الكمأة أو الفقع، أو"بطاطا البدو" يطلق عليه البعض فاكهة الصحراء أو نبات الرعد لاتباطه المباشر بهطول الأمطار، والقدماء يعتبرونه هدية من السماء يظهر في أي بيئة صحراوية، وينمو بمناطق لم تطأها أقدام بشر.
ويقال: أن الكمأة من المن أي أن الله سبحانه وتعالى أمتن على عباده بها، حيث أنها تنبت بلا تكلفة بذور ولا فلاحة ولا زرع وسقاية، فهي ممنون بها من الله وهي فوق ذلك لا تزرع ولا تستزرع، قد أثبتت البحوث العلمية أن محاولات استزراعها باءت بالفشل لكي تبقى منة من الله على عباده ويبقى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزا، حيث قال: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين".
وهو ما أثبته العلم الحديث. ويبدأ موسم الفقع عادة في أواخر شهر يناير ويستمر حتى نهاية فبراير ويمتد أحيانا إلى مارس، وهو نبات فطري يؤكل، يخرج من الأرض كما يخرج الفطر. ويعتبر الفقع من المصادر الجيدة للبروتين، وبعض العناصر الأساسية مثل الألياف الغذائية وكذلك بعض المعادن والعناصر المفيدة.
أنواع الفقع (الكمأة)
وينمو عادة الفقع على هيئة تجمعات مع بعضها البعض وتكون في أحجام مختلفة، وقد يتراوح حجمها ما بين حجم بيضة العصفور وحجم التفاحة او البرتقالة ويمكن رؤيته بالعين المجردة إذا اكتمل النمو، حيث يقوم بشق الأرص والبروز إلى السطح وقد يوجد كذلك بأحجام كبيرة في بعض الأحيان حيث يتراوح بين نصف كيلوجرام وكيلوجرام.
وهناك العديد من الأنواع للفقع ومنها:
- الزبيدي
- الخلاسي
- الجيبي
وتنتشر أنواع الفقع (الكمأ) في جميع أنحاء العالم ، حيث تنتشر في أوروبا وخاصة فرنسا وإسبانيا، وذلك في الشام وفي شمال السعودية والكويت والعراق.
طرق تناول الفقع
لا ينصح بتناول واستهلاك وأكل الفقع أوأي فطر بطريقة مباشرة (نيئا) دون طبخ أو سلق لأن في ذلك خطورة، حيث يساهم في مشاكل هضمية مثل التسبب في عسر الهضم، وعموما يجب على من يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي عدم الحرص على تناول الكمأة، لأن ذلك سوف يزيد من المشاكل.
ومن أفضل الطرق المناسبة لأكل واستهلاك الفقع هو عمل شوربة منه، حيث يتم تقشير الكمأة أو غسلها جيدا ثم تقطع وتصنع منها شوربة جيدة مفيدة، وقد يتم إعداد الكمأة عن طريق تقطيعها بعد غسلها وتنظيفها إلى قطع صغيرة، ويضاف لها بعض محسنات الطعم مثل الليمون والكمون وتغمر بالماء وتترك على النار حتى يتم نضجها، ويتم استهلاكها وتناولها مع بعض الأطباق مثل المكرونة أو الجريش أو الأرز.
وقد تفنن الفرنسيون في إعداد الفقع، حيث تم خلط الكمأة (الفقع) مع أكباد بعض الطيور مثل البط والإوز والدجاج وهذا الطبق يمد الجسم بالبروتين الحيواني والنباتي ويزيد بذلك معدل الحديد في الجسم فينصح به لمن يعانون من ارتفاع الكوليسترول لأن الكبد مادة غذائية غنية بالكوليسترول، ولقد استخدم البريطانيون طريقة للإستفادة من الفقع (الكمأة) عن طريق تصنيع أنواع جيدة من الجبن كما استخدم في إضافته للشوكولاته.
القيمة الغذائية للفقع
يحتوي الفقع على نسبة جيدة من البروتين تتراوح بين 18-25 % حسب النوع والصنف، وهذه الكمية تقترب من المصادر الحيوانية مثل الدجاج واللحوم لذلك فإن الفقع مصدر جيد للبروتين، وبالمقابل فإن نسبة الدهون (الزيوت) فيه تعتبر قليلة حيث يتراوح بين 2-4% فقط، لذلك لا يخشى من زيادة الدهون فيه مما يجعله سهل الهضم، وقد لوحظ أن هناك ميزة جيدة للفقع، حيث أنه يحتوى على نسبة جيدة من الألياف الغذائية التي نعلم أهميتها الغذائية في الصحة، حيث أنها تساهم في علاج الإمساك.
شفاء للعين
وللكمأة استعمالات طبية كثيرة مثل اضطراب الرؤية، إلا أن أهمها الدراسة الإكلينيكية التي أجريت على مرضى مصابين بالتراخوما في مراحلها المختلفة، مستخدمين ماء الكمأة في نصف المرضى والمضادات الحيوية في النصف الآخر، وقد استنتج أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرضى التراخوما، وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف. والتي تعتبر أهم مضاعفات الرمد الحبيبي، وتستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تقصفها وتشقق الشفتين، وتستعمل الكمأة بعد غسلها جيدا وتجفيفها وسحقها لتقوية النشاط الجنسي بشرط أن تغلى جيدا ولمدة لا تقل عن نصف ساعة.
________________________________
المرأة اليوم
ساحة النقاش