بقلم كارولين رزق
آخر الأبحاث في الصحة كشفت عن حالة جديدة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم الانتباه إليها في أول مراحلها. وهذه الحالة هي عندما يصاب المرء بجلطات في الساق وهي خطيرة ومميتة.
من هو الشخص الذي يمكن أن يصاب بهذه الجلطات؟
هناك العديد من العوامل التي تزيد من إمكانية حصول الجلطات، وهي:
أولها بطء سيلان الدم، ضرر يلحق الشرايين بعد تعرضها لكدمة، وعندما يكون الشخص في حالة يتجمد عنده الدم ويفرز عندئذٍ المزيد من جلطات الدم فتُغلق المجاري الدمية ولا يعود الدم يصل إلى أعضاء الجسد. وهذه الحالة يمكن أن تكون وراثية، فإذا كان شخص في العائلة أصيب بجلطة يجب الانتباه إلى إمكانية حصول ذلك مع الآخرين.
كشفت دراسة أجراها علماء روسيون أن جينات مسؤولة عن جلطة الدم التي تسد الشرايين، وعوامل أخرى هي الغذاء الذي يحتوي على السمن وارتفاع ضغط الدم.
والعامل الأخطر هو عدم الحراك أو الجلوس مطولاً. مثلاً عندما تجلسين مطولاً أمام شاشة الكومبيور في العمل ولا تحرّكين رجليك لمدة 14 ساعة، فتأتي الجلطة في الساق. أو عدنما تسافرين في الطائرة على مسافات طويلة أكثر من أربع ساعات. لذلك من الجيد أن تقفي وتتمشي قليلاً كلّ ساعة.
ومن ناحية أخرى، استنتج العلماء وجود علاقة بين التهاب الامعاء وبين جلطات الدم، غير أنهم أشاروا إلى أن هذا الاستنتاج لا يثبت أن التهاب الامعاء يتسبب في جلطات الدم، وإن كان هذا الاحتمال ليس مستبعدا تماما.
ما هو العلاج المناسب؟
إن العلاج الأنسب يأتي في تناول دواء لسيلان الدم كالهيبارين أو الكومادين التي تمنع من حصول جلطات دم جديدة وتساعد الجسد على تذويب الجلطات الموجودة.
وقد اكتشف علماء أستراليون أن لعاب الخفافيش المصاصة للدماء تفيد في حلحلة الجلطات. فلعاب هذه الحيوانات الموجودة في أمريكا الجنوبية يحتوى على أنزيم يساعد فرزه في سيران دم الفريسة ليستطيع الخفاش امتصاص دمها الذي يشكل غذاءه. وبعد تحليل اللعاب أستطاع العلماء فصل هذا الأنزيم وقاموا بحقنة في دماغ مجموعة من الفئران المخبرية مصابة بجلطة دماغية، فثبت بعد هذه التجارب أن انحلال الجلطة بهذه الطريقة فعالة أكثر مقارنة بالعقاقير التقليدية.
ما هي الحالة التي تؤدي إلى الوفاة؟
الوفاة يأتي عندما تتحرك هذه الجلطة من الساق نحو القلب فتسكر المجاري الدموية الأساسية فتمنع وصول الأكسيجين إلى الأعضاء وإلى القلب وإلى الرئتين.
ما هو الحل الأنسب لتفادي الجلطات الدموية؟
أنسب الحلول هي التوعية والوقاية. وهذه تتم بعد معرفة ما إذا كان الشخص معرض لاحتمال الإصابة بهذه الجلطات الدموية، فالكشف عن ذلك مسبقًا يساعد على تفادي حصول هذه الجلطات.
فلا تجلسي لمدة تفوق الساعة، تحركي، حركي ساقيك وكاحليك واشربي كوبًا من الماء. وطبعًا لا بدّ من الرياضة التي تساعد على عدم حصول الجلطات والتي تكون مفيدة للجسد بشكلٍ عام. ولكن إن لم يكن من سابق في العائلة وإن كنت شخصًا يتحرك، فلا داعي إلى القلق من الإصابة بجلطات دموية.
المصدر: موقع أنوثة
ساحة النقاش