قد تشعر أنك بحاجة للجنس، لكن زوجتك لا تشاطرك نفس الشعور- أو العكس .. إذا كنت ممن يعاني هذه المشكلة فاقرأ المقال التالي:
كم ليلة بقيت صاحياً متعطشاً للجنس.. بينما زوجتك تغطّ في نوم عميق بجانبك على السرير – أو ربما كنت من الأزواج الذين لا يرغبون في الجنس أكثر من مرة في الأسبوع، بينما تتمنى زوجتك أن يكون تواتر لقاءاتكما الحميمية كل يومين أو ثلاثة..
وتعود إلى ذاكرتك أيام زواجكما الأولى عندما كان الجنس شغلكما الشاغل.. وتتساءل بينك وبين نفسك: ماذا طرأ على زواجكما؟ هل خمدت شعلة الرغبة والحب بينكما للأبد؟.
الجواب على الأغلب بالنفي، فأنت وزوجك تشكوان مما يدعوه الأخصائيون، عدم انسجام الرغبة الجنسية.. وإذا كنت خائفاً أن علاقتكما تسير نحو الأسوء (إذا قارنتها بأول عهدكما بالزواج) فأغلب الاحتمال أنكما لم تكونا (تركبان نفس الموجة) الجنسية منذ بداية زواجكما، ولكن حداثة اللقاءات الأولى وإثارتها وعنفوانها رفعت من مستوى الهرمونات الجنسية في جسميكما، مما غطى على الفروق الكامنة في شدة الرغبة الجنسية بينكما، ولكن، وبعد تلاشي بريق العواطف الجياشة الأولى مع مرور الزمن، عاد كل منكما إلى (طبيعته) من حيث اتصافه برغبة جنسية عالية، أو متوسطة أو خفيفة، علماً أن تصنيفه هذا قد طرأ عليه بعض التغير من وقت لآخر.
ما يستوجب معرفته بهذا الخصوص، أنه إذا كان هناك تباين في شدة الرغبة الجنسية بين الزوجين، فهذا يعتبر ضمن الفروق الطبيعية بين مزاجي الزوج والزوجة، وأنه يجب ألا يشكل مشكلة زواجية مستعصية أو سبباً لحدوث أزمة عائلية.
مع ذلك يستحسن على الزوجين تقدير أنه ثمة فرق في طبيعتيهما، وإلا ظن أحدهما أن سبب عدم اهتمام الآخر بالجنس اهتماماً كافياً ناتج عن خفوت شعلة الحب بينهما أو بداية كراهية أحدهما للآخر، كما قد يجعل الطرف الأقل تحمساً للجنس ينظر للعلاقة الزوجية الحميمية على أنها واجب ثقيل عليه القيام به رغم أنفه.. وكل هذا مما يزرع بذوراً للخلاف لا تحمد عقباها.
بماذا ينصح الزوجان كي لا يقعا في هذه المصيدة؟
أولاً على الزوجين أن ينحيّا جانباً الاعتقاد أنه من المتوقع أن يرغب كل من الزوجين بالعلاقة الحميمية في نفس الوقت.. فهذه الظاهرة لاتتحقق إلا في الأفلام السينمائية والروايات.. والواقع كما يقول الدكتور باري مكارثي من الجامعة الأميركية في واشنطن أن العلاقات الجنسية التي تقوم على رغبة حقيقية متزامنة من الزوجين معاً لا تتعدى 50% من مجموع اللقاءات الزوجية.. وفي النصف الباقي لابد أن يسعى أحد الطرفين ليقنع ويغري الآخر بالتقارب الجنسي.
ثم على الزوجين أن يفهما أن هناك اختلاف جذري بين تجاوب الرجل وتجاوب المرأة من الناحية الجنسية.. فإذا أثير الرجل جنسياً أصبح على استعداد للقيام بالعملية الجنسية بغض النظر عن أية ملابسات أخرى قد تكون قائمة.. أما بالنسبة للمرأة فالعامل العاطفي والدافع للعملية الجنسية يلعبان دوراً بأهمية التحريض العضوي الجنسي إن لم يكن أكثر أهمية.. فالمرأة لا تكون (مستعدة) للتقارب الجنسي ما لم تلتقي رغباتها الفكرية والعاطفية برغباتها الفيزيولوجية الجسمية.
ثم أن دور الشدة النفسية في الجنس يختلف كذلك بين الرجل والمرأة.. إذ بينما يبدد الجنس الشدة النفسية في أكثر الرجال.. تحتاج المرأة إلى حل أزماتها النفسية قبل أن تصبح قادرة على ممارسة الجنس.
والآن إذا كنتما زوجين متحابين متكافئين في معظم الأمور إلا في موضوع الرغبة الجنسية (أي إن كان أحدكما يرغب بزيادة اللقاءات الجنسية فيما بينكما)، فإليكما هذه النصائح:
- اعترفا بالفارق بينكما:
اقبلا حقيقة أن كثيراً من الأزواج لا يلتقيان في شدة الرغبة بالعلاقة الزوجية الحميمية، وبدون رفع أصبع الاتهام، اعملا معاً على تضييق الفارق بينكما قد المستطاع.. - جربا فعالية جديدة مشتركة:
ولا نعني هنا طرقاً جديدة للممارسة الجنسية، بل أية فعالية مجدية تحوز على إعجابكما وفضولكما.. مثلاً تعلما لغة جديدة معاً، أو خصصا وقتاً في العطل الأسبوعية للمشي في البرية أو لتسلق الجبال أو لتلقن هواية محببة.. فهذا من شأنه قدح زيادة هرمون العاطفة والانفعال – الدوبامين الذي هو نفسه المحرض على الإثارة الجنسية. - أكثرا من الملامسة والتقرب الجسمي:
فالمداعبة والإثارة الجسدية تؤديان إلى رضى واكتفاء جنسي لا يختلفان كثيراً عن المقاربة الجنسية، وقد ينتهيان بعمل جنسي حقيقي. - أعطيا نفسيكما الفرصة، حتى ولو لم تكونا على أتم استعداد:
فكثيراً ما يرغب أحد الزوجين فعلياً بالجنس بعد المباشرة ولو لم يكن متحمساً له في البدء (وهذا القول ينطبق خاصة على الزوجة).. لكن المهم أن يتم ذلك برضى الطرفين، وليس بالتهديد المبطن أو بإثارة الشعور بالذنب، كأن يقول الزوج: (إذا كنت تحبينني فسترضخين لرغبتي)!
وفي النهاية نؤكد أن لا أهمية لوجود فروق في شدة وتواتر الرغبة في المضاجعة بين الزوجين، لكن كل الأهمية تكمن في إرادة الطرفين أن يعملا معاً للتخفيف من حدة هذه الفروق.
ومع أن الأخصائيين يضعون الأرقام (الطبيعية) لمعدل اللقاءات الزوجية الجنسية بين لقاءين في الأسبوع إلى لقاءين في الشهر، فهم يؤكدون أن نوعية هذه اللقاءات أهم بكثير من عددها، وأنه إذا ما كان الزوجان راضيين عن بعضهما من الوجهة الجنسية، فليس ثمة مشكلة تحتاج لحل، حتى لو كانت رغباتهما الجنسية متباينة.
___________________________
مجلة طبيبك
ساحة النقاش