يلتقط الصبيان الذين يذهبون إلى المدرسة من رفاقهم الكثير من الأفكار والطباع، ولعل أكثر فكرة تسيطر على عقول من هم في المراحل الدراسية الأولى هي فكرة "البطل"، فحتى لو كانت الأم حريصة على ألا يشاهد طفلها أفلام الرسوم التي تتحدث عن السوبرمان أو الرجل العنكبوت، فستجد لديه فكرة عن مثل هذه الشخصيات، وإذا بحثت في الأمر ستجد أن مصدرها رفاقه في المدرسة.

ويكمن سر ولع الأطفال بمثل هذه الشخصيات في أنها تؤدي حركات بارعة وغير مألوفة، مثل القدرة على الطيران أو رفع الأشياء الثقيلة أو الجري بسرعة فائقة والتغلب على الأشرار، ونظراً لكثرة الأعباء التي يكلفون بها في المدارس، يشعر الأطفال بأنهم لا يملكون القدرة على السيطرة على العديد من الأشياء، وبالتالي يلجؤون إلى الخيال، لأنه الحل الوحيد للهروب من الواجبات المطلوبة منهم، ولأنه يأخذهم إلى عالم آخر يملكون فيه زمام السيطرة على كل شيء، فمثلاً عندما يرتدي الطفل بذلة السوبرمان ويبدأ بالحديث عن قدرته على الطيران أو أنه قادر على التغلب على الأشرار، وهو يستخدم خياله ليثبت بأنه شخص قوي وقادر على مواجهة المواقف التي يتعرض لها.

كما يمكن الإستفادة من شعور الثقة الذي يمنحه التظاهر بشخصية البطل في التغلب على شعور الطفل وتشجيعه على تبني الأدوار القيادية من خلال اتخاذ القرارات الصحيحة وتوزيع الأدوار على الآخرين وتقبل مبدأ المشاركة.

ولكيلا يكتسب الطفل الجانب الآخر في مثل هذه الشخصيات ونقصد به الجانب العدواني، ينبغي على الأهل مراقبة ما يشاهده من أفلام ورسوم وانتقاء الإصدارات الخفيفة التي لا تتحدث عن العنف والشر، لنساعده على فهم السلوك المقبول وغير المقبول.
_____________________________________
المرأة اليوم416

  • Currently 295/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
99 تصويتات / 1297 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2009 بواسطة moonksa

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,197,751