تلقي المحامي خالد حسين رئيس جمعية السواقي لتنمية المجتمع والبيئة بسنورس الفيوم اتصالين هاتفيين من المستشار محمد الحمبولي رئيس مجلس ادارة مركز الحريات والحصانات لحقوق الانسان ورئيس المكتب التنفيذي لحريات المحامين والاتحاد العام لنهضة شباب المحامين ورئيس الائتلاف ابلغه فيه بترشيح جمعية السواقي للانضمام الي لجنة مناهضة التعذيب في مصر ومناصرة ضحاياه ، وتكليف الجمعية بتلقي بلاغات وشكاوي تعرض لها المواطنين في السجون او اقسام الشرطة ونقلها الي الائتلاف العام الذي يضم في عضويته مركز الحريات والحصانات والعربي لحقوق الانسان والنهضة التنموية والمستقبل للتنمية وجمعية السواقي لتنمية المجتمع والبيئة ، وعلي الفور تحرك المسؤلين بجمعية السواقي لرصد عدد من الحالات كان اولها المواطن انور محمد وزوجته رضا محمود والتي نكشف تفاصليها من خلال ثنايا تلك السطور ..رضا تحدت العالم وتزوجت بسجين 14 عاما
رضا محمود امرأة في العشرنيات من العمر عندما تقترب منها تشعر انها ترغب دائما في البكاء لكنها تفشل كل مرة لأن الالم حاد ويشغلها عن النواح فكل ما يحدث حولها يفوق قدراتها العقلية ويتعدي سنها بمراحل ، ماضيها غني بالاخفاقات وملئ بتجارب الفشل المتكرر ، ملازها الوحيد هو الرسم بالكلمات لكن دون التحدث للاخرين ، تشتكي فقط لربها فالشكوي لغير الله مذلة لاترضا بها عزة نفسها ، هي ليست المرأة الحديدية او الانثي الخارقة ، وعليك ان تتوقع انه عندما تجرحها بالتأكيد ستنزف دما كالباقيات ، رضا ارتبطت بشاب متوسط الحال فهي لايشغلها المال ، اسرتها محافظة لايعنيها سوي الاخلاق الحميدة التي اتصف بها الشاب انور محمد ، تمت خطبتها عليه في سن مبكرة جدا ، وقتها ظنت ان الجبال تنحني امامها والامواج تنشق ليمر الحبيبان في سلام الي بر الامان ، لكن بين ليلة وضحاها فتحت عينها بحثا عن انور فلم تجده ، اقتحمت كل الاماكن المحظورة وغير المألوفة ، لكن كل محاولتها اخفقت في استكشافه ، وكأن شبح ما اختطفه ، ادركت ان الحياة الجميلة ادارت لها الوجه الاخر بكل مافيه من قبح ودمامه ، تحولت الي عالم كله بحار وانهار وماعادت تثق بأحد من شدة الموج العالي والرياح العاتية ، علمت ان حبيبها تم اعتقاله بمعرفة جهاز امن الدولة السابق وتم اقتياده لجهة غير معلومة ، مرت الشهور والسنوات ولا اجابات تشفي غليلها وحزنها عليه ، قيدوا حريته وحبسوه لأنه ملتزم ويؤدي فرض الله ، رضا اصيبت في اخويها ايضا محمد وربيع محمود اللذان اعتقلا وظل احدهما رهن الاحتجاز 9 اعوام كاملة الي ان تم الافراج عنه بعدما ثبت عدم انتمائه لأي تيار ديني او حتي سياسي ، خرج اخواها لكن مصير خطيبها مجهول وغامض ، عاشت عالم محفوف بالمخاطر ماتت في اليوم الف مرة علي رفيق العمر ، فهو مازال جرح غائر نافذ في خاصرة القلب ، عرفت اخيرا ان انور معتقل بسجن دمو في بالقرب من مدينة الفيوم ، سمحوا لها زبانية النظام السابق اخيرا بزيارته ، ذهبت برفقة اخيها لرؤيته ، لكن فؤادها تعلق به اكثر ، ايقنت ان الوقت لم يحن بعد للتحرر من قيوده ، حنينها اليه انتصر علي مائة الف خريف ، فمازال حبها اليه يعيش ازهي عصور الربيع ، ومن شدة خوف الاهل عليها طالبوها بالعدول عن موقفها وبدء حياة جديدة بعيدة عن انور المعتقل خلف القضبان الحديدية ، ادركت انه عليها تبني موقف جاد حتي لو كان هذا الموقف سببا في ضياعها ، شعرت بتمسكها به انها تقترب من القاع فهي راغبة بشدة في الغرق داخل محيط ذكرياتها معه ، فالحقيقة المؤلمة لاتحتمل بالرغم من انها متعبة الا انها لن تتخلي عن انور ، فهي لاتحتاجه زوج فقط ، بل وملاك حارس لها ، كانت تزوره 4 مرات في الشهر وبعد 14 عام من الاعتقال ، استخارت المولي عز وجل وقررت بعد تفكير عميق توطيد العلاقة وتزوجته بالرغم من حبسه واعتقاله في سجن دمو ، وبارك زواجهما الاهل والاقارب .
عدد زيارات الموقع