جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يبقى القرآن الكريم عنواناً لكل علم وسباقاً لكل وصف دقيق لا يمكن أن يخطيء لأنه تنزيل من عزيز حكيم ولا يناجزه أحد إلا غلبه. وهذا البحث يبين لك أخي القاريء الكريم الدقة المتناهية للنص القرآني في تحديد موقع رسو سفينة نوح عليه السلام وفق أحدث الأرصاد العلمية والطرق البحثية لفرق استكشافية عالمية. سفينة نوح عليه السلام صنع سيدنا نوح عليه السلام سفينة عظيمة من مواد خشبية عندما امره الله تعالى بصنعها وعلمه إياها سيدنا جبريل عليه السلام طيلة مئات السنين كما تبين لنا تفاسير آيات قصته التي أوردها كتاب الله تعالى. ذكرت قصة سيدنا نوح عليه السلام في التوراة والإنجيل والقرآن. ولقد فصل القرآن الكريم هذه القصة في سورة خاصة اسمها سورة نوح، وكذلك في آيات مباركات عديدات أخرى، إذ أن كلمة نوح ذكرت في الكتاب العزيز في 33 آية- بدءاً من بعثته عليه السلام إلى قومه وتكذيبهم إياه، ومن ثم استمراره وصبره الطويل عليهم طيلة عمره الشريف الذي استمر لأكثر من ألف سنة ودعوته لحوالي 950 عاماً كما بين القرآن الكريم. ومعلوم أن العلم قد توصل إلى أن الإنسان القديم كان أكثر عمراً وأطول قامة من إنسان اليوم. يقول تعالى في ذكر ما جرى في آيات عديدة منها: 1. 2. (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ) (العنكبوت:15). 3. (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ) (الأعراف:64). 4. (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) (يونس:73). 5. (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) (هود:37). 6. (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) (هود:38). 7. (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) (المؤمنون:27). 8. (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (المؤمنون:28). 9. (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (الشعراء:119). 10. (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) (العنكبوت:65). 11. (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (يّـس:41). فالآيات أعلاه وآيات أخرى غيرها جاءت في تبيان قصة صناعة السفينة التي أمر سيدنا نوح عليه السلام بصنعها استعداداً ليوم الطوفان العظيم الذي سيصيب قومه. والفُلْكُ السفينة واحد وجمع يذكر وينث قال الله تعالى { في الفلك المشحون } فأفرد وذكر وقال تعالى { والفلك التي تجري في البحر } فأنّث ويحتمل الإفراد والجمع وقال تعالى { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم } فجمع وكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة إلى المركب فيذكر وإلى السفينة فيؤنث وكان سبويه يقول الفلك التي هي جمع تكسير للفلك التي هي واحد وليس مثل الجنب الذي هو واحد وجمع والطفل وما أشبههما من الأسماء لأن فُعْلاً وفَعَلا يشتركان في شيء واحد مثل العُرْبِ والعَرَب والعُجْمِ والعََمِ والرُّهْبِ والرَّهَبِ فلما جاز أن يجمع فَعَلٌ على فُعْلٍ مثل أسيد وأسد لم يمتنع أن يجمع فُعْلٌ على فُعْلٍ(1). كذلك بين تعالى أن الفك مشحون (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (يّـس:41). والمشحون أي المملوء. قال الرازي رحمه الله: (شَحَنَ السفينة ملأها وبابه قطع ومنه قوله تعالى { في الفلك المشحون })(2). تفاصيل صناعة السفن هذه جاء في قصة سيدنا نوح عليه السلام الذي لبث يدعو قومه 950 عاماً كما نص القرآن الكريم )وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) (العنكبوت:14). ومعلوم لدى الأخوة القراء أنه عليه السلام أمر ببناء السفينة لأن الله تعالى قد أمر بعذاب قومه المكذبين بالطوفان المدمر، فأخذ يتعلم بناء السفينة من قبل سيدنا جبريل عليه السلام كما يبين أهل التفسير. ولو علمنا أن الفترة التي عاش فيها سيدنا نوح عليه السلام تمتد لفترات سحيقة في تاريخ الوجود الإنساني على الأرض لعلمنا أن تقنية صناعة السفن التي تعلمها سيدنا نوح عليه السلام هي مفتاح صناعة السفن بطرزها المتقدمة التي تطورت فيما بعد، إذ أن السفن التي كانت تصنع قبله كانت بدائية جداً بينما لو تتبعنا تاريخ صناعة السفن في الفترات التي تلت تاريخ وواقعة الطوفان لعلمنا أن صناعة السفن قد شهدت قفزة نوعية فعلاً. وقد حاول عليه السلام طيلة هذه الفترة الطويلة أن يقنع قومه - وكانوا من أهل العراق القديم - أن الله تعالى هو خالقهم وهو الأولى بالعبادة، ولكنهم صدوه وحاربوه واستهزئوا به وبأصحابه، فحذرهم من عاقبة أمرهم هذا: (قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (هود:32) . واستمر صابراً عليهم حتى أوحي إليه أنه لا أمل من قومه: (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)(هود:36). فدعا عليه السلام ربه أن ينصره على هؤلاء القوم الكافرين: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) ) (القمر).. ( قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً) (نوح:21).. ( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) (نوح:26). فأمره الله تعالى بصناعة السفينة، وكلما مر عليه نفر من قومه استهزئوا به، ولكنه توعدهم بأنهم سيندمون على هذا الأمر أي ندم: ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ(37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) )، (هود). وأوحى له الله تعالى أن الماء سيغمر المكان وأن عليه أن يحمل أهله - إلا امرأته وابنه – وأصحابه ومن كل المخلوقات زوجين اثنين، فإذا استقر عليها حمد الله وشكره على فضله بنجاتهم من غضبه على القوم الكافرين: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(28) )، (المؤمنون). وحصل الطوفان الهائل الذي غطى منطقة ما بين النهرين وما حولها، فغرق القوم وهم يستنجدون بعد أن أيقنوا بصدق ما جاءهم به نوح عليه السلام ولكن بعد فوات الأوان. وقد أثبتت البحوث الآثارية والجيولوجية في المنطقة التي قامت بها عدة فرق علمية استكشافية من مختلف دول العالم من أن الغرين والطمى في المنطقة يدلل من غير أي شك على حصول طوفان عظيم في الحقبة السومرية من تأريخ العراق القديم(5)، (6). وبعد انتهاء الأمر جاء أمر الله تعالى بتوقف تدفق الماء من السماء ومن الأرض، فاستوت السفينة على جبل الجودي وهبط منها سيدنا نوح عليه السلام ومن معه لتبدأ البشرية رحلة جديدة وبنفس القانون الإلهي الذي لا يتغير. هذا ما نص عليه القرآن الكريم: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، (هود:44).. (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)، (هود:48). هذه التفاصيل ذكرت بعضها في الكتب السماوية الأخرى ولكن ليس بهذا الأسلوب الرائع وهذه الدقة، فمثلاً ذكر العهد القديم أن السفينة استقرت على جبل آرارات الواقع شرق الأناضول والذي يقطنه أغلبية من الأرمن من سكان تركيا الحالية، بينما صرح القرآن الكريم أن الجبل هو الجودي والذي يقع في منطقة قريبة من الجبل الأول كما تبين الأشكال (1)، (2)، (3)، (4)، و (5).. فأي الحالين أدق يا ترى؟. قامت عدة فرق بحثية علمية من مختلف الجنسيات العالمية تدين الديانة النصرانية بتتبع هذه المسألة حتى حصل الاكتشاف الذي حيرهم. إذ اكتشفوا أن سفينة نوح عليه السلام وجدت لها آثار فوق جبل في تركيا ولكنه ليس جبل آرارات بل إنه جبل آخر اسمه جبل (الجودي) يقع بالقرب من جبل آرارات كما تبين الصور والأشكال (1)، (2)، (3)، (4)، و(5). فتحير القوم وزادت دهشتهم عندما علموا أن القرآن قد صرّح بهذا قبل مئات السنين، بل وأكد القرآن الكريم على أن السفينة بقيت وستبقى كآية ودليل على صدق القرآن الكريم وعلى قدرة الله تعالى في تعذيب الأقوام المكذبة والجاحدة من جهة وعلى دقة الوصف القرآني من جهة أخرى. يقول تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ* فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ* فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ*فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ*وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ* وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ )، (القمر:9-15). وقد بين القرآن الكريم قصة صناعة السفينة في آيات عدة كما بينا آنفاً، ومنها قوله تعالى (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) (هود:38). فقوله تعالى: { ويصنع الفلك } أي وطفق يصنع قال زيد بن أسلم : مكث نوح صلى الله عليه وسلم مائة سنة يغرس الشجر ويقطعها وييبسها ومائة سنة يعملها وقومه يسخرون وذلك لما رأوه يصنع من ذلك حتى كان من قضاء الله فيهم ما كان (3). وقوله تعالى : { وكلما } ظرف { مر عليه ملأ من قومه سخروا منه } قال الأخفش والكسائي يقال : سخرت به ومنه وفي سخريتهم منه قولان : أحدهما - أنهم كانوا يرونه يبني سفينته في البر فيسخرون به ويستهزئون ويقولون : يا نوح صرت بعد النبوة نجارا الثاني - لما رأوه يبني السفينة ولم يشاهدوا قبلها سفينة بنيت قالوا : يا نوح ما تصنع ؟ قال : أبني بيتا يمشي على الماء فعجبوا من قوله وسخروا منه، ومياه البحار هي بقية الطوفان { قال إن تسخروا منا } أي من فعلنا اليوم عند بناء السفينة { فإنا نسخر منكم } غدا عند الغرق والمراد بالسخرية هنا الاستجهال ومعناه إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم كما تستجهلونا(3). وهذه حكاية حال ماضية { وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه } استهزؤوا به لعمله السفينة فإنه كان يعملها في برية بعيدة من الماء(4). وهكذا تم بناء السفينة وحصل الطوفان ونال المكذبون ما يستحقون من عقاب ونجّا الله تعالى نوح عليه السلام ومن معه بعد ان استقرت السفينة على الجودي وهو جبل في تركيا يقع قريباً من جبل آرارات حيث آثار استقرار السفينة موجودة حتى يومنا هذا كما اكتشفت مؤخراً –الأشكال (1)، (2)، (3)، (4)، (5) تبين التفاصيل التي ذكرناها من أمر البعثات الآثارية المتعاقبة على مكان رسو السفينة.-. لو تدبرنا المسافة بين مكان تنزيل القرآن في مكة والمدينة وبين منطقة رسو السفينة لوجدنا نها تبعد آلاف الكيلومترات فضلاً عن فرق الارتفاع وجهل أغلب شعوب ذلك الزمان بمكان سفينة نوح عليه السلام. فمن أين يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بكل تلك الدقة المتناهية لكشف مكان رسو السفينة الحقيقي؟!, أليس الجواب واضحاً، إنه الإخبار من لدن حكيم عليم. وهكذا يبرهن القرآن العظيم على دقته المتناهية في تحديد الأماكن والآثار رغم عدم الكشف عنها بشكل علمي تجريبي إلا بعد مرور أكثر من 1300 عام على تاريخ نزوله، ورغم أن ذلك تطلب من البشرية سنين طوال كي تتمكن من رصد الأماكن والآثار عن بعد بطرقنا المرقابية الحديثة وفق تعريفات ومفاهيم علوم المساحة الحديثة والنقل المرئي ونظم الاستشعار عن بعد (Remote Sensing)، نظم المعلومات الجغرافية (Geographic Information Systems (GIS))، ونظم تحديد المواقع العالمي ((GPS )Global Positioning System ) وأسلوب الرنين المغناطيسي والأشعة تحت الحمراء وغيرها من تقنيات العصر(5)، (6).
ساحة النقاش