تحقيق التصور الذهني(الخيالي) ، وكذا العاطفة ، وتداعي الأفكار ، والاستدلال .
وللتنبيه الحسي وجهان :
أ – وجه إدراكي يتمثل في حركة دافعة أو حركة مثبطه للفهم .
ب – وجه تأثري متمايز من الأرضية الوجدانية يتمثل في الإحساس بالسرور واللذة أو بالضيق والألم وهو ما يسكن في العاطفة .
3. العاطفة "الوجدان" (تنشيط السلوك وتوجيهه)· والعاطفة هي إحدى دوافع السلوك الهامة ، وتتأثر بالبيئة المحيطة بالإنسان ، وهى استعداد وجداني للشعور بتجربة عاطفية “وجدانية“ خاصة ، منشطة للسلوك وموجهة له ، لاتخاذ اتجاه معين سواء في شعور الفنان وأحاسيسه وتأملاته ، أو سلوكه وإنتاجه الفني ..وهذا ما يدفع للقيام بسلوك جمالي معين إزاء شئ أو فكرة مجردة ، لتكوين أو تركيب عمل فني معين .
4.التركيب :بناء الشكل البصري بناءً على أسس العمل الفني.والتركيب Composition:ناء الشكل البصري ..بناءً على أسس العمل الفني.... وهو الجانب الذي يهتم ببناء الشكل البصري ، بناء على أسس العمل الفني ، الذي يستخدم لتوصيل المفهوم من خلال الخامات التشكيلية المختلفة .
· من هذا التحليل يمكن أن نعرف الفن على أنه بناء شكل بصري ناتج عن تنظيم الخبرات والمفاهيم الذاتية باستخدام وسيلة مناسبة للتعبير .
· والتركيب يعنى قدرة الفنان على تقديم تكوينات جديدة أو صيغ غير مسبوقة فى مجال الفن من خلال ما تم دراسته ، وتظهر نواتجه من خلال الأعمال كأن يعيد ترتيب عناصر شئ ما ، أو إعادة تكوينه و صياغته ، من خلال التشكيلات الفنية ، وتعتمد على نشاط الفنان والتقويم المستمر لهذا النشاط .
5. الأداء/التنفيذ(المهارة): طرق التنفيذ بالخامات التشكيلية.. وأسلوب الأداء
· يهتم الفنان هنا بتجسيد الصور الوجدانية المتأثرة بالطبيعة الفيزيقية للعالم البيئة...بعد هضمها وفهمها وتطوير ها.
· والخامات هى الوسيلة التي يمكن من خلالها التعبير وتوصيل الأفكار والدوافع والمشاعر التي تعبر عن الإدراك – والاستخدام الفعال لهذه الخامات يتحقق من خلال تطوير أساليب الأداء والمهارات والتقنيات بما يميز لكل فنان أسلوبه .