|
||
أينما كان محل إقامتك، يمكنك الآن امتلاك شقة تطل علي الحرم المكي، بل ويمكن أن تجعل شلالات نياجرا تندفع بقوة من قلب حائط منزلك!! نعم ممكن؛ فقد تمكن العلماء من تصميم شاشات ضخمة من الكريستال السائل يمكن أن توضع كحائط بديل داخل المنزل، وبمجرد توصيلها ببث حي لأي فعاليات تحدث حول العالم نكون قد انتقلنا لمكان الحدث؛ فهي بمثابة حوائط أو نوافذ زجاجية تطل من خلالها على عالم افتراضي.وما يميز هذه الشاشات عن شاشات الكمبيوتر والتلفاز تمتعها بدرجة عالية من النقاوة والوضوح، بحيث تصبح الصورة أقرب ما تكون إلى الحقيقة للمشاهد، أضف إلى ذلك إمكانية جمع وترتيب عدد من الشاشات بشكل أفقي ورأسي لتتصل ببعضها لعرض صورة واحدة مكبرة.منذ نجاح خبراء شركة "فراجسون" في إنتاج أول شاشة عام 1971 لم ينتشر استخدام الشاشات الكريستالية؛ نظرًا لارتفاع أسعارها مقارنةً بالشاشات التقليدية، إلا أنه مع التقدم الكبير في قطاع تكنولوجيا الرقميات عامةً، والشاشات الكريستالية (AMLCD) على وجه الخصوص، بدأت أسعار الشاشات بالهبوط خصوصا مع انخفاض تكلفة إنتاجها، ويتوقع أن يشهد هذا النوع انتشارًا واسع النطاق خلال الأعوام القادمة.تعرف شاشات الكريستال السائل بأنها وحدات عرض مسطحة تمامًا ليس بها أي تحدب، لا يتعدى سمكها بضعة مليمترات. وتتكون من عدد كبير من الخلايا (Pixels)، يحتوي كل جزيء منها على طبقة من جزيئات الكريستال السائل بين سطحين شفافين من الأقطاب الكهربائية، وسطحين لاستقطاب الألوان، أحدهما أفقي والآخر رأسي، هذا ما يوضحه الدكتور عبد الفتاح المقدم أستاذ العمارة والتخطيط المدني بكلية الهندسة بجامعة قناة السويس.ويستطرد الدكتور في توضيحه بأن الطاقة الكهربائية تعمل على تنشيط جزيئات الكريستال السائل بالشاشة ليستقبل الأشعة الضوئية، ويعمل سطحا الاستقطاب على تمييز ملايين الألوان الصادرة عن بعضها بحساسية فائقة لتعطي في النهاية صورة عالية النقاء.نوافذ كريستالويرسم لنا المهندس أحمد قنديل المدرس المساعد بكلية الهندسة جامعة قناة السويس صورة للاستخدامات المتصورة للشاشات، ويتخيل أنه لو أمكن تثبيت كاميرات تصوير في مواقع عديدة من العالم، وعمل بث حي من خلال القنوات الفضائية ثم عرضها على شاشات الكريستال السائل، فسيتمكن الأفراد من الاستفادة من التقنية بشكل مذهل، فمن الممكن وقتها أن يستمتع الفرد بالشمس الدافئة على سطح النيل نهارًا أو حتى ساعة، ثم ينتقل لمشهد على الحرم المكي لحضور الصلوات مع المصلين كأنه يعيش داخله أو يطل عليه من شرفة نافذته... وهكذا؛ الأمر الذي يؤدي إلى قتل الإحساس بالملل.والمذهل هو الأثر الاجتماعي لهذه التقنية، فمن المحتمل أن تنتهي حاجة التلاميذ للانتقال لمدارسهم، حيث يمكنهم متابعة ما يجري بفصولهم وهم بمنازلهم، كما يستطيع الأشخاص الاستمتاع بمتابعة ما يجري لأهاليهم مهما باعدت بينهم المسافات المكانية والزمانية، وكأنهم يلتقون في حجرة واحدة.أما عن الآثار الاقتصادية، فيتوقع أن تؤدي الشاشات إلى تقليل الفارق بين أسعار المساكن المختلفة، والذي يؤدي بدوره لتذويب الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، حسب رأي المهندس أحمد قنديل.المنزل السويسري الرقميوتستعرض الدراسة التي قام بها المهندس أحمد قنديل العديد من المنشآت الحيوية التي طبقت فيها هذه التطبيقات، منها النماذج التالية:المنزل السويسري الرقمي: صممه المعماريان جيفري هوانج (Jeffrey Huang) وموريال فالدفوجال (Muriel Waldvogel) بولاية بوسطن الأمريكية لصالح الجالية العلمية السويسرية بأمريكا، والذي تم تحويل حوائطه الداخلية، والتي تؤدي في الأصل وظيفة الفصل بين الفراغات، إلى شاشات ضخمة من الكريستال السائل لتوفير عنصر الاتصال عن بعد، ولتقديم العروض الرقمية واستخدامات المالتيمديا، ويتكون كل قاطوع من ثلاث شاشات بعرض مترين وارتفاع 3 أمتار، وبذلك يكون البعد الأفقي الإجمالي للشاشة 6 أمتار، والبعد الرأسي لها 3 أمتار، وكذلك تتكون مائدة الاجتماعات من مجموعة من شاشات الكريستال السائل مثبتة أفقيا ومحمولة على قوائم رأسية.المركز الثقافي لشركة سامسونج: يقع في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، صممه المعماري رافائيل فينولي (Rafael Vinoly) عام 1995، حيث تم تثبيت شاشات الكريستال السائل العملاقة بشكل رأسي على الجزء السفلي للمبنى المؤلف من اثني عشر طابقا، لتؤدي أكثر من وظيفة على نفس القدر من الأهمية، حيث تم استخدام الواجهة كوسيلة مبتكرة للإعلان المرئي عن أنشطة الشركة ومنتجاتها، فضلا عن قيامها بتوفير الإضاءة الكافية للمكاتب الإدارية خلفها لشفافيتها وهو ما يوفر الطاقة الأزمة لإنارة تلك المكاتب، ووقايتها في الوقت نفسه من أشعة الشمس وهو ما يحافظ على اعتدال درجة الحرارة داخلها ويغنيها عن الحاجة لمبردات الهواء التي تستهلك بدورها الكثير من الطاقة.منزل بيل جيتس: ويعد منزل بيل جيتس رئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت للبرمجيات واحدًا من أكثر المنازل ارتباطًا بالتكنولوجيا في العالم؛ فقد تم تزويده بالعديد من التقنيات الرقمية الذكية، بدءًا من أنظمة التحكم البيئي والحراري وحتى وسائل الترفيه والمتعة والاسترخاء، وتحولت إحدى حوائط بهو الاستقبال إلى شاشة ضخمة شفافة من الكريستال السائل تتغير لتعطي أسطحا وألوانا وبيئات افتراضية غير مادية تحاكي الطبيعة الخارجية، فتعطي تأثيرات مختلفة بحيث يشعر الإنسان أنه في بيئة مختلفة تمامًا، وتبلغ مساحة المنزل نحو 7000 متر مربع، وتكلفته ما يزيد على 60 مليون دولار |
المصدر: اسلام اون لاين
نشرت فى 25 نوفمبر 2009
بواسطة moneelsakhwi
عدد زيارات الموقع
1,167,554
ساحة النقاش