كشفت دراسة علمية مصرية أن مرض «الهليوكوبتر» يهدد الثروة الداجنة في مصر ويرفع خسائر المزارع، الأمر الذي ينذر بحدوث أزمة في اللحوم البيضاء. وقال رئيس الفريق العلمي بجامعة أسيوط الدكتور ابراهيم أحمد لـ«الشرق الأوسط» إن من علامات هذا المرض أنه يسبب انتفاشاً للريش وعدم انتظامه في الطائر المصاب مما يوصف معه الطائر بأنه كالطائرة الهليوكوبتر، ومن هنا جاءت التسمية بهذا الاسم، مشيراً إلى أن هذا المرض له أسماء عديدة أخرى منها ظاهرة التقزم أو التأخر في النمو، وظاهرة سوء الهضم أو سوء الامتصاص، أو مرض الطائر المظلة، أو مرض هشاشة العظام، أو أنيميا الدجاج، أو مرض التهاب الأمعاء الفيروسي، كما في الدجاج الرومي، مؤكداً أن هذه الظاهرة المرضية معدية في المقام الأول وتؤثر على القناه الهضمية لدجاج التسمين والبيض وتتميز بتدهور ملحوظ في النمو. ولم يعرف عن هذه الظاهرة إلا القليل حتى الآن حيث لم تكشف الدراسات العلمية بعد عن الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة بالضبط، غير أن هناك عدة أسباب مختلفة، منها : عزل فيروسات أو بكتريا يعتقد أنها تلعب دوراً في نشأة المرض، كما تم احداث هذا المرض عن طريق العدوى ببعض الفيروسات والبكتريا المعزولة مجتمعة وليس نوعاً واحداً منها، كما أن من هذه المسببات أيضاً الفيروسات المعوية التي اعتبرها كثير من المتخصصين السبب المقبول لهذا المرض وهي تشمل: فيروسات الريو، وهي مجموعة فيروسات، إلى جانب فيروسات أخرى علاوة على أنواع عديدة من البكتريا والسموم الفطرية، الأمر الذي يصعب معه تحديد سبب معين لحدوث هذا المرض الظاهرة. ويذكر الدكتور احمد أن هذا المرض يسبب خسائر كبيرة في مزارع الدواجن في مصر بسبب فقدان الوزن وصعوبة تسويق الطيور المصابة وسوء معامل التحويل الغذائي وزيادة معدلات الاعدامات في الطيور نتيجة الأنزفة الناتجة عن كسر العظام أثناء عملية التعليق للذبح والتي ترجع في المقام الأول الى هشاشة العظام، مشيراً إلى أن أهم ما يميز الأعراض لهذا المرض أن النمو غير متجانس بين الطيور منذ الأسبوع الأول من العمر ويصيب 20% من القطيع، وأن الطيور المصابة تظهر في حجم أقل بكثير من الطيور السليمة عند عمر التسويق، وهو الأمر الذي يزيد من خسائر أصحاب مزارع الدواجن ويهدد استمرارهم مما ينذر بإمكان حدوث أزمات في اللحوم البيضاء في الشهور المقبلة، موضحاً أن بعض الطيور تظهر الصورة المرضية لديها مثل نقص فيتامين «هـ» لسوء امتصاصه من الأمعاء، ويؤدي ضعف العظام إلى كسر رأس عظمة الفخذ، كما يؤدي إلى العرج وظهور حالات كساح وتآكل في العظام نتيجة لسوء امتصاص الكالسيوم، ولذا تظهر مشكلة هشاشة العظام، كما يفرز الطائر المصاب سائلاً لزجاً برتقالي اللون نظراً لسوء امتصاص الصبغات غير الغذائية وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث اصفرار أو بهتان ساق الطائر، ولذلك يسمى هذا المرض أيضاً بمرض الطائر الشاحب أو الباهت، مؤكداً أن الوقاية من هذا المرض تتمثل حتى الآن في ضرورة تطبيق الارشادات الصحية البيطرية السليمة لعنابر الدواجن خاصة الغسيل الجيد للأدوات والعنابر واستخدام المطهرات المناسبة واتباع أساليب تغذية خاصة باستخدام أعلاف على كفاءة عالية لمساعدة الطائر قدر الامكان على النمو الطبيعي، والعمل على انتاج سلالات مقاومة وراثيا لعدوى هذه الظاهرة مع التحصين بدءاً من عمر يوم واحد بلقاح حي مستضعف عن طريق الحقن تحت الجلد لفيروسات الريو Reo للحصول علي حماية فورية تحد من العدوى.

المصدر: الشرق الأوسط
  • Currently 244/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
83 تصويتات / 1779 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,167,341