عندما تصاب بالزكام العادي - الرشح - تعالج نفسك على الأرجح بالاسبيرين شائع الاستعمال.
الامهات يعطين هذا الدواء لمعالجة مختلف الحالات التي يصاب بها افراد عائلتهن منذ عشرات السنين للتخلص من اوجاع الرأس وسيلان الانف وآلام العضلات والمفاصل.
فلا عجب، اذن، ان يفكر بعض العلماء في استعمال مادة مهمة من محتوى حبة الاسبيرين - اعني الحمض الساليسيلي كمادة مساعدة صديقة للارض للوقاية من امراض النباتات.
وهناك علماء، بينهم علماء في وزارة الزراعة الامريكية يدرسون كيف يحفز الحمض الساليسيلي النباتات لافراز دفاعاتهم الطبيعية ضد الفطريات والباكتيريا المضرة والفيروس. انهم يتصورون هذا الحمض كبديل متوفر تجاريا للمبيدات الاصطناعية للآفات الزراعية وطريقة طبيعية لحياة المحاصيل الدارجة وشديدة العرضة للآفات.
وقد تنبه الاحثون اولا لظاهرة تسمى مقاومة جسمية مكتسبة (SAR) لاول مرة في ثلاثينات القرن الماضي حسب وزارة الزراعة. فالنباتات تصنع الحمض الساليسيلي طبيعيا وتستخدمها للدفاع ضد جملة من الآفات. ومنها الهجمات التي تشنها آفات زراعية معينة.
غير ان الشركات لم تقدم على انتاج الحمض المذكور والمركبات المماثلة إلا في السنوات الاخيرة كوسيلة لتنشيط SAR في المحاصيل.
ويقول روي نافار، عالم الوراثيات النباتية ورئيس دائرة الابحاث الزراعية في وزارة الزراعة الامريكية، ان تطبيق الابحاث الاساسية اخذ بالاتساع، وثمة ٥١ شركة تقوم بتسويق منتوجات توصف عامة كمواد منشطة للنباتات.
إلا ان ايا من هذه المواد لا يعطي مفعوله مباشرة على مسببات المرض مثلما تفعل مبيدات الآفات. فكل ما تفعله هو انها تصدر الاشارات الى النباتات لكي تعبئ نفسها وتكون مستعدة. والحمض الساليسيلي استعمل بنجاح كبير على الخس والخضار الورقية وفيروس ذبول الطماطم«.
ويركز نافار ابحاثه على البطاطا، ويتمحور اهتمامه بصورة خاصة على تحديد الامراض والحشرات التي يمكن السيطرة عليها بالحمض الساليسيلي، وكم من الوقت يستغرق الرش بالحمض لكي يبدأ مفعوله والى متى يبقى فعالا.
ويقول نافار : »هناك مسببات امراض كثيرة في البطاطا. ولو استطعنا ان نعزز الاستجابة في البطاطا نكون قد حققنا انجازا مهما.
وإلى أي درجة؟
ان الامراض والحشرات يمكنها ان تتلف كثيرا من مردود ونوعية البطاطا، المحصول الذي يحقق في الولايات المتحدة وحدها ثلاثة مليارات دولار كمبيدات زراعية، والتي تشكل مادة غذائية اساسية لمليار ونصف الميار شخص في مختلف انحاء العالم.
وفي حين يعمل الفريق التابع لنافار على استجابة لـ SAR عن طريق جذور البطاطا، ينصرف علماء آخرون في وزارة الزراعة الى قياس المكونات الأخرى لنبتة البطاطا، كالاوراق والسيقان والجذور والدرنات، وهو يشير الى ان احد المنشطات قد يكون اكثر فعالية على الاوراق فيما تعمل مكونات أخرى بطريقة افضل على الجذور.
ثم ان ثمة هدفا آخر للابحاث وهو اكتشاف اي من الجينات الدفاعية للنباتات ضالعة في تعزيز مفعول الحمض الساليسيلي. وقد يكون ممكنا استخدام الجينات لابتكار انواع جديدة من لابطاطا قادرة على مقاومة الآفات، حسب وزارة الزراعة.
ويشعر نافار انه »كلما تمكن من زيادة فهمنا لـ SAR كلما استطعنا ان نستعمله على نحو افضل«.
ولقد اكتشف نافار بعض العلاقات الملفتة بين النباتات وبين الآفات النباتية، وهو يقول ان الامر »اشبه بالحروب في بعض الاحيان، حيث ترى التدابير والتدابير المضادة. ويبدأ ذلك بالمراقبة. وعندما تكتشف النباتة اشارات التنشيط تلك تحاول تعبئة دفاعاتها«.
ويضيف نافار: »ومن ناحية اخرى قد تحاول المسببات المرضية ان تمنع النبتة من عمل ذلك او انها تحاول الاستدارة حولها«.
ويقول نافار ان النباتات غالبا ما تمرض لأنها لا ترى العوامل المسببة في الوقت المناسب، ولذا يتوجب على المزارعين ان يستعملوا المحزفات قبل ان تتعرض محاصيلهم للهجوم برشها ثلاث او اربع مرات في الاسبوع.ويأمل نافار وزملاؤه من العلماء ان يكون تطوير نباتات صحية أكثر وتضاؤل الآفات الزرعية من بين الفوائد التي ستوفر من معرفة موعد تنشيط SAR.
وعليه، ما رأيك في ان تستعمل بعض اسبيرين النباتات لمعالجة الامراض التي تصيب نباتاتك المفضلة؟ ان الانواع التجارية ستصل قريبا الى المحلات القريبة منك.
نشرت فى 12 يونيو 2009
بواسطة moonksa
عدد زيارات الموقع
1,197,756
ساحة النقاش