أكد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق ، أنه سيسعى خلال زيارته التي تبدأ غدا للمملكة إلى عمل مشترك مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل تطوير الأوضاع في العالم الإسلامي ، ومن أجل تحسين صورة الإسلام في العالم الغربي، وتصحيح الفهم الخاطئ عن الإسلام.
ويؤكد عبدالرزاق في حوار مع "الوطن" أن مثل هذا لن يتم إلا عبر تشكيل جبهة مشتركة مع المملكة و"نثبت للحكومات والمجتمعات الغربية إلى أي حد نستطيع أن نفعل من خلال المصادر التي نمتلكها".
وتحدث عبد الرزاق بإسهاب عن تجربة بلاده الاقتصادية ، مؤكدا أن بلاده تصدر تلك التجربة إلى العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وإن أقر بدور ماليزيا في قضايا مسلمي الفلبين وتايلاند " لأسباب إسلامية، وبطلب رسمي، خاصة من حكومة تايلاند" ، مشددا على أهمية امتلاك المعرفة وتأسيس قطاع مالي قائم على المنهـج الإسلامي مثل البنوك الإسلامية وتصنيع الطعام الحلال".



مع أن رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق، يوثر الكلام عن ماليزيا وتجربتها الاقتصادية الفذة، إلا أن للهم الإسلامي مساحة واسعة في تفكيره وممارسته. وفي زيارته اليوم للمملكة يسعى إلى عمل مشترك مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل تطوير الأوضاع في العالم الإسلامي من أجل تحسين صورة الأمة الإسلامية في العالم الغربي وتصحيح الفهم الخاطئ عن الإسلام والأمة، ولحل بعض المشكلات التي تمثل عائقاً لتطور العلاقات مع العالم.
ويؤكد عبدالرزاق في حوار مع "الوطن" أن مثل هذا لن يتم إلا عبر تشكيل جبهة مشتركة مع المملكة و"نثبت للحكومات والمجتمعات الغربية إلى أي حد نستطيع أن نفعل من خلال المصادر التي نمتلكها".
ويقر رئيس الوزراء الماليزي أن تجربة بلاده الاقتصادية تسمح لها بأن تصدر فقط تلك التجربة إلى العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وإن كان يقر بأن بلاده لعبت دوراً "في الفلبين وتايلاند لأسباب إسلامية"، وبطلب رسمي، خاصة من حكومة تايلاند.
وفي الإطار المعرفي يؤكد عبدالرزاق أن "علينا أن نؤسس آليات متنوعة لمساعدة الأمة، وخاصة في مجال امتلاك المعرفة وتأسيس قطاع مالي قائم على المنهج الإسلامي مثل البنوك الإسلامية وتصنيع الطعام الحلال".
وأكد أن هذه المسألة ستكون مدار نقاش مع الملك عبدالله، وخاصة ما يمكن فعله من أجل تدفق المزيد من استثمار رأس المال في ماليزيا.
وأعاد رئيس وزراء ماليزيا في حديثه أسباب خلو بلاده من الإرهاب لأمور ثلاثة:
ـ الإدارة الجيدة في مجال مكافحة الإرهاب لفعالية الشرطة والجيش.
ـ قانون الأمن الداخلي الذي يسمح باعتقال أي شخص إلى أجل غير مسمى (وهذا قليلاً ما استخدم).
ـ تطوير معرفة الناس للمعنى الحقيقي للإسلام عبر النظام التعليمي القائم على الاعتدال، وخطب الجمعة والنظم التشريعية الأمر الذي جعل الشعب طرفاً في المعادلة ولمعرفة أنه ليس هناك ثقافة للعنف في الإسلام.
عندما وصلت اليوم كان معي في الطائرة كثير من الحجاج الماليزيين القادمين من المملكة ، هل استمعت منهم إلى انطباعاتهم عن الحج لهذا العام ؟
نعم.. الحجاج الماليزيون الذين عادوا من المملكة كانوا مبهورين جداً.. إنهم يشعرون بامتنان وتقدير لما شهدوه في السعودية وطبقا لانطباعاتهم فإنهم ممنونون لما لقوه من حكومة المملكة العربية السعودية ويقدرون ويمتدحون التطورات والتحسينات العظيمة التي قام بها جلالته سواء في مكة أو منى.. إنهم مبهورون بالتطورات التي شهدتها المناطق المحيطة بالكعبة سواء فيما يتعلق بالسكن والمعيشة أوأداء المشاعر.
إضافة إلى التطورات التي شاهدتها مشاعر الإحرام مثل " المسعى " والذي أصبح أوسع ويتكون الآن من طابقين وكذلك "جسر الجمرات" حيث يقومون برمي الجمرات بسهولة . كما أن التحرك إلى عرفات ومنى أصبح أكثر سهولة بدرجة كبيرة الآن عما كان عليه منذ عامين وهو ما ساعد الحجاج علي شعائر الحج.
وأود أن أعرب عن امتناننا لجلالة الملك عبدالله لما قام به ليس فقط من أجل الحجاج ولكن من أجل الأماكن الدينية المقدسة عند كل مسلم وكذلك توفير سبل أكبر ملاءمة للحجاج،إنه زعيم نُجلّه في ماليزيا لإخلاص جلالته ودأبه من أجل توفير الوسائل الملائمة لكل الحجاج.

العلاقات المشتركة

هذا يأخدنا إلى السؤال الثاني وهو الذي يتعلق بالعمل السعودي الماليزي المشترك بوصفهما أكـبر الـدول في الأمة الإسلامية اقتصاداً.. إنكم تشاركون المملكة في منظمة المؤتمر الإسلامي وهناك تصور في كلا البلدين بضرورة العمل الإسلامي المشـترك.. لكـن بعد المؤتمر(القمة الاسلامية) الذي عقد في مكة لم نر الكثير، كيف يمكن للمملكة العربية السعودية وماليزيا أن تعملا معاً في تحسين العلاقات ليس فقط بين البلدين – لأنهما بالفعل يعملان ذلك – ولكن من أجل تحسين العلاقات بين جميع بلدان الأمة الإسلامية ؟
لقد كان لي مناقشات جيدة وقوية مع الملك عبدالله في جدة ولدينا علاقات قوية مع المملكة العربية السعودية ومع الملك عبدالله، ومن الواضح أن كلاً من الحكومة السعودية والحكومة الماليزية تفضلان العمل المشترك من أجل تطوير الأوضاع في العالم الإسلامي وتحسين صورة الأمة الإسلامية .. من المهم بالنسبة لنا أن نحسن انطباع العالم -وأعني العالم الغربي- عن الأمة الإسلامية.. علينا أن نصحح الفهم الخاطئ عن الأمة.
ومن هنا جاء إطلاق الملك عبدالله مبادرته للحوار من أجل أن يكون هناك حوار أكبر بين الحضارات ومن أجل توصيل المعنى الحقيقي للإسلام.
الغالبية العظمى من المسلمين يريدون أن يكونوا طرفاً في حوار مفتوح مع بقية العالم بما في ذلك العالم غير الإسلامي.. الأمر الثاني هو محاولة حل بعض المشكلات التي تمثل عائقاً لتطور العلاقات مع العالم ،وهذا ليس أمراً سهلاً لأن بعض المشكلات مستمرة منذ فترة طويلة مثل مشكلة عملية السلام في الشرق الأوسط على سبيل المثال .. وعلينا أن نصنع معاً جبهة مشتركة وأن نسير على النسق السائد " نعم نستطيع أن نفعل ".. وان نثبت للحكومات والمجتمعات الغربية إلى أي حد أننا نستطيع أن نفعل من خلال المصادر التي نمتلكها.
وعلينا أن نؤسس آليات متنوعة لمساعدة الأمة وخاصة في مجال امتلاك المعرفة وتأسيس قطاع مالي قائم على المنهج الإسلامي مثل البنوك الإسلامية وتصنيع الطعام الحلال .. وكذلك بالنسبة للتعليم وبالتالي كلما قمنا بفعل المزيد من أجل زيادة القاعدة الاقتصادية والمعرفية كلما نجحنا في جهدنا نحو وحدة الأمة.. واعتقد أنه ستكون لدينا قدرة على التعامل مع بقية العالم.
ستزور المملكة العربية السعودية مرة أخرى قريباً ما هي الأشياء الجديدة التي تنوي التركيز عليها؟
بالطبع سنواصل مناقشاتنا مع الملك عبدالله وأود أن أؤكد على ما يمكننا فعله وهناك تركيز كبير في أجندتنا حول ما يمكن عمله من أجل تدفق مزيد من استثمار رأس المال في ماليزيا كما أود التعرف على رؤية جلالته حول ما يمكننا عمله في ما يتعلق بدعم الأمة والتعرف على اقتراحات جلالته من أجل مواصلة مساعينا للتذكير بالمغزى الحقيقي للإسلام .
تتحدث عن تدفق رأس المال من المملكة العربية السعودية إلى ماليزيا ولكننا نريد تدفقاً متبادلاً، هل الأرقام الحالية مرضية أم أنني اعتقد أنك تتحدث عن مزيد من هذا التدفق ؟
اعتقد أننا نستطيع تحسين ذلك واعتقد أن أفق تحقيق ذلك عظيمة ونحن نشترك في قارة واحدة ولدينا برنامج إصلاحي مالي وإداري قوي في ماليزيا ونستطيع أن نحدد بعض الفرص التي يمكن توفيرها للسعوديين في ماليزيا ونريد أيضاً أن نرى مزيداً من السائحين السعوديين الذين يزورون ماليزيا ونأمل أن يزداد عدد السائحين السعوديين في ماليزيا لأنني اعتقد أن هذا سيساعد على دعم العلاقات بين الشعبين بعضهم البعض .

المشروعات الماليزية
في السعودية

ما هي المجالات التي تريدون الاستثمار بها في المملكة العربية السعودية؟
هناك مشروع تنفيذ محطة الشعيبة لتحليه المياه المالحة وتوليد الطاقة الكهربائية أكبر المشاريع الاستثمارية الماليزية في السعودية والذي استكملت بصورة مرضية تماماً، خاصة وأن شركة الكهرباء الماليزية (تناجا) مهتمة بالاستثمار في قطاع الماء والكهرباء في السعودية. وهناك مشروعات ماليزية في طريقها لأن تتم في مدينة جازان الاقتصادية. حيث إن هناك استثماراً لشركة" إم.إم. سي"- مؤسسة التعدين الماليزية- في مدينة جازان الاقتصادية. وهناك أيضاً استثمارات ماليزية في قطاع المعلومات وتقنية الاتصالات في المملكة العربية السعودية بما في ذلك إدارة التقنيات التي تتعلق بتطوير التقنيات المعلوماتية في المستشفيات. وهو ما تقوم به شركات ماليزية. وما زلنا نتطلع إلى مزيد من الاستثمارات الماليزية في المملكة العربية السعودية والتي يمكن تحقيقها في المستقبل القريب.
تحت قيادتكم أصبحت ماليزيا من البلدان التي يتم التوجه إليها بصورة أكبر من الناحية الاقتصادية هل يمكن أن تخبر قطاع الأعمال بالسعودية بالأسباب التي تدعوهم إلى أن يأتوا إلى ماليزيا أو بمعنى آخر لماذا ينبغي عليهم أن يأتوا إلي ماليزيا وما هو الجديد الذي قمتم بفعله من أجلهم ؟
حسناً يمكنهم الدخول في مشروعات تتعلق بالطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية وهناك أيضا مشروعات توليد الطاقة والتكنولوجيا الخضراء إضافة إلى مجالات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات المالية الإسلامية.وقواعد البيانات وكلها مشروعات جديدة وهامة بالنسبة لنا.. هناك أيضا استثمارات في مجالات الطعام الحلال ومجالات البنوك الإسلامية حيث إننا نسعى إلى تطوير أنظمة البنوك الإسلامية وتقوية النظام المالي الإسلامي ومجالات إدارة الأصول الإسلامية .
لماذا تركز على نظام البنوك الإسلامية ؟
اعتقد أن هذا هو ما نسعى إليه ونحن نحث البلد على السير في مسار تقوية النظام المالي الإسلامي كما أن لدينا مركزاً تدريبياً متصلاً ببنك نيجارا . ووجدنا أن نمو نظام البنوك الإسلامية مذهل جدا.ً
والآن وفي خلال سبع سنوات سيشهد تطوراً كبيراً والآن فإن 17% من جميع البنوك تعمل في إطار ما نسميه بالبنوك الإسلامية إضافة إلى 66% من الصكوك التي تم إصدارها في ماليزيا ونحن نرى أن لدينا مميزات فيما يتعلق بأنظمة البنوك الإسلامية ونريد تطوير البنوك الإسلامية . من ناحية المنتجات المعروضة، يتوفر أكثر من 60 منتجًا وخدمة مالية إسلامية في السوق. إن ظهور منتجات وأوراق تجارية مالية جديدة مبتكرة تقوم على مبادئ الشريعة المتعارف عليها عالميًا ـ مثل ودائع المرابحة في السلع ومقايضة معدل الفائدة الإسلامية والتمويل المنزلي بنظام المشاركة المتناقصة ومشاركة الصكوك في الصناعة ـ قد أدى إلى المزيد من الدفع بالقطاع المالي الإسلامي المحلي إلى المرحلة التالية من التطور.
قلت إن الملك عبدالله ناقش معك فيما يتعلق بالعمل معكم في مجال البنوك الإسلامية في ماليزيا والسعودية، وإن السعودية وماليزيا تتعاونان من أجل ذلك ؟
أنت تعرف أن هناك بالفعل بنكاً سعودياً في ماليزيا ونأمل أن يكون هناك مزيد من التعاون ليس فقط في مجال البنوك ولكن في كافة مجالات تقوية النظام المالي والإسلامي مثل مجالات تدوير الأصول لأنه في حالة إدارة الأموال في داخل العالم الإسلامي فإن هذا سيزيد من المكانة الاقتصادية للأمة كما أن هذا سيسمح للأمة بالحصول على نفس العوائد في حالة إعادة استثمار الأموال في إطار التمويل الإسلامي لأن هذا سيوفر مزيداً من الأمن بصورة أكبر من تلك التي يوفرها النظام البنكي التقليدي.

مواجهة الإرهاب

سؤالي الآن يتعلق بالإرهاب والحمدلله فإن ماليزيا خالية من الإرهاب لماذا؟
ماليزيا خالية من الإرهاب لعدة أسباب، أولها: إن لدينا إدارات جيدة وفعالة في مجال مكافحة الإرهاب حيث إن لدينا شرطة وجيشاً جيداً وفعالاً. إنهم يعرفون كيفية التعامل مع الإرهاب.. لقد هزمنا المتطرفين الشيوعيين مثلاً على مدى أربعين عاماً ولدينا خبرة في التعامل مع الذين يثيرون الاضطراب، الأمر الثاني: إن لدينا قانون الأمن الداخلي الذي يسمح بإلقاء القبض على أشخاص إلى أجل غير مسمى بدون محاكمة .. لكن لابد من القول بأننا قليلاً ما نستخدم هذا القانون كما أننا حريصون على عدم استخدام هذا القانون إلا في الحالات المتعلقة بالإرهاب والإرهابيين فلذلك فإن هناك استخداماً نادراً لقانون الأمن الداخلي.
أما الأمر الثالث: فهو إننا نجحنا في تطوير معرفة الناس للمعنى الحقيقي للإسلام فعلى سبيل المثال نظام المدارس لدينا يحث على الاعتدال وهناك خطب الجمعة وهناك النظم التشريعية ، فقد جعلنا الشعب طرفاً في تلك المعادلة وفصلنا له ما يرمز له الإسلام ولهذه المجهودات أصبح لدى الشعب مما يرمز إليه الإسلام وأنه في النهاية ليس هناك ثقافة للعنف في الإسلام .. فالإسلام لم يكن مرتبطاً أبداً بالحرب أو العنف.. ولهذه الحقائق هناك أمان في ماليزيا أو دعنا نقول إن ماليزيا أصبحت خالية من الإرهاب.
محمد نجيب عبد الرزاق
• ولد في 23 يوليو 1953
• ابن أسرة سياسية فوالده ثاني رئيس وزراء لماليزيا
• تلقى تعليمه العام بالمدارس الماليزية ثم أكمله بالمدارس البريطانية كما التحق بجامعة نوتنجهام حيث تخرج سنة 1974 في كلية الاقتصاد الصناعي.
• عقب عودته عمل في منصب إداري في شركة بتروناس الماليزية البترولية
• 1976 انتخب عضواً في البرلمان وعمره 23 عاماً عقب وفاة والده المفاجئة وأعيد انتخابه عدة مرات (2004و 2008)
• شغل عدة مناصب وزارية. ففي 1990 أصبح وزيراً للدفاع فشهد عهده تطوراً في تسليح الجيش كما شغل نفس المنصب في 1999 .
• 1995 شغل منصب وزير التربية والتعليم
• 2004 تم تعيينه نائباً لرئيس الوزراء الماليزي.
• في أغسطس 2007 أعلن أن ماليزيا "لم تكن قط علمانية لأن العلمانية بالتعريف الغربي تعني فصل المبادئ الإسلامية عن الطرق التي نحكم بها البلد."
• 2008 أصبح وزيراً للمالية.
• 3/4/2009 تم اختياره سادس رئيس وزراء لماليزيا
• متزوج وله 5 أطفال.
عبد الرزاق: ماليزيا لا يمكن أن تكون مغلقة أمام التطور التكنولوجي وثورة الاتصالات وإلا ثارت علينا الأجيالعبد الرزاق: ماليزيا لا يمكن أن تكون مغلقة أمام التطور التكنولوجي وثورة الاتصالات وإلا ثارت علينا الأجيال
لكن في حالة الجماعات التي تميل إلى العنف أو بمعنى آخر الجماعات ذات الطابع الجهادي ماذا تفعلون معهم ؟
نحن نعتقلهم .. ولكن بعد ذلك نعيد تثقيفهم .. ومن يستجيب للتثقيف نطلق سراحهم .. وبالطبع فإننا نخضعهم للمراقبة بعد إطلاق سراحهم ومعظم من يتم إطلاق سراحهم يقرون بأنهم اعتنقوا أفكاراً خاطئة وأنهم ارتكبوا أخطاء في حق المجتمع ويصبــحون أكثر تحملاً للمسؤولية .
العالم الإسلامي ينظر إلى قصة نجاح ماليزيا ولكن لم أنتم غير نشطاء تجاه تصدير ما يمكن أن نطلق عليه الثورة الماليزية بينما هنـاك دول أخرى نشطة في ذلك مثل إيران وغيرها ؟
اتفق معك .. نحن دولة نعرف أننا متوسطة الحجم ولن نستطيع التصرف بطرق تقليدية فإننا لا نستطيع أن نخلق موجات لكن ليس هناك ما يمنع أن نضع خطوطاً عامة (للآخرين) والناس الذين لا يعلمون الكثير عن ماليزيا يصابون بالذهول عندما يأتون إلى ماليزيا سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين بما في ذلك الأمريكيون الذي يأتون إلى هنا وخاصة أولئك الذين يأتون إلى ماليزيا لأول مرة .. وأنا اتفق معك بأن علينا أن نفعل المزيد لنقل التجربة الماليزية إلى العالم بما في ذلك العالم الإسلامي وغير الإسلامي .
إذا نظرنا إلى دولة مسلمة مثل باكستان والتي أرادت أن تكون دولة ديمقراطية ناجحة ولكنها تواجه الآن تحديات الإرهاب ؟ كيف يمكنكم مساعدة باكستان وما الذي تستطيعون فعله بالنسبة لهم ولو بالتعاون مع المملكة العربية السعودية بوصفها شريكة لكم ؟
اعتقد أن علينا أن نكون واقعيين فيما يتعلق بقدراتنا وأن نعترف بأن هناك حالة مميزة لكل دولة مسلمة على حدة .. ولكن نستطيع أن نفعل شيئاً . علينا دعمهم بطرق كثيرة.. وذلك لأسباب إسلامية .. وفي دولة مسلمة مثل الفلبين لعبنا دوراً كبيراً والأمر نفسه في تايلاند حيث إن جهودنا نشطة هناك .. ولكننا نفعل ذلك في حدود الإمكانات التي نمتلكها كدولة متوسطة الحجم.
ونأمل أن تنشط جهودنا في مجال التعاون مع شركائنا في المنطقة من الدول الكبرى مثل المملكة العربية السعودية، لكننا لا نستطيع أن ننشط في كل مكان طوال الوقت، لكن بالنسبة لدولة مثل باكستان لو كان هناك فرص لمساعداتها فسوف نقدم لها المساعدة ولكن ليس سهلاً بالنسبة لنا فهم تعقيدات ما يجري في باكستان وما يمكنني قوله إننا في ماليزيا دولة ذات أغلبية مسلمة ونحن قادرون على تطوير نظام يحقق التقدم لماليزيا كدولة عصرية وقادرون على ممارسة الديمقراطية . وفي نفس الوقت فإن المبادئ الجوهرية للإسلام ممارسة في ماليزيا .
زرت الجزء المسلم من تايلاند فهل هذه إستراتيجية جديدة بالنسبة لماليزيا للتدخل في مثل ذلك الشأن المعقد؟
إنهم جيران لنا وأمر طبيعي أن نحاول التوصل لحد لهذا الشأن كما أن هذا جزء من مسؤولياتنا التي علينا القيام بها .
هل كان هذا بمبادرة منك أم أن التدخل جاء بطلب من تايلاند؟
كانت مبادرة مني لكني أردت أن تكون من خلال دعوة من الحكومة التايلاندية ولقد دعاني رئيس الوزراء هناك للتدخل بهدف الوصول إلي حل .
ألم يتم النظر إلى ما تقـوم بـه على أنه تــدخل في شـؤون تايلاند ؟
لا، لأن التدخل جاء بناء على دعوة وجهت لنا كما أننا شفافون في ما نقوم به من جهود تستهدف تحقيق السلام .
ما هو برنامجكم لمساعدة المسلمين هناك ؟
يمكن أن يتم ذلك في إطار المساعدة في البناء والتدريب من خلال تعليم المناهج الإسلامية وتدريب المعلمين، عندما ذهبت إلى هناك طلب منا أن نقدم منحاً دراسية وأن نقوم بتدريب المعلمين هناك باللغة الانجليزية وأن نفتح قنوات تعاون تجاري واقتصادي ونحن نتطلع على فرص أكبر يمكننا تفعيلها بحثاً عن حل للأزمة .
لدي سؤال حول شركة بتروسعودي المتحالفة مع الشركة الماليزية للتنمية الحكومية برأس مال يبلغ اثنين ونصف بليون دولار ، هل هذا أكبر مشروع سعودي ماليزي من خلال شراكة تعمل معها حكومتكم ؟ وهل ستعملان في كلا البلدين أم أنكما ستركزان على العمل في المملكة العربية السعودية؟
نحن نتطلع إلى البدء في العمل في البلدين حيث إننا سنعمل في ماليزيا أيضاً وهي الشراكة الأكبر بين البلدين .
السعودية قلقة بشأن توفير الأمان الزراعي والأمن الغذائي فهل تناقشتم في ذلك بمشاريع زراعية في ماليزيا ؟
نحن نتجه إلى تعاون تجاري زراعي ونحن نستورد معظم الغذاء مثل الأرز والفواكه واللحوم ، لدينا فائض في الدواجن يمكن تصديره ولكن يمكن استخدام ماليزيا كنقطة ترانزيت .
علي سبيل المثال يمكن أن تكون هناك مزرعة مواشٍ كبيرة في أستراليا ثم نحضر الماشية إلى مكان ما هنا بحيث يتم تسمينها ثم نعيد تصدير اللحوم إلى المملكة العربية السعودية وبالتالي يمكننا أن نعمل معا.
ما هـو حجم الاختـلافات بين أسلوب إدارتكم للحكـم وبين أسلوب السيد مهاتير محمد؟ لقد رأيت في كتابكم أنكم تميلون أكثر إلى العولمة بينما هو كان أكثر انتقاداً للنظام الغربي ؟
اعتقد أن لكل قائد أسلوبه الخاص وتفكيره الخاص كما أن المواقف تتغير تبعاً للديناميكيات الداخلية والخارجية وبالتالي اعتقد أن طريقة تفكيري وأسلوبي هي التي تتفق وتتناسب مع الأوضاع الراهنة ولدينا في ماليزيا رؤية تستمر بغض النظر عن الاشخاص مثل أي دولة أخرى ،ولكن هذا لا يعني إن علينا أن نتفق في كل شيء .. نحن على سبيل المثال لا نتفق مع الولايات المتحدة الأمريكية في كل شيء تقوله ، لدينا آراء مختلفة في التعامل معها ولكننا نعتقد أن علينا أن نتداخل معها وأن نخبرها ما هي الأشياء التي يمكن أن نعمل فيها معها . وما هي الأشياء التي لا يمكننا أن نعمل معها فيها.
إذا كنا نستطيع أن نعمل معا سنعمل وإذا لم نكن نستطيع فمن حقنا أن نختلف وهذا هو المهم. إنني اعتقد أن ماليزيا يجب عليها أن تتداخل مع جميع البلدان لأن هذا مهم بالنسبة لها .
عليها أن نتعامل في آسيا وفي العالم الإسلامي وفي البلدان الإسلامية في الشرق الأوسط وفي الصين واليابان وكوريا .. كما أن علينا في الوقت نفسه التعامل مع الغرب وعلينا أن لا ننسى أن الغرب مصدر رئيسي للتكنولوجيا ومصدر للتطور الصناعي والتقني وبالتالي نحن نحتاج إلى تداخل مع الغرب ..
وفي الشرق الأوسط فإن للمملكة العربية السعودية مشكلة تقلقها مع المشروع النووي الإيراني وما يتبع ذلك من احتمالات الصدام الإيراني مع الغرب ، فماهي وجهة نظركم تجاه تلك القضية ؟
وجهة نظرنا كانت ثابتة دائما أنه من حق أي دولة أن تطور برنامجها النووي من أجل الاستخدام السلمي للطاقة.. لكن ليس من حقها تطوير برنامجها النووي من أجل امتلاك قوة السلاح النووي.
كما أن امتلاك إيران للقوة النووية يصب في دائرة عدم استقرار المنطقة واعتقد أن هذا سيدفع نحو سباق نووي في المنطقة لن يكون في وسعنا السيطرة عليه.. وموقفنا واضح تماماً في هذه القضية وهو أن على إيران أن تكون أكثر شفافية وأن تقنع العالم بأن مشروعها لا يستهدف الأسلحة النووية.
في ما يتعلق بالعولمة في ماليزيا ؟ أرى أن ماليزيا مفتوحة على سوق جديد والأفكار الجديدة والثقافة الجديدة فهل أنت قلق من أن الأجيال الجديدة يمكن تتصادم مع هذه الأفكار أم أنه يمكنهم تحمل انبهارهم بهذه الأفكار وهل هذا يحدث الآن ؟
اعتقد أن ماليزيا مجتمع مفتوح وقد سرنا في اتجاهات كثيرة .. ولا يمكن أن نكون مجتمعات مغلقة أمام التطور التكنولوجي وأمام تكنولوجيا المعلومات وأمام التطورات الجارية في تقنية الاتصالات.. وإذا حاولنا أن نكون مجتمعات مغلقة فإن شعوبنا سوف تقف ضدنا وبالتالي فإن ما علينا فعله هو أن ندير ذلك من خلال تجاربنا الخاصة مثل التجربة الماليزية على سبيل المثال .. إن الشعب الماليزي يريد أن يكون جزءاً من الفلسفة الجديدة التي وضعناها في ماليزيا ومن خلال تطور ماليزيا الجديد وعلينا أن نعد ماليزيا إلى للألفية الحالية .. وعلينا ألا ننسى في الوقت نفسه أن الأمة أيضاً لابد من أداء دورها، وأننا كأمة إسلامية يمكن أن نكون قوة فاعلة.
هل تعتقد أن هذا ممكن ؟
اعتقد أن هذا ممكن وأعمل لأن يكون هذا ممكناً واعتقد أن علينا أن نفعل ذلك.
ما هي الرسالة التي تريد توصيلها للسعوديين ؟
السعوديون أصدقاء مقربون لنا وأحب أن نعمل جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية وأن تكون بيننا إستراتيجيات وسياسات مشتركة لأنني اعتقد أن العالم الإسلامي لديه مصادر تمكنه من تطوير السلوك الإنساني بما يضمن تحقيق نتائج مؤثرة بصورة أكبر وأكبر في المستقبل .

المصدر: الوطن السعودية
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 135 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,194,473