هل يبتعد عنك الناس مسافة معينة عندما تبدأ في الحديث معهم؟! هل هذا يثير إحراجك وتبحث عن أسبابه؟ هل لفت نظر أحد أصدقائك المقرَّبين أن رائحة فمك غير مُستحبة، ولاتدري كيف تتعامل مع ذلك؟! إنه مأزق محرج حقًا، ولكن لكل داءٍ دواء، فلا تقلق وكن معنا لتتعرف على الطريقة التي تخلصك من هذا المأزق المُحرج بعد أن تتعرف على أسبابه، وكيفية التخلص منه.

من أين تأتي الرائحة الكريهة؟

لكل شيء قطعًا أسبابه، وقد يكون أسلوب تغذيتك وطريقة تنظيفك لأسنانك أو بعض الأمراض سببًا لظهور الرائحة غير المستحبة لفمك، مما يجعل البكتيريا تتراكم في جميع أجزاء الفم وهو السبب الأهم والأكثر شيوعًا، وهذه البكتيريا اللاهوائية ومنتجاتها تظهر على شكل غشاءٍ أبيض رمادي على مؤخرة اللسان يمكنك رؤيته بالمرآة.
وهناك أسباب أخرى تتمثل في: الاضطرابات الهضمية، التدخين، كثرة البروتينات، جفاف الفم، إلى جانب أن بعض روائح الطعام مثل البصل والثوم يتخلص منها الجسم عن طريق الرئتين مسببة رائحة كريهة للفم لمدة مؤقتة.

أمراض قد تكون السبب

هناك بعض الأمراض يكون ظهورها مؤشرًا لرائحة الفم الكريهة، مثل الإصابة بأمراض اللثة والتي تنجم عن عدم اتّباع إرشادات نظافة الأسنان وتراكم البلاك على الأسنان مما يهيُّج اللثة عندما تفرز بكتيريا البلاك بقاياها. كذلك قد يؤدي التعرض لبعض الوعكات الصحية أو الإصابة بأمراض معينة خارج الفم إلى الرائحة الكريهة للفم مثل: (التهابات الجهاز النفسي، التهاب الجيوب الأنفية المزمنة، مرض السكر، مشكلات الكبد أو الكُلى)، وهذه الأمراض يقوم بتشخيصها الطبيب المعالج، وبزوال هذه الأمراض يتخلص الفم من الرائحة الكريهة.

اللسان متهم 

ويعد لسانك متهمًا في إحداث تغير رائحة فمك إلى الرائحة الكريهة لتراكم البكتيريا اللاهوائية عليه، والتي تبدأ بمؤخرة اللسان ليمتد انتشارها في جميع أجزاء الفم، حيث يحتوي سطح اللسان على العديد من التشققات يدخل بها بعض بقايا الطعام، وتعد مصدرًا لمادة الكبريت المسببة لتلك الرائحة، ولايستطيع اللعاب وحده تنظيفها.    

الريجيم أيضًا متهم 

وإذا كنت من الذين يتبعون نظامًا غذائيًا لإنقاص وزنك، فيعتبر الريجيم أو الحمية أحد الأسباب وراء إحداث الروائح الكريهة للفم.

عادات سيئة نفعلها جميعًا

هناك العديد من العادات التي نقوم بها يوميًّا بفعل العادة والكسل واللامبالاة وعدم إدراك أهمية الصحة والمتابعة الدورية سواء لطبيب الأسنان أو غيره، ومن هذه العادات:

• اهتمامك بغسل أسنانك بالفرشاة صباحًا وإهمال ذلك مساءً، مع أن غسل الأسنان بالفرشاة مساءً يقي الأسنان والفم من تراكم البكتيريا ومَبيتها في الفم ومن ثم تتكاثر وتنتشر؛ لأنك لم تتخلص من بقايا الطعام قبل النوم وكأنك تقول لها تفضلي وجبة العشاء.
• عدم معرفة الطريقة الصحيحة لغسل الأسنان، مما يعني عدم نظافتها تمامًا.
• الاعتياد على شرب الشاي الأسود والقهوة، والتي تترك آثارها السيئة على الفم فتتحول رائحته إلى الأسوأ، ولون الأسنان إلى اللون الأصفر غير المُحبب، وبصفة خاصة إذا لم تهتم بتنظيف أسنانك بعد تناول هذه المشروبات. ويجب أن تبدأ تدريجيًا في التخلص من هذه العادات السيئة والعمل على تصحيحها. 

وصايا لتجنب الرائحة الكريهة للفم

قد تكون المسألة بالنسبة لك محرجة ومقلقة ولكن أُطَمْئنك، فإن الأمر يمكن السيطرة عليه، والرائحة الكريهة لن تدوم فهي مسألة مؤقتة تزول بزوال الأسباب، وإلى حين ذلك عليك اتخاذ تدابيرك بعد النظر في الوصايا التالية:

• اغسل أسنانك ولسانك بعد كل وجبة، واستبدل فرشاة الأسنان الخاصة بك كل شهر وذلك لمنع تكاثر البكتيريا بها، واحرص على وضعها في ماء الأكسجين أو مستخلص بذور الجريبفروت لقتل الميكروبات. ويُفضل أيضًا أن تكون فرشاة الأسنان جافة عند استخدامها لتتخلص بطريقة أفضل من الجير وما يتراكم على الأسنان.  
• استخدم غسول الفم الغنى بالكلوروفيل يوميًا، واحرص على استخدام خيط الأسنان لتنظيفها عقب كل وجبة. ويمكنك استخدام السواك وخلة الأسنان بعد كل وجبة لتطهير الفم والوقاية من أمراض اللثة، واجعلها عاداتك اليومية وانصح بها صغارك.
• فتش عن الديدان واستخدم الأدوية التى تخلصك منها ويمكن تناول عقار (المترونيدازول، أو (الفلاجيل) من آنٍ لآخر لقتل الطفيليات والبكتيريا الضارة التى تغير رائحة الفم، وكذلك أدوية علاج الدودة الدبوسية والإسكارس (مبيندازول).
• تناول 50 % من طعامك على الأقل يوميًا دون طهي، تجنبًا لتأثير الأطعمة والمشروبات والمتراكم تأثيرها يومًا بعد يوم، فتعطي لجهازك الهضمي فرصة للتخلص من نفاياته المسببة للمشكلة.
•   تجنب الأطعمة المتبّلة التى قد تعلق رائحتها بالفم لساعات مثل: البصل والثوم والبسطرمة والأنشوجا وجبن الركفورد وغيرها من المأكولات التي تصدر روائح قد تستمر ليوم كامل.    
• عليك بالصيام لتنظيف جوفك، مع استخدام عصير الليمون الطازج والماء لإزالة السموم من الجسم.
• عليك بشرب كوب ماء دافئ مضافًا إليه عسل النحل صباحًا؛ ليخلصك من فضلات الجسم العالقة بجدار الأمعاء.
• الإمساك والديدان والطفيليات قد تكون السبب في رائحة فمك الكريهة. 
• تناول كوب أو كوبين من الماء النقي على الريق صباحًا، وواظب على مضغ الخضراوات الطازجة الغنية بالكلوروفيل، وهى الخضراوات الورقية كالسبانخ والجرجير وغيرها.
• امضغ عدة أعواد من البقدونس، وخاصة بعد الأكل.
• عليك باستبدال الشاي الأسود بمشروبات جديدة كالنعناع وإكليل الجبل والمريمية لتطهير رائحة النفس.
• تناول من 3 إلى 4 أكواب من الشاي الأخضر يوميًا.
• لا تسمح للميكروبات بالمبيت بفمك، وقم بطردها فورًا بغسل أسنانك قبل النوم.

تجنب الإصابة بعسر الهضم، وذلك باتباع عدة أمور هي:

1. تجنب الأطعمة المقليّة واللحوم الدسمة صعبة الهضم. 
2. مضغ الطعام جيدًا ولا تتناول طعامًا على طعام حتى تفرغ معدتك تمامًا.
3. تجنب النوم بعد تناول الطعام مباشرة؛ لأن ذلك يقلل من حركة المعدة مما يعني الدخول في مشكلة عسر الهضم.
4. تجنب القيام بمجهود كبير بعد تناول الطعام لإعطاء المعدة فرصة للهضم السليم.

إذا لم تفلح هذه الخطوات فعليك باللجوء إلى الطبيب، فقد تكون هناك أسباب مرضية يجب معالجتها أولاً.

وأخيرًا تذكر أن...

 إرادتك تلعب دورًا هامًا في تغيير عاداتك المُضرة وتحويلها إلى عادات صحية، مما يعني التمتع بجسد سليم وحياة سعيدة.