جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كتبت جيهان السنباطى
اعتاد المصريون منذ قيام ثورة 30 يونيو على متابعة أخبار المظاهرات
والمسيرات التى كانت تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين المؤيدة
للرئيس المعزول محمد مرسى فى معظم محافظات مصر وبشكل شبه
يومى , وإعتصاماتهم فى بعض الميادين مثل ميدانى رابعة العدوية
والنهضة , وكان معظم المصريين يستاءون من تكرار تلك المسيرات لما
تتسبب فيه من قطع للطرق , وإغلاق المحلات , وتوقف حركة المرور
بالشوارع , الى جانب انها دائما ماكان يسفر عنها أحداث عنف وتخريب
يتبعها مواجهات بين الجماعة وقوات الأمن من جهة وبينهم وبين
الأهالى المتضررين من مسيراتهم من جهة أخرى , والغريب فى الأمر أن
تلك المسيرات كانت مستمرة رغم الملاحقات الأمنية للقيادات الإخوانية
والعناصر المنتمية اليها , لكنها مع مرور الوقت أخذت فى التضاؤل
بشكل تدريجى حتى توقفت حاليا تماما ولم نعد نسمع عن أى مسيرات
لهم فى أى مكان , وكأن نفير المواجهة الجماعية قد نفخ , معلنا عن
نهاية تلك المرحلة وبداية مرحلة أخرى جديدة يجب من أجلها إخلاء
الساحة لمنفذيها حتى يتسنى لهم إتمام مهمتهم بنجاح . ومنذ أن خلت
الشوارع من تلك التجمعات , ونحن على موعد يومى مع الأخبار السيئة
التى تشير الى وقوع عدد من الإنفجارات هنا وهناك , ومحاولات لإبطال
مفعول عدد من القنابل اليدوية المزروعة فى أماكن سكنية تستهدف
الأبرياء , بالاضافة الى عمليات إرهابية خسيسة تستهدف إغتيال عدد من
رجال الشرطة والجيش , ثم تخرج بعدها بعض الحركات التى لم نسمع
عنها من قبل تحت مسميات عدة لتعلن مسؤليتها عن تلك العمليات ,
ورغم إختلاف المسميات التى تستهدف إبعاد تهمة القيام بعمليات إرهابية
عن جماعة الإخوان المسلمين , إلا أن التاريخ يؤكد أن تلك الأفعال
لايمكن أن تكون بعيدة عن ايادى الجماعة الإسلامية , وأنها تهدف من
وراء تلك العمليات تحقيق ثلاثة أهداف أولها : إثبات أنهم قادرون على
مواجهة رجال الأمن ولايهابونهم ومستمرون حتى النصر كما يرددون
والهدف الثانى : هو تشتيت تركيز رجال الأمن حتى لايستطيعوا الوصول
الى منفذى تلك الجرائم الإرهابية وثالثها : هو التأكيد على أن الأجهزة
الأمنية فى مصر تم إختراقها وأنها اصبحت تحت سيطرة جماعة الإخوان
المسلمين فيحدث إنشقاق فى صفوف رجال الامن وينقسمون على أنفسهم
وهنا تقع الكارثة . فى نفس الوقت تلجأ الجماعة الى بث بعض الشائعات
والاخبار الكاذبة عبر مواقعها الالكترونية على شبكات التواصل
الإجتماعى لتشتيت الرأى العام الداخلى فيكثر الحديث عن ماهية مرتكبى
تلك الجرائم وتتوجه اصابع الإتهام الى جهات عدة فتغيب الحقيقة وسط
فيضانات من الأكاذيب هى من يروجها , وبعد أن تتأكد الجماعة من
تشتيت الرأى العام تتجه الى تنفيذ مخطط آخر ألا وهو التلاعب بورقة
العمال فتبث سمومها فى عقول العمال البسطاء فيخرجون مطالبين
بحقوقهم المادية التى لم يحصلوا عليها من أصحاب المصانع والشركات
ومطالبين بتطبيق الحد الأدنى للاجور وصرف مستحقاتهم المتأخرة مثل
إضراب عمال شركة غزل المحلة , وعمال هيئة المساحة بطنطا , وعمال
شركة المنتزه للسياحة والإستثمار بالأسكندرية , وعمال شركة الحفر
المصرية , والأطباء والصيادلة , حتى تشتعل موجة الإضرابات الفئوية
من جديد مثلما حدث بعد قيام ثورة 25 يناير 2011 فى محاولة
لإستغلالهم كورقة رابحة لإحداث حالة من البلبلة بين أفراد الشعب
والدخول مرة اخرى فى موجات من العنف والإحتجاجات والإضرابات
العمالية التى ربما تكون أشد ضراوة مما شهدته مصر فى أعقاب ثورة 25
يناير نظرا لتدهور الأوضاع الإقتصادية للبلاد وتعدد الأزمات التى
تعرض لها المواطنون منذ قيام ثورة يناير وحتى الآن . وماذا بعد ورقة
العمال ,
كتبه حماده جمعه
شعارنا الصدق قبل السبق