معركة وادي بالاكوت
24 من ذي القعدة 1246هـ
مفكرة الإسلام: بعد أن احتل الإنجليز بلاد الهند وكانت تحت الحكم الإسلامي منذ عدة قرون، أخذ الإنجليز في ضرب الحكم الإسلامي بتقريب الهندوس والسيخ والتعاون معهم في حرب الإسلام والمسلمين، وقد قام الإنجليز باقتطاع منطقة البنجاب ذات الأغلبية المسلمة لصالح طائفة السيخ، فأقاموا عليها مملكة وإمارة خاصة تحت زعامة «نجيت سينج»، وقام هذا السيخي الحاقد بتصفية الوجود الإسلامي بالبنجاب شيئًا فشيئًا.
في ظهرت الفترة حركة جهادية داخل صفوف المسلمين بقيادة الإمام أحمد بن عرفان البريلوي الذي دعا إلى العقيدة السلفية ومحاربة البدع وجهاد الكفار، فاجتمع عنده الألوف من المسلمين الراغبين في إقامة شرع الله وتحرير البلاد من الاحتلال الإنجليزي، وقد قرر الإمام أحمد أن يبدأ أولاً بتحرير منطقة البنجاب المسلمة من الحكم السيخي، وبدأ حملته الجهادية ضد السيخ منذ سنة 1241هـ، واستطاع أن يحقق عدة انتصارات كبيرة عليهم وحرر عدة أجزاء من البنجاب وبايعه الناس هناك على الجهاد.
ولكن حدثت الخيانة التي كانت دائمًا السبب الأول في فشل كثير من الحركات الجهادية، حيث تعاون القبوريون وأتباع الطرق المنحرفة من المسلمين مع كفار الهند من السيخ وغيرهم واتفقوا على ترويج الشائعات والأكاذيب على الحركة والإمام أحمد حتى انفض كثير من الناس من حوله تحت تأثير هذه الدعايات الباطلة، وأصبح الإمام في قلة من أتباعه.
انتهز السيخ الكفرة هذا الأمر وبالتعاون مع أحد الخونة المسلمين انقضوا على حين غرة على الإمام أحمد وأتباعه وهم معسكرون في منطقة وادي بالاكوت بين جبلين شامخين وهي في باكستان الآن، وذلك يوم 24 من ذي القعدة سنة 1246هـ واجتهد السيخ في الوصول للإمام لقتله واستمات أتباعه في الدفاع عنه حتى خر شهيدًا بإذن الله هو وأصحابه، وانتهت بهذه المعركة حركة جهادية ناشئة لو قدر لها البقاء فلربما تغير وجه الهند إلى الآن ولبقيت وحدة واحدة تحت حكم المسلمين.
ساحة النقاش