للإعلام والمؤسسات الإعلامية، خصوصاً التلفاز أهمية كبرى في الإندماج الاجتماعي، كما يشكل وسيطاً اجتماعياً بين الأفراد والجماعات في حلقات تبادل المعرفة، والإطلاع على مفردات الآخر بكل تفاصيلها. ولكن لهذا "التلفاز" أمور سلبية في الوجه الآخر، تترك لدى المتلقي، خصوصاً الأطفال، آثاراً قد تسبب انحرافاً فكرياً وبالتالي سلوكياً، تطبع الطفل لينشأ نشأة غير قويمة.
- كيف تؤدي وسائل الإعلام الحديثة، خصوصاً التلفاز، وظائفها كوسائط تنشئة اجتماعية؟
يخاطب الإعلام عقول الجماهير وعواطفهم، ويعتمد على الحوار والمناقشة والإقناع، ويهدف إلى التوعية والتنمية الثقافية، والتواصل الحضاري والثقافي، والارتقاء بمستوى الرأي العام. فرسالة الإعلام هي إحداث تأثير فعلي وتغير في توجيه عملية التنشئة الاجتماعية لدى الطفل، والتطبيع والنمو الاجتماعي للفرد، خصوصاً الاعلام التلفزيوني، الذي أحدث انتشاره ثورة في وسائل الإعلام المختلفة، لاهتمامه بالبرامج المتنوعة الشاملة من برامج دينية وبرامج ترفيهية وفنية ورياضية وتربوية وتعليمية وبرامج للأطفال، وهنا بيت القصيد. - هل يمكننا اعتبار الإعلام التلفزيوني ذا تأثير على نمو الطفل اجتماعياً؟
للأسرة الدور أو التأثير الأكبر في عملية التنشئة والنمو الاجتماعي السليم، ولكن للتلفاز دور مهم في ترسيخ المبادئ والقيم في نفوس الأطفال، كذلك يتسبب بالانحراف إذا لم يكن هناك توجيه في اختيار البرامج. فالأطفال دون السنتين من العمر لا يجب أن يشاهدوا التلفاز إلا من قبل الوالدين، لأن مرحلة الطفولة هي أهم فترة في نمو الطفل الجسدي والعقلي.
ففي هذه المرحلة من العمر يتطور دماغ الطفل بوتيرة أسرع ليصبح له قدرة هائلة على التمييز بين الأشياء من حوله، فينمو عنده حس الادراك والانفعال العاطفي، والتمييز الجسدي تجاه الآخرين، فتكريس مشاهدته التلفاز تحجب عنه اكتشاف وتمييز الأشياء والأشخاص والأمور من حوله، كما تحجب عنه الكثير من العلاقات والعواطف، وتشغله عن علاقات اجتماعية مع الآخرين.
أما بعد عمر السنتين، فيجب تحديد مدة مشاهدة التلفاز بساعة أو ساعتين كل يوم، على أن تكون البرامج تعليمية مفيدة أو ترفيهية مناسبة لعمره وخالية من المشاهد التي لا تناسبه. - ما هي فوائده؟
من مميزات الاعلام التلفزيوني جمعه بين مميزات الوسائل السمعية والبصرية في وقت واحد، ما يجعله أكثر وسائل الإعلام تأثيراً في النفس، لذا يمكن للتلفاز أن يكون مفيداً إذا أحسن استخدامه من قبل الأهل والطفل في فترة ما قبل المدرسة في أن يتعلم أحرف الهجاء والنطق السليم، ويمكنه من الاطلاع على عوالم مختلفة عن البيئة، كالغابات والبحار، أضف إلى ذلك الاستفادة من المعلومات الجديدة. - ما هي مخاطر التلفاز على الأطفال؟
تختلف هذه المخاطر من طفل إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر أيضاً، وذلك تبعاً لثقافة الأسرة التي ينمو فيها الطفل، فالطفل يتعلم أحياناً مما يشاهده أكثر بكثير مما يتلقاه على شكل نصائح كلامية، فلا يكفي القول للطفل أن ما تراه غير حقيقي بل هو تمثيل.
ومن أهم هذه المخاطر: - مشاهد العنف: فهي تسبب الخوف والفزع للطفل ونوبات الذعر الليلي، خصوصاً بين 2 و7 سنوات، كذلك فإنها تنعكس سلباً على الطفل، كأن يقوم بتقليد ما رآه في ما بعد، وممارسة العنف تجاه رفاقه، ظناً أن هذا يعبر عن المرح أو البطولة.
- مشاهدة الكثير من الإعلانات التي لها تأثير سلبي على الطفل، بحيث يصبح كل ما هو في الإعلان مثلاً أعلى بالنسبة إليه.
- الطفل تحت الـ 6 سنوات لا يدرك أن هدف الإعلان هو الترويج لتحقيق الانتشار فالربح.
- تعلم العادات السيئة، مثل التدخين وتعاطي المخدرات والكحول.
- البدانة: بسبب كثرة الجلوس أمام التلفاز وتناول المقبلات، خصوصاً عندما يجلس الطفل لأكثر من 4 ساعات في اليوم.
- انشغال الطفل عن تحصيله العلمي وعلاقاته الاجتماعية.
- احتمال رؤيته لمشاهد أو محطات إباحية.
نصائح وإرشادات:
- ضعي الكثير من الكتب والمجلات وألعاب الأطفال في الغرفة التي تحتوي التلفاز لتشدي انتباهه إليها.
- لا تسمحي له بمشاهدة التلفاز خلال أدائه واجبه المدرسي.
- لا تفرطي في جعله يشاهد الأفلام التعليمية فقط، بل اتركي له فرصة للترفيه المدروس والمراقب.
- حاولي أن تعرفي البرامج قبل مشاهدة الطفل لها.
- امنحيه وقتاً مفيداً لإلهائه عن التلفاز، كأن تقرآن معاً كتاباً، أو تخرجان في نزهة أو تمارسان الرياضة.
- قومي بحجب أو تشفير المحطات المحظورة.
_____________________________
مجلة الأم والطفل
ساحة النقاش