25 من ذي القعدة 1270هـ ـ 19 أغسطس 1854م
مفكرة الإسلام: الإمام العلاَّمة، حبر العراق ومفسرها الأستاذ أبو الثناء محمود بن شكري الآلوسي، ولد ببغداد في شعبان 1217هـ ـ ديسمبر 1803م في بيت علم وإمامة، فلقد كان أبوه من كبار علماء بغداد وبيته مجتمع العلماء والأفاضل، لذلك نشأ الآلوسي على العلم والدرس والفقه، فحفظ المتون وحاز الفنون وهو دون الرابعة عشرة وسمع من علماء بغداد ثم سافر للشام فسمع من علماء بيروت ودمشق، ثم عاد لبغداد وصار من بطانة والي بغداد «دواد باشا» وكان رجلاً مصلحًا صاحب مشروع كبير لنهضة البلاد، ولكنه ما لبث أن اصطدم مع الدولة العثمانية التي أرسلت له جيشًا كبيرًا وعزلته من منصبه وألقت القبض على رجاله ومنهم الآلوسي وزجت به في السجن.
بعد هذه المحنة أخرج الوالي الجديد «رضا باشا» الآلوسي من السجن وقدَّره علميًا وعرف فضله وعينه في منصب الإفتاء وهو في الثلاثين من العمر، وهذا لم يحدث من قبل لسببين: الأول صغر سن الآلوسي، والثاني أنه كان شافعي المذهب، ومنصب الإفتاء لا يكون إلا للأحناف فقط، ولكنه سرعان ما تعرض لمحنة جديدة بعد أن جاء والٍ جديد لبغداد لا يعرف قدر العلم والعلماء فضيق عليه واتهمه بالتآمر على الدولة العثمانية، وعزله من مناصبه، واضطر الآلوسي ليبيع أثاث بيته لينفق على عياله، وخلال هذه الفترة ألف كتابه الأشهر «روح المعاني».
اشتغل الآلوسي بالتأليف منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، وله رسائل مشهورة باسم الأجوبة العراقية في الرد على المذاهب الضالة، وله كتب في الجهاد والحضارة، ولكن تفسيره «روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني» كان تاج كتبه ودرة مؤلفاته وسبب شهرته التي طارت بالآفاق، حتى استدعاه الخليفة العثماني عبد المجيد الأول وأعطاه جائزة قيمة على هذا التفسير سنة 1267هـ ـ 1851م، وقد توفي الآلوسي في 25 من ذي القعدة سنة 1270هـ.
ساحة النقاش