وفاة الإمام إبراهيم الحربي
23 من ذي الحجة 285هـ ـ 14 يناير 899م
الشيخ الإمام، الحافظ العلاَّمة، شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير البغدادي الحربي، صاحب التصانيف، وُلد سنة 198هـ، وطلب العلم وهو حدث صغير وقد فرغته أمه لطلب العلم وجعلت له نفقة يومية من أجل ذلك، فسمع من علماء العصر وعلى رأسهم أحمد بن حنبل، والحربي معدود من الحنابلة ومن أئمة المذهب.
كان إبراهيم الحربي إمامًا في العلم، رأسًا في الزهد، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، من حفاظ الحديث، عليمًا بعلله، متبحرًا في اللغة والشعر والآداب، وكان من أصحاب الحديث وعلى طريقتهم ومذهبهم، رأسًا من رؤوس أهل السنة، شديدًا على أهل البدعة، جمع بين أربع لم يكن مثله فيها أحد: الفقه والزهد والورع والأدب، صنف كتاب «غريب الحديث» فبلغ فيه المنتهى من العلم في هذا الفن.
قضى الحربي حياته كلها في طلب العلم، منقطعًا لذلك لم يستروح بشيء من متاع الدنيا ولم يسترزق بعلمه شيئًا ولا انتفع به في دنيا ولا منصب ولا متاع، وكانت الخلفاء يهدونه الهدايا العظيمة والعطايا الجزيلة وهو يردها ولا يقبلها، وكان لا يملك إلا ثوبًا واحدًا ولم يكن له سوى بنت واحدة فلما حضرته الوفاة قال لها وكانت مغاضبة له بسبب رفضه لقبول أموال الخليفة المعتضد بالله: «أتخشين إذا مت الفقر قالت: نعم. قال: في تلك الزاوية من الدار اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك كتبتها بخطي، فبيعي منها كل يوم جزءًا بدرهم وأنفقيه».
وقد توفى إبراهيم الحربي في 23 من ذي الحجة سنة 285هـ ببغداد، وكان الناس يقولون عنه أنه قرين أحمد بن حنبل في حياته وسمته وعلمه.
ساحة النقاش