العمل عن طريق الإنترنت حقيقة وليس خيالاً، وعلى الرغم من أن الكثير من عمليات النصب تتم تحت ذلك المسمى إلا أن هناك آلاف التجارب الناجحة لأشخاص حصلوا على وظائف مؤقتة أو ثابتة عن طريق الانترنت وحصلوا على عائد مادي مجزي.سنتعرف سوياً في هذا المقال على كيفية تحديد مجالات عملك على الإنترنت، وهذا يتم بالأساس عن طريق تحديد مهاراتك وقدراتك على التعامل مع الإنترنت.
هل يحتاج العمل على الانترنت إلى مهارات مخصوصة؟
قد لا تصدق ذلك لكن بحثك ووصولك لقراءة هذا المقال الآن تعتبر في حد ذاتها مهارة!
هناك العديد من رجال الأعمال في العالم الذين يمنعهم ضيق وقتهم من القيام ببعض المهام التي نعتبرها كمستخدمين هواة للإنترنت تافهة ولا قيمة لها، وإليك أمثلة واقعية لمتطلبات بعض رجال الأعمال التي ينشرونها على مواقع التوظيف على الانترنت:
"أرغب في شخص يدخل على بريدي الالكتروني يوميًا لمدة شهر، ويقوم بفتح رسائل العملاء ونسخ عناوينهم إلى ملف إكسيل (Excel) وطلباتهم إلى ملف وورد (Word) وإرسالها لي في نهاية كل أسبوع. يصلني في الغالب ما بين 100-200 طلب كل أسبوع. ميزانيتي لهذا المشروع هي 20 دولار."
لو دققت في هذا الإعلان، ستجد أن المطلوب هو شخص يملك المهارات الآتية:
- التعامل مع البريد الألكتروني.
- التعامل مع الإكسيل.
- التعامل مع الوورد.
وهي المهارات التي يمتلكها الآلاف من مستخدمي الإنترنت في العالم نظرًا للاستخدام اليومي العادي، وكما ترى يمكن أن تجني 20 دولار بمجرد نسخ ولصق بعض المعلومات!
وإليك مثالاً آخر:
"عندي موقع به روابط لفيديوهات (Youtube) وأحتاج لمن يجربها كلها ليتأكد من أنها تعمل. لدي حوالي 500 فيديو وأحتاج لشخص سريع لينجز لي تلك المهمة في أسرع وقت." وكما تلاحظ، يحتاج هذا المشروع لمهارة واحدة فقط، وهي التصفح الذي تفعله الآن!
لماذا سيرغب أصحاب المشاريع في توظيفيك أنت بالذات؟
سؤال مهم.. نظرًا للأزمة الاقتصادية الحالية، لجأ العديد من رجال الأعمال في الغرب لمبدأ "تصدير المشاريع" أو (Outsourcing)، وهذا المبدأ يقوم على أساس إعطاء عرض المشاريع المطلوبة على مواقع الأعمال الحرة أو (freelancing) وتلقّي العروض من مختلف أنحاء العالم، وهذا له فوائد عديدة منها:
- العروض التي يقدمها شباب الدول النامية والفقيرة تكون أرخص بكثير من مماثليهم في الدول الغنية، وذلك لأن قيمة الدولار في تلك الدول تكون أكثر بكثير. فمثلاً، الدولار الأمريكي يساوي خمسة جنيهات مصرية ونصف.. هذا معناه أن المشروع الذي يمكن أن يفعله الأمريكي بخمسين دولار (وهي مثل 50 جنيهًا بالنسبة له) يمكن أن يقوم به المصري بعشرة دولارات فقط، تلك العشرة دولارات تساوي ربحًا جيدًا جدًا للمصري وصفقة مربحة جدًا للعميل.
- تلقي العروض من مختلف أنحاء العالم يعطي فرصة أكبر للتنافس من ناحية السعر والخبرة والمهارة بدلاً من أن يحصر رجل الأعمال الغربي نفسه في خيارات بلده فقط.
- الوقت = المال لدى الغربيين، وبالتالي يسعى أي رجل أعمال ناجح للتركيز في المشاريع التي تتطلب خبرته الشخصية ويبحث دائمًا عمن يعطي له المهام الروتينية أو التي تحتاج وقتًا ومهارة لا يملكها في إنجازها في وقت قياسي.
ما هي المجالات المتاحة للعمل عن طريق الانترنت؟
هناك ما يقرب من 175 مجالاً للعمل عن طريق الانترنت، من أهمها:
- البرمجة: وهي أكثر المجالات شيوعاً على الإطلاق، وتشمل كل لغات البرمجة التي يدرسها طلبة الهندسة أو محبي البرمجة. يجدر القول بأن كل لغات البرمجة تقريبًا قابلة للتعلم الذاتي عن طريق ال (Tutorials)، وهي بمثابة دروس مدعمة بالصور والفيديو لتعليم كل لغة برمجة خطوة بخطوة ويمكن إيجادها بسهولة عن طريق محركات البحث مثل (Google) وغيرها.
- التصميم: ويشمل تصميم المواقع وال (logos) وال (banners) والمطبوعات مثل ال (brochures) وال (posters) وغيرها.
- الكتابة: أغلب مشاريع الكتابة تحتاج إلى لغة إنجليزية قوية، ومع ذلك فإن هناك العديد من مشاريع الكتابة التي تتم بلغات أخرى. يمكنك إيجاد مشاريع تتعلق بكتابة محتويات وصفحات المواقع والمدونات أو كتابة مقالات أو إعادة صياغتها، بالإضافة للكتب الالكترونية (e-books) والكتابة التقنية (business writing) وغيرها.
- الترجمة: وهو مجال رائع لمن يتقنون أكثر من لغة، كما أن هناك مشاريع تتطلب فقط مراجعة دقة الترجمة وليس ترجمة النص بأكمله.
- المساعد الافتراضي (virtual assistance): وهي وظيفة تماثل المساعد الشخصي الحقيقي ولكن عن طريق الانترنت، يقوم الشخص من خلالها ببعض المهام التي يوكلها إليه صاحب العمل مثل متابعة بريده الالكتروني أو موقعه أو القيام بحجز تذاكر رحلات له وخلافه.
- إدخال البيانات: وهي من أسهل الوظائف ولكن أكثرها احتياجًا للوقت والصبر، ويفيد فيها كثيرًا أن تكون من سريعي الكتابة على لوحة المفاتيح.
كيف أحدد المجالاتي التي أعمل بها؟
ببساطة، أمسك ورقة وقلم (أو أفتح برنامج ال (word) وهو الأسهل!) وابدأ بكتابة الأنشطة التي مارستها في كل فترة من حياتك (ولنفترض أنك حاليًا في الجامعة)... ابدأ بالمدرسة ماذا كانت أنشطتك وقتها؟
- كنت أكتب في مجلة المدرسة بالعربية والأنجليزية و استمرت هواية الكتابة معي حتى الجامعة، معنى ذلك أن لديك خبرة لا بأس بها في الكتابة بمجالاتها المختلفة.
- كنت أقوم بتصميم مجلة الفصل: معنى ذلك أن لديك نظرة فنية في التصميم، لو تعلمت مبادئ برنامج مثل الفوتوشوب ستكون أمامك فرص لا حصر لها في التصميم.
- كنت أشارك في إذاعة المدرسة: معنى ذلك أن لديك موهبة الإلقاء، فلو كان لديك ميكروفون موصل بالكمبيوتر يمكنك أن تقو بالوظائف التي تحتاج للأداء الصوتي مثل الأفلام والرسائل المسجلة.
- كنت أمارس لعبة رياضية وتفوقت فيها: معنى ذلك أن لديك خبرة معرفية برياضة معينة تمكنك من كتابة مقال عنها أو البحث عن معلومات عنها بسهولة.
- كنت أحب (ولا تضحك من فضلك) الطهي: معنى ذلك أن بإمكانك العمل في كتابة الوصفات الشهية والبحث عنها!
والآن مع الجامعة:
- أجيد التعامل مع الويندوز والوورد وجوجل نظرًا لما يُطلب مني في الكلية من أبحاث معنى ذلك أنه يمكنك العمل في أي وظيفة إدخال بيانات أو تنسيق أو بحث.
- تعلمت الفوتوشوب من خلال نشاط قمت فيه ببعض التصميمات معنى ذلك أن أمامك فرصة رائعة نظرًا لأن لديك الخبرة وفي نفس الوقت نماذج لأعمالك يمكن عرضها على العملاء.
- عندي بعض الخبرة في التسويق أكتسبتها من دراستي التجارية ومن تدريب صيفي معنى ذلك أنه يمكنك الدخول لمجال التسويق الإلكتروني بسهولة.
- لدي لغة إنجليزية أو فرنسية أو ألمانية ممتازة نظرًا لدراستي في جامعة أجنبية معنى ذلك أن مجالات الترجمة والكتابة باللغات الأجنبية مفتوحة أمامك حتى لو لم تكن دراستك متخصصة في مجال اللغات.
- أدرس في القطاع الطبي (طب أو أسنان أو صيدلة) وأستطيع فهم العديد من المصطلحات العلمية معنى ذلك أنك تستطيع قراءة وفهم – وربما كتابة ومراجعة الأبحاث العلمية ونظم المراجع وغيرها.
- أدرس في القطاع الهندسي (هندسة أو نظم معلومات) وأجيد العديد من لغات البرمجة معنى ذلك أنه يمكنك التركيز وتنمية معرفتك بلغة أو أكثر من لغات البرمجة التي يكثر الطلب عليها في المشاريع (وهي من أكثر المجالات المربحة).
وفي النهاية، تذكر دائمًا أنه لا يوجد شخص بلا مهارت.هناك شخص فى داخلك بمهارات لم تكتشف بعد !
ساحة النقاش