18 من ذي القعدة 415هـ
مفكرة الإسلام: شيخ المعتزلة، العلاّمة المتكلم، صاحب التفسير المشهور والتصانيف الكثيفة، القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن خليل الهمذاني، من كبار فقهاء الشافعية، وقاضي قضاة الري، وأحد أعلام المعتزلة ومنظريهم، وله مناظرات علمية على مذهب المعتزلة مع علماء زمانه مثل الإسفراييني وغيره.
كان القاضي عبد الجبار من أخص بطانة الوزير المشهور «الصاحب بن عباد» للموافقة في الاعتقاد، فكلاهما معتزلي ضال في باب العقائد، وهذه الصداقة الوثيقة كانت سبب سعادة عبد الجبار وتوليه لمنصب قاضي القضاة، ورغم ذلك عندما مات «الصاحب بن عباد» رفض القاضي أن يصلي عليه لرأي المعتزلة في مرتكب الكبيرة، وأنه في منزلة بين المنزلتين في الدنيا، وفي الآخرة خالد في النار.
وللقاضي عبد الجبار مصنفات كثيرة تطفح كلها بالرأي الممقوت للمعتزلة والعقيدة الضالة لهم، من أشهر هذه المصنفات «تنزيه القرآن عن المطاعن»، وهو تفسير بلاغي فائق به معاني بديعة ومحاسن كثيرة ولكنه وكالعادة مليء بالآراء الاعتزالية، وهو مطبوع ومتداول، وله كتاب «الأمالي في الحديث»، و«دلائل النبوة»، و«طبقات المعتزلة»، و«شرح الأصول الخمسة»، و«المغني في علم الكلام»، وللقاضي تلاميذ تخرجوا عليه في مذهب الاعتزال ونشروه بين الناس، وكان السر وراء رواج أمره وقتها أن هذه الفترة كانت الدولة البويهية الشيعية البدعية تسيطر على الجزء الشرقي من العالم الإسلامي، وفي مهادها وجنباتها ظهر الكثيرون من الفلاسفة والمتكلمة وأيضًا المبتدعة والملاحدة.
ساحة النقاش