مع التقدم السريع الذي شهدته صناعة مستحضرات التجميل، والدعايات المكثفة التي تروج لها، أقبلت المرأة العربية على استخدام هذه المستحضرات، وابتعدت شيئا فشئيا عن كثير من مواد التجميل الطبيعية التي ظلت تستخدمها لقرون طويلة مضت. يحدث هذا رغم تحذيرات أطباء الأمراض الجلدية المتكررة من المبالغة في استخدام مستحضرات التجميل الصناعية! حيث يدخل في تصنيع الكثير منها مواد كيميائية وصبغات ذات تأثيرات مسرطنة.

والسؤال الذي يجب طرحه على حواء هنا هو: ألم يحن الوقت  - سيدتي- للعودة مرة ثانية لاستخدام المواد الطبيعية في التجميل، لاسيما أنها متوفرة في بيئتنا العربية، وبأرخص التكاليف؟ ومن بين هذه المواد الطبيعية أشجار الديرم التي مثلت منذ زمن بعيد مصدرا من مصادر جمال حواء العربية، حيث استخدامتها كأحمر شفاه، ولأغراض تجميلية عديدة أخرى. وقد عرب العرب هذه الشجرة منذ القدم، وأطلقو عليها اسم شجرة الجوز، وتعددت أسماؤها في مختلف الدول العربية فتعرف في السعودية بالديرم أو الديرمة أو الديرمان، وفي ليبيا يطلقون عليها (لوز خزانين) وفي مصر (عين الجمل) وفي المغرب (جرجع) وفي تونس (زوز).

ومن الصعب أن أن نتتبع ما يصل بنا إلى الوطن الأصلي لهذه الشجرة، ولكن الرومانيين القدماء كانوا يعتقدون أن أصلها بلاد الفرس (ايران). وقد إمتدت زراعتها من جنوب شرق أوروبا إلى آسيا الصغرى وحتى جبال الهملايا. ويرجع تاريخ استخدام الرومان لزيت الجوز إلى لبنان وبقية دول حوض البحر الأبيض المتوسط قبل قرابة القرن الأول قبل الميلاد. وأصبح من مصادر إنتاج الأخشاب هناك إلاجانب تناول ثماره.. وقام الرهبان الفرانسيسكان بجلب الشجرة إلى كاليفونيا بالولايات المتحدة عام 1770.

جمال بأقل التكاليف
والحديث عن فوائد شجرة الديرم في التجميل، ليس مجرد كلام، وإنما حقائق مدعمة بالتحليل الكيمائي لزيت ثمار الديرم والنسب المئوية لكل مكون. وسوف تندهش حواء عند قراءة مكونات التي توجد داخل نشرات معظم مستحضرات التجميل الطبيعية والتي تباع بأسعار باهظة. أما شجرة الديرم فنقدمها لك بأقل التكاليف وبدون أي إضافات صناعية ضارة ببشرتك.

يحتوي زيت ثمار الديرم على الأحماض الدهنية الآتية: حامض الأوليك بنسبة تتراوح بين 14 إلى 21% وحامض اللينوليك بنسبة تتراوح بين 1 إلى 3%. وجميع الأحماض الدهنية السابقة والموجود في زين الديرم نفيد في علاج التجاعيد والهالات السوداء حول العينين، وقشر الشعر وتساقطه، وتساعد على نعومة اليدين وطراوتها، وتغذية البشرة والجلد، وطراوة الشفاه، وعلاج تشققها.

وللحصول على أفضل النتائج، يجب التأكد من جودة الزيت ونقائه، وحتى لا يتعرض للفساد يراعى الاحتفاظ به في مكان بارد بعيدا عن الضوء والحرارة. ويمكن استخدام أخشاب الديرم كذلك بديلا طبيعيا لأحمر الشفاه الصناعي، وذلك بأخذ قطعة صغيرة من الأخشاب ومضغ طرفها بالأسنان حتى تصبح رطبة وتخرج منها الصبغة الحمراء، ويتم تمرير هذه الصبغة على الشفاه لتعطيها لونا احمرا جميلا.  وتقوم بعض السيدات أيضا بامتصاص قطع الديرم إلى أن تخرج المادة الصبغية، ثم تمررها على الشفاه، ويفضل استخدام هذه الطريقة لأهمية هذه العصارة أيضا للأسنان حيث تحميها من التسوس.

صيدلية المستقبل
وفضلا عن الاستخدامات التجميلية السابقة التي تتمتع بها أشجار الديرم فإن الاستخدامات الطبية لهذه الشجرة كثيرة ومتنوعة أيضا، ونظرا لاحتوائها على العديد من المركبات الطبيعية التي تدخل في علاج العديد من الأمراض. ولكل جزء نباتي  في شجرة الديرم استخدامات طبية خاصة نستعرضها فيما يلي:

الأوراق:
تحتوي الأوراق على مواد مضادة للالتهابات والطفيليات والفطريات مثل: Antiinflammatory Anthelmintic . ويستعمل مغلي الأوراق أيضا لطرد الديدان المعوية وكمقو للجهاز الهضمي. وفي أوروبا تعتبر أوراق الديرم دواء منزليا شائعا لحالات الاكزيما.

الثمار:
تحتوي على مركبات عديدة تدخل في علاج الكثير من الامراض مثل مادة(lithontriptic) التي تفيد في إذابة حصى المثانة، ومادة (anti – inflammatory) التي تفيد في علاج الالتهابات والتخفيف منها، ومادة (cotyledons) التي تستخدم في علاج مرض السرطان.

قشرة الثمار:
تحتوي على مادة الانودين التي تفيد في علاج الإسهال وفقر الدم.

اللحاء:
يستخدم أخضر أو جافا لتنظيف الأسنان لاحتوائه على مادة (anthelmintic) المضادة اللالتهابات الفم، كما تستخدم مغلي اللحاء كغرغرة لعلاج التهابات الفم.

خدمات لا تنتهي:
ولا تنتهي الخدمات التي تقدمها هذه الشجرة للإنسان عن هذا الحد، حيث تحتوي ثمار شجرة الديرم، التي تعرف باسم الجوز على معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم مثل البروتينات والدهون والكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات والصبغات.

وتحتوي ثمار الجوز نسبة عالية من البروتين، لذا فهي تشكل إضافية ممتازة للحميات الغذائية النباتية. كما يتميز الجوز بغناه بالدهون، لكن معظمها عبارة عن دهون أحادية عدم التشبع مفيدة للصحة. والجوز المقشور عرضه للفساد والتزنخ، لذا يجب أن يعبأ في الفراغ أو أن يحفظ في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق في الفريزر، كما يمكن حفظ الجوز الكامل لشهور في البيئات الباردة. ويفضل بصفة عامة شراء الجوز بقشرته وحفظته  في الثلاجة إذا كان استخدامه لفترات طويلة.

وبعد أن وصلنا إلى نهاية الحديث عن شجرة الديرم وفوائدها، وبعد أن استعرضنا بالتحليل العلمي والطبي المكونات الطبيعية لجميع أجزاء شجرة الديرم، نجدها تدحض بالدليل والبرهان العلمي الشائعات التي تنشرها بعض المصادر وتدعي فيها أن أكل الديرم أو استخدامه يسبب مرض السرطان، مما جعل الكثير من العرب يبتعدون عن هذه الشجرة رغم فوائدها العظيمة وخاصة لحواء. الدعوة موجهة الآن إلى كل سيدة تبحث عن الجمال إلى أن تتجه إلى الطبيعية فهي زاخرة بالصيدليات الطبيعية والممثلة في النباتات الطبية والعطرية والأشجار ولكن بعد أن يثبته الطب والعلم لك.
__________________________________________
عالم الغذاء

  • Currently 292/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
99 تصويتات / 2588 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2009 بواسطة moonksa

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,197,746