بقلم زينب الحاج هشاشة العظام هو تعبير يطلق على نقص غير طبيعي وواضح في كثافة العظام، وتتغير مراحله مع تقدم العمر. العظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة إسفنجية ملأى بالمسامات الصغيرة. وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات ويكبر حجمها وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي يمكن أن تنكسر بسهولة. أكثر العظام عرضة للكسر لدى المصابين بهذا المرض هي عظام الورك، والفخذ، والساعد، والعمود الفقري. ويتعرض كل سنة العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لكسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، فيما آخرون يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال. ومخاطر الإصابة بهشاشة العظام لدى أي إنسان تتأثر بكمية الكتلة العظمية المتكونة إلى حين وصوله إلى ذروة كتلته العظمية، وكمية الكتلة العظمية تنقص مع تقدمنا في السن، فمخاطر الإصابة بهشاشة العظام تكون أعلى في الأشخاص المسنين. ولكن هناك عدة عوامل أخرى تؤثر بشكل جوهري على السرعة التي يفقد بها الإنسان كتلته العظمية. لدى النساء كتلة عظمية أقل من الرجال في نفس المرحلة من العمر. ولذلك فالنساء أكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة من الرجال. ولكن هناك سبب آخر أكثر أهمية يزيد من مخاطر إصابة النساء بهشاشة العظام في سن مبكرة جدا. إن هرمونات الأنوثة التي تقوم بتنظيم الدورة الشهرية لها أهمية كبيرة بالنسبة لعظامك. والهرمون الأهم من بين هذه الهرمونات، يسمى الإستروجين، وهو يساعد على تنظيم إنتاج البويضات أثناء سنوات الخصوبة لديك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإستروجين يعتبر عامل مخاطره أساسي لحدوث هشاشة العظام. فعندما تكونين صحيحة البنية متعافية، فإنك تستمرين في إنتاج الإستروجين طوال فترة الخصوبة في حياتك، إلى أن تصلي إلى سن الإياس (اليأس). وبعد ذلك ، يبدأ إنتاج الإستروجين بالتوقف تدريجيا لديك، ونظرا لغياب المادة التي كانت توفر الحماية لهيكلك العظمي، فإنك تبدئين بفقدان المادة العظمية أسرع من ذي قبل. ولهذا السبب فإن النساء بعد سن الإياس أكثر عرضة لحدوث هشاشة العظام من النساء اللواتي لا زالت لديهن الدورة الشهرية. ومن بين النساء الأكثر عرضةً للإصابة بهشاشة العظام هن اللواتي يحدث لديهن الإياس في سنٍ مبكرة من حياتهن. فبدلا من حلول الإياس في الخمسينات من العمر، بعض النساء يصلن الإياس في أوائل الأربعينات من العمر أو حتى في الثلاثينات. أما النساء اللواتي تجرى لهن عملية استئصال الرحم والمبيض، فهم أيضاً عرضةً للإصابة بهذا المرض فهن يفقدن القدرة على إنتاج الإستروجين. ومن أسباب الإصابة بمرض ترقق العظام عامل الوراثة، التقدم بالعمر، انقطاع الطمث (الدورة الشهرية) في سن مبكرة قبل الخامسة والأربعين، الحمل أكثر من ثلاث مرات على التوالي، عدم الإرضاع مطلقا أو الإرضاع لمدة تزيد عن ستة أشهر، النحافة أو البنية الرقيقة. ويمكن أن يتسبب قلة تناول الكالسيوم بالإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة والتدخين، وتناول المشروبات الكحول والقهوة بكميات كبيرة والأطعمة الغنية بالألياف بكميات كبيرة، وكذلك التعرض لأشعة الشمس. اتخاذ بعض الخطوات يمكن أن يقلل من مخاطر التعرض لهشاشة العظام. فالوقت لا يكون أبداً مبكراً جداً، ولا متأخراً جداً. تحدثي مع طبيبك حول هشاشة العظام وناقشي معه جميع النقاط المتعلقة بالموضوع. أول الخطوات التي يجب اتخاذها هي إيقاف التدخين والإمتناع عن شرب المشروبات الكحولية. ثم يجب اختيار التمارين الرياضية المناسبة لك لمزاولتها بانتظام. يجب الإنتباه دائماً إلى الطعام الذي تتناولينه، فكمية الكالسيوم التي تحصلين عليها في طعامك مهمة جداً. فنقص الكالسيوم في طعامك يعني أنك تحرمين عظامك من المعدن الأساسي الذي تحتاجه لتظل قوية. أما إذا كنت متقدمة في السن فالفيتامين د يكون أيضاً في منتهى الأهمية، وأنت تحصلين عليه من الشمس. لا تنسي أبداً استشارة طبيبك والاستعلام عن هذا المرض كي تتخذي جميع الاحتياطات اللازمة من أجل المحافظة على سلامتك. المصدر: موقع أنوثة
نشرت فى 30 مايو 2009
بواسطة moonksa
عدد زيارات الموقع
1,192,190
ساحة النقاش