لطالما كان العطر ساحرا عميقا للإنسان الباحث عن الجمال، والسعادة، والجاذبية، والراحة، والعطر رفيق لنا، وكان يقدم في كل الأساطير على أنه كائن ماض أو عصفورة.

وفي العصور القديمة كان صنع عطر جديد عملا يدل على الحب، وكان لكل عطر طقوس خاصة جداً عند صانعه وله غرض محدد، فالعطر يبعث حالة تسمح بالاتصال بالآخرين.

وطبيعة العطر الهوائية، عبر الملموسة تعطيه رقة مميزة مع عنصر الهواء، إنه يتطاير من أي محتوى، ويرتفع بحرية في الجو موصلا رسالته الى العالم المحيط.  تستخلص العطور من النباتات في المقام الأول، ففي البداية يستخلص صانع العطور المواد العطرية عن طريق تجفيف الأوراق، ونقع الزهور في مادة دهنية، وهو يتعامل مع كل الأجزاء المهمة في النبات وفقا لطبيعتها:  الورود، الثمار، اللحاء، البذر، الجذور.

بعض الحيوانات تحتوي على مكونات تدخل في صناعة العطور مثل المسك، وطيب الزباد، والقندس، والعنبر، والذي يستخدم منه العنبر الرمادي، ووفقاً لطريقة استخلاص هذه المواد تحصل على الزيوت الأساسية عن طريق التبخير.

والمواد الصلبة تستخلص عن طريق مذيبات طيارة، والمواد التي تتحول إليها المواد الصلبة عن طريق المعالجة الكيميائية.

وندرة المواد الطبيعية، وتطور الكيمياء حولت صانعي العطور إلى المواد الصناعية في بداية القرن، ففي معامل تحضير العضور الكل يبحث عن عائلته، فكل عطر يعتبر عملا فنيا أصيلا، ووفقا للقواعد الفنية المصنفة، ووفقا للنوع أو المدرسة تجتمع العطور في عائلات، وتتشكل مجموعات العطور التي تمث تشابها ما تحت اسم عائلة، ومن بين أكبر تتلك العائلات نقدم ثلاثا منها تظهر الروح والاتجاه المميز:
عطر الورد:  إذا كنت تحب ان تنعم بالروائح العطرة التي تنشرها زهور الربيع والصيف فعليك باستعمال هذه العائلة.

والورد يقدم احتمالات كثيرة وواسعة لصانعي العطور كي يبدعوا، فهناك الورد واللافندر، وزهور البرتقال، والزئبق، والسوسن، وزهر العسل، والياسمين، والميموزا، والنعناع، والزعتر البري، وزهور أخرى.

وإذا كان الأساس العطري للبارفان ينتمي إلى زهرة واحدة فإن هذا البارفان يطلق عليه "أحادي الزهرة"، وإذا كان مكونا من مجموعة يطلق عليه "باقة عطرية".  ويسترشد صانع العطر بحاسته الخلاقة أو أنفة ليثري الأساس العطري من خلال رائحة مميزة، مثلاً:  "بإدخال" رائحة فاكهة ليمون، او برتقال، او خوخ.
عطور قبرص:  في بداية هذا القرن أطلق صانع عطور شاب يدعى "فرانسو كوتي" اسم قبرص على عائلة عطوره، وهذا الاسم نسبة إلى جزيرة "قبرص"، وكان استخدام العطور منتشريا في العصور القديمة.  وإذا كنت تحب رائحة الأشجار والحشائش المقطوعة حديثا فعليك بعائلة "قبرص".

ويرجع تميز العطور التي تنتمي الى هذه العائلة إلى وجود طحلب "البلوط اليوغوسلافي" في كل تكويناتها، والمكونات الأخرى هي التي تميز كلا منها مثل الباتشولي، واللآذن، والبرجاموت، فهي تعطي للعطر لمحة خضراء، من الممكن أيضاً إعطاء لمحة من رائحة الزهور بإدخال لحاء السندر.

عطر العنبر:  ربما تميلين إلى الروائح النادرة أو الاستوائية التي تحملها الرياح الساخنة، وفي هذه الحالة عليك بالعائلة العنبرية كما يشير إليها اسمها، فالعنبر هو المكون الأساسي لها، وهو الذي يعطيها رائحتها المميزة، ويخلطه صاحب العطر بروائح الفانيليا، والباتشولي، والـ"يلانح –يلانج"، والبخور والتوابل.

الاختيار السليم يتوقف على الاستعمال:

يجب التأكد على أهمية اختيار عطور عالية الجودة مستخلصة من المواد الأكثر طبيعية، وللاختيار السليم لابد من اتباع بعض التوصيات الخاصة بعملية التجربة.

في البداية تجنبي أن تكوني معطرة بالفعل، يجب أن تكون حاسة الشم لديك مثل جلدك غير واقعة تحت تأثير اي عطر.

والعطر يتفاعل مع الجسم، لذا يجب إعطاءه الوقت الكافي لذلك، وكي لاتصيبي حاسة الشم لديك بالازدحام، لاتجربي أكثر من ثلاثة عطور في اليوم الواحد، ولا تفعلي بوضع زجاجة العطر تحت أنفك، لانك بذلك تستنشفين الكحول، والكثيرون يمسحون جلدهم بعد رش العطر مباشرة وهذا خطأ، لأن ذلك يضيع مفعول العطر ومكوناته في المرة الأولى لاستنشاق العطر استنشقيه من مسافة ما، ابتعدي عن الرائحة ثم عودي إليها لتتأكدي من انطباعك، اختاري الزجاجات ذات الأحجام الصغيرة لأنها تستهلك أسرع فلا تستغرق الوقت وتتلف.

الظل والرطوبة طريقة حفظ سليمة:

بعد أن حصلت على عطرك المثالي الذي يتوافق معك تماما ويسعد أنفك، كقاعدة عامة ينصح برش العطر على الرسغين، وفي فتحة الصدر، وثننية الركبتين، وخلف الاذنين، وفي اطراف الشعر، وعلى الصدغين.

ويجب ألا نضع العطور أثناء التعرض للشمس.  وبعد استخدام العطر وغلق الزجاجة جيدا يجب اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة للحفظ الجيد للبارفان، لأن هناك بعض العوامل تجعله يتغير ويفقد طبيعته مثل الضوء، والحرارة، ولا يجب وضعه على تابلوه السيارة أو أمام نافذة مشمسة، باختصار للحفاظ الجيد على البارفان يجب تحري الظل والرطوبة.

_________________________________________

طبب نفسك العدد332

  • Currently 296/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
99 تصويتات / 1544 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2009 بواسطة moonksa

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,197,691