من قصص الفرج بعد الشدة
زواج الفقير ، الدميم ، الضرير


يقول شاب : كان رجل من قرابتي من حفظة القرآن ، وكان قصيرا دميما وكفيف البصر. وكنا نحبه ونحن صغار ، أذكر في يوم من الأيام قال لي : يا ولدي "وكان عمري في ذاك الوقت ستة عشر سنة أو سبع عشر سنة"  لماذا لا تتزوج ؟ .

فقلت : حتى ييسر الله .. يعني الأمور المادية .  

قال : يا ولدي أصدق مع الله واقرع باب الله وأبشر بالفرج .

ثم قال لي : اجلس يا ولدي أحدثك بما جرى عليّ ، لقد عشت فقيراً ووالدي فقيراً وأمي فقيرة ونحن فقراء غاية الفقر ، وكنت منذ أن ولدت أعمى دميماً ( أي سيء الخِلْقة ) قصيراً فقيراً .. وكل الصفات التي تحبها النساء ليس مني فيها شيء .

 

يقول : فكنت مشتاقًا للزواج غاية الشوق ، ولكن إلى الله المشتكى حيث إنني بتلك الحال التي تحول بيني وبين الزواج ! ، فجئت إلى والدي ثم قلت : يا والدي إنني أريد الزواج ، فَضَحِك والدي وهو يريد مني بضحكه أن أيأس حتى لا تتعلق نفسي بالزواج !! ، ثم قال : هل أنت مجنون ؟! ، مَنِ الذي سيزوجك ...؟!!!

أولاً : أنك أعمى ، وثانياً : نحن فقراء.

الحقيقة أن والدي صدمني بجوابه وإلى الله المشتكي ... ولما بلغ عمري قرابةً أربع وعشرين أو خمس وعشرين ذهبت إلى والدتي أشكو لها الحال لعلها أن تنقل إلى والدي مرة أخرى وكدت أن أبكي عندها ، فإذا بها تقول: يا ولدي تتزوج أنت فاقد عقلك؟!!.. الزوجة من أين الدراهم وكما ترى نحن بحاجة في المعيشة ماذا نعمل وأهل الديون يطالبوننا صباح ومساء .

 

 

يقول: ليله من الليالي قلت أين أنا من ربي أرحم الراحمين أنكسر أمام أمي وأبي وهم عجزه لا يستطيعون شيئاً ولا أقرع باب حبيبي وإلهي القادر المقتدر يقول: صليت في آخر الليل كعادته فرفع يديه إلى الله  عز وجل ، يقول : فقلت إلهي يقول من جملة دعائي " إلهي يقولون : أنني فقير ، وأنت الذي أفقرتني ؛ ويقولون : أنني أعمى ، وأنت الذي أخذت بصري ؛ ويقولون : أنني دميم ، وأنت الذي خلقتنـي ؛ إلهي وسيدي ومولاي لا إله إلا أنت تعلم ما في نفسي من وازع إلى الزواج وليس لي حيلةٌ ولا سبيل .. اعتذرني أبي لعجزه وأمي لعجزها ، اللهم إنهم عاجزون ، وأنا أعذرهم لعجزهم ، وأنت الكريم الذي لا تعجز .. إلهي نظرةً من نظراتك يا أكرم من دُعي .. يا أرحم الراحمين .. قيَـِّض لي زواجاً مباركاً صالحاً طيباً عاجلاً تريح به قلبي وتجمع به شملي". أدعو وعيناي تبكيان ، وقلبي منكسر بين يدي الله .

قال جلَّ وعلا : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ } .[ النمل : 62 ]

 

يقول : ونعَسْت ونمت بعدها ، فلمَّا نمت رأيتُ في المنام أنني في مكانٍ حارٍّ كأنها لَهَبُ نارٍ ... يوبعد قليل ، فإذا بخيمةٍ نزلت عليّ من السماء ، خيمة لا نظير لها في جمالها وحسنها ، حتى نزَلَت فوقي ، وغطتني وحدَثَ معها من البرودة شيءٌ لا أستطيع أن أصفه من شدة ما فيه من الأنس ، حتى استيقظت من شدة البرد بعد الحر الشديد ، فاستيقظت وأنا مسرور بهذه الرؤيا .

 

من صباحه ذهَبَ إلى عالم من العلماء معبـِّرٍ للرؤيا ؛ فقال له : يا شيخ رأيتُ في النوم البارحة كذا وكذا ، قال الشيخ : يا ولدي أنت متزوج وإلاّ لم تتزوج ؟

فقال له : لا واللهِ ما تزوجت .

قال : لماذا لم تتزوج ؟! ، قال : واللهِ يا شيخ كما ترى واقعي رجل عاجز أعمى وفقير .. والأمور كذا وكذا .

 قال: يا ولدي البارحة هل طرقتَ بابَ ربِّك ؟!

يقول : فقلت : نعم لقد طرقتُ بابَ ربي وجزمت وعزمت .

فقال الشيخ : اذهب يا ولدي وانظر أطيبَ بنتٍ في خاطرك واخطبها، فإن الباب مفتوح لك ، خذ أطيب ما في نفسك ، ولا تذهب تتدانى وتقول : أنا أعمى سأبحث عن عمياء مثلي .. وإلا كذا وإلا كذا ، بل أنظر أطيب بنت فإن الباب مفتوح لك .

 

يقول : ففكرتُ في نفسي ، ولاَ واللهِ ما في نفسي مثل فلانة ، وهي معروفة عندهم بالجمال وطيب الأصل والأهل ، فجئت إلى والدي فقلت : لعلك تذهب يا والدي إليهم فتخطب لي منهم هذه البنت ، يقول : ففعل والدي معي أشد من الأولى حيث رفض رفضاً قاطعاً نظراً لظروفي الخـَلْقِية والمادية السيئة لاسيما وان من أريد أن أخطُبَها هي من أجملِ بناتِ البلد إن لم تكن هي الأجمل ! ، فذهبت بنفسي ، ودخلت على أهل البنت وسلمت عليهم ، يقول فقلت لوالدها : أنا أريد فلانة ، قال : تريد فلانة ؟! ، فقلت : نعم ، فقال : أهلاً واللهِ وسهلاً فيك يا ابنَ فُلاَنٍ ، ومرحباً فيك مِنْ حاملٍ للقرآن .. واللهِ يا ولدي لا نجِد أطيبَ منك ، لكن أرجو أن تقتنع البنت .

 

ثم ذهَبَ للبنت ودخل عليها وقال : يا بنتي فلانة .. هذا فلانٌ ، صحيحٌ أنه أعمى لكنه مفتِّحٌ بالقرآن .. معه كتاب الله عز وجل في صدره ، فإنْ رأيتِ زواجَه منكِ فتوكلي على الله . فقالت البنت : ليس بعدك شيء يا والدي ، توكلنا على الله .. وخلال أسبوع فقط يتزوجها بتوفيق الله وتيسيره ، والحمد لله رب العالمين .

منقولة من النت وذكر أن المصدر من كتابنا  17 قصة مؤثرة من واقع الحياة

 

طرفة : كانت امرأة عمران بن حطان من أجمل الناس وجها وكان هو من أقبح الناس وجها فقال لها يوما أنا وإياك في الجنة إن شاء الله تعالى فقالت له وكيف ذلك فقال لأني أعطيت مثلك فشكرت وأعطيت مثلي فصبرت والصابر والشاكر في الجنة.

 

اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ

  • Currently 142/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
47 تصويتات / 124 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2009 بواسطة moonksa

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,195,241