الأزواج يدمنون الإبحار في مستنقع الإنترنت ويهملون زوجاتهم
 
     
     
 

الرياض : اشتكت سيدة سعودية من شعورها بالعزلة والضيق والوحدة وإهمال زوجها لها بسبب انحرافه إلكترونياً وتعمده قضاء ساعات طويلة في خلوته خلف شاشة الكمبيوتر دون أن يكترث بها أو بمشاعرها كزوجة لها عليه حقوق وواجبات .

ووفقا لما ورد بجريدة " الوطن " السعودية جاءت هذه الشكوى في الوقت الذي يدق فيه الخبراء والمختصون في الشأن الاجتماعي والأسري والنفسي ناقوس الخطر ويعلقون الجرس من مخاطر إدمان بعض الرجال تصفح الإنترنت والجلوس خلف شاشات الكمبيوتر لساعات طويلة وبشكل يرقى إلى ما يمكن وصفه بالمرض .

وبدأت القصّة حسبما روت الزوجة بالتصفح العادي الذي يمارسه أيّ مستخدم للإنترنت والحاسب الآلي من مواقع أخبار، منتديات حوار، بريد إليكتروني، ثم تطوّرت إلى مواقع محادثة حية .

وأخذ الانشغال يتعمّق يوماً بعد آخر إلى أن وصل حدّ الارتماء في حضن هذا الجهاز والسفر على بساطه إلى ما وراء الانتباه إلى المنزل وإلى الزوجة التي أخذ شعور العزلة يضيق عليها أكثر فأكثر،

وسواءً كان في عمله أو في حضن جهازه فإن الرجل الذي بدأت معه حياة الزوجية منذ خمسة أشهر لم يعد موجوداً في الشقة الصغيرة إنه مشغول بلوحة مفاتيح وشاشة صغيرة .

وأكدت الزوجة أنه على هذا النمط تسير حياتهما يومياً ، حيث يعود زوجي من العمل ليخلد إلى عزلته المعتادة لم يُغيّر عتابها شيئاً ولا تبرّمها ولا شكواها وتقبّلت واقعها بصمتٍ وستر ومحافظة على خصوصية العشّ الذي يهرب منه الزوج إلى عالم إلكترونيّ سرق دفء المنزل وحرارة العاطفة ونبض الشغف .

وقاومت الزوجة شكوكها وظنونها رغم أن كلّ شيء مريب وبعد عامين من النمط الذي صار مريباً أكثر، أخذ الزوج يُقفل باب المجلس عليه وصمتت أيضاً إلى أن جاء يوم خرج فيه الزوج الذي لم يكن يظهر على ملامحه أي تعبير من الغرفة المغلقة واتجه إلى الحمّام ليغتسل .

وهذه القصة حقيقية روتها زوجة معذّبة لاختصاصية اجتماعية باحثة عن حل لهذا الإدمان الذي تحوّل إلى انحراف مُقزّز حتى بعد وجود طفل بين الزوجين .

ومن جانبها قالت فوزية الهاني الاختصاصية الاجتماعية :" إن المشورة التي تلقتها الزوجة تلخصت في حماية المشكلة من اطّلاع أيّ طرف خارجي مهما كان مقرّباً من الأسرة وتجنّب مواجهة الزوج بطريقة تستثير مقاومته وتُحفّز كبرياءه، ثمّ اتباع وسيلة مصارحة هادئة وودودة تُناقش المشكلة على أساس قاعدة "اصبرْ تكسبْ" التي تعني ببساطة أن المنزل مهدّد ويجب إدارة الأزمة بحكمة وصبر وهدوء وسرية وبطريقة تتناسب وطبيعة الرجل الشرقيّ المفعمة بالكبرياء والأنفة ".

وحذرت فوزية الهاني من واقع خبرتها من مغبّة الجفاف العاطفيّ في البيوت، معتبرة أنه السبب الأول الذي يدفع بأفراد الأسرة إلى اللجوء إلى الخارج ولا فرق في ذلك بين زوج وزوجة أو شاب وشابة .

  • Currently 240/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
80 تصويتات / 758 مشاهدة
نشرت فى 22 يونيو 2009 بواسطة moonksa

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,163,515