يبدأ موسم التزاوج عند الطيور في شهر فبراير ومارس وقد يكون من شهر ديسمبر إلى فبراير ، وتختلف هذه الأشهر ويطول موسم التزاوج ويقصر تبعاً لتقلبات الجو ووفقاً للمناطق الجغرافية ، وعندما تحس الطيور باعتدال الجو وقدوم الربيع تبدأ بالتزاوج فاستعداد الطيور للتزاوج يبدأ بعد إحساسها بطول النهار وقصر الليل ، وهناك عدة مؤثرات تؤثر على عملية التزاوج لدى الطيور كالإضاءة وتوفير الهدوء للطائر وشعوره بالأمن والاستقرار وعند بداية موسم التزاوج يجب تجهيز قفص التزاوج المحتوي على فاصل متحرك يفصل بين الذكر والأنثى حتى نرى مدى قبول بعضهما للآخر أو رفضهما لبعض ، وتظهر على الذكر بعض المؤشرات التي تدل على رغبته في جذب انتباه الأنثى ومحاولته إغرائها فيصبح أكثر غناءاً من ذي قبل ويقوم بأداء بعض الاستعراضات كطي الرأس للخلف عند الغناء و نفخ الجناح والريش والرقبة والرأس لإظهار التباهي ، وقد يقوم بدق منقاره على منقار الأنثى برقة ويحك رأسها طلباً لرضاها ودلالة على التآلف بينهما ، كما تظهر علامات القبول على الأنثى فتصبح أكثر قلقاً واضطراباً و تقوم بالقفز من مكان إلى آخر ثم تأخذ وضعية التلقيح بخفض جسمها ورفع ذيلها مصدرة لأصوات صوصأة منخفضة دلالة على قبولها للذكر و رغبتها في التزاوج ومن أهم علامات قبول الطرفين للآخر ونجاح عملية التزاوج هي قيام الذكر بإطعام الأنثى بمنقاره ، ويجب عندئذٍ رفع الفاصل الذي يفصل بين الذكر والأنثى ، وبمجرد رفعه سيحاول الذكر الاقتراب من الأنثى وسيقوم بالغناء لها ، ويدق بمنقاره على منقارها ، ويقترب منها ثم يبتعد فتأخذ الأنثى وضعية التلقيح ثم تتم عملية التزاوج أما إن حصل شجار بين الطرفين بمجرد رفع الفاصل فهذا يدل على فشل عملية التزاوج لعدم تآلفهما ، ويجب الفصل بينهما مرة أخرى أو استبدال الذكر بآخر.
خطوات التحضير للتزاوج:
من أهم خطوات التحضير للتزاوج هي وضع القفص في مكان بعيد عن التيارات الهوائية الضارة وأشعة الشمس المباشرة والحارقة ، مع ضرورة تعريض الطيور لأشعة الشمس الهادئة في الصباح لمدة لا تقل عن ربع ساعة يومياً ، وذلك لما في الأشعة فوق البنفسجية من تأثير على الغدد النخامية التي تتحكم في إفراز الحيوانات المنوية والبويضات، كما يجب تجنب إزعاج الأنثى بأي طريقة سواء بإخافتها أو تفتيش عشها بلا داع ، كما يجب تجنب تحريك القفص من مكانه إلى آخر بشكل مستمر لأن هذا يزعج الطيور ويشعر الأنثى خاصة بعدم الأمان والاستقرار ، وقد يؤدي ذلك إلى امتناعها عن و ضع البيض العش قد يحدث التزاوج على العش أو على المجثم أو على قاعدة القفص ، إلا أنه يكون في الغالب على العش حيث أن وجوده يحث الزوجين ويشعرهما بالرغبة في تكوين أسرة صغيرة من الفراخ الجميلة ، لذا يجب الإسراع بوضع العش بمجرد حدوث التزاوج حتى يتسنى للأنثى وضع البيض فيه ، فقد يحدث أن تمتنع الأنثى عن وضع البيض إن لم تجد العش المناسب في الوقت المناسب ، وقد تصبح عصبية وعنيفة ، وقد تقوم بنتف ريشها أو ريش الذكر لكي تصنع منه عشاً مناسباً لها و لصغارها تختلف أحجام الأعشاش باختلاف أحجام الطيور فالكوكاتيل مثلاً يحتاج إلى عش يبلغ ارتفاعه 30 سم ولا تقل أبعاده عن 26 × 38 سم ، والطائر الطيب يحتاج إلى عش تبلغ أبعاده 25 سم طول × 17 سم عرض × 14 سم ارتفاع ، كما يمكن استخدام عش على شكل طبق أو عش من البلاستيك أو المعدن للطيور الصغيرة جداً كطائر الكناري يحتوي العش بشكل عام على ستة قطع ، وتكون قاعدته أكثر الأجزاء سمكاً من غيرها حتى يتسنى عمل حفيرة صغيرة فيها كيلا يتدحرج البيض وينكسر ، ويحتوي العش على باب متحرك أو قابل للفتح في أحد أجزائه الستة ، ويفضل أن يكون في الجزء العلوي من أجل مراقبة الأم وفحص البيض وتسهيل عملية تنظيف العش من البيض المكسور وزرق الصغار، كما يحتوي العش على فتحة دائرية تكفي لدخول الأنثى وخروجها من العش ويثبت تحتها بمسافة متوسطة قطعة اسطوانية من الخشب لتكون مجثماً للذكر تسهل من وقوفه عليها وإطعام الأنثى والاطمئنان على صغاره ، و يجب أن يحتوي العش أيضاً على خطافين صغيرين يثبتان خلفه حتى يسهل تعليقه داخل القفص ، كما يجب تبطين العش بخيوط الجوت أو الخيش وبعض القطن والريش حتى تقوم الأنثى ببناء عشها بنفسها ، ويعلق العش داخل القفص بمسافة مرتفعة قليلاً عن قاعدته أو خارج القفص إذا كان من النوع الذي يحتوي على فتحات خارجية لتعليق العش خارجه ولتوفير أكبر قدر من المساحة.
ساحة النقاش