جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
<!--heade-->
|
عندنا تعبير شعبي يقول: وكان يومها( حوسة ودوسة). أي لخبطة وارتباك شديد. أما( الحوسة) فهي من الفعل العربي: حاس يحوس بمعني ارتبك, اضطرب تلخبط. ويقال هو حواس إذا أثار الناس أو دعاهم لعمل شيء أو حتي دعاهم للقتال.. أو أزعجهم وبالغ في ذلك.
أما( الدوسة), فهي عادة قبيحة شنيعة نخجل من ذكرها, فقد كانت بعض الطرق الصوفية في يوم معلوم, وهو يوم الدوسة. ينام فيه الدراويش علي الأرض, علي وجوههم أو ظهورهم, متلاصقين بالمئات, ويجيء الخليفة بحصانه ويمشي فوق هؤلاء الناس, والحصان يرقص علي الموسيقي ويفتح بطن هذا ويحطم دماغ ذاك.
وتتفجر الدماء والناس يصرخون والخليفة لا ينظر تحت قدميه ولا حوله ولا أمامه, وانما ينظر الي السماء, التي هبط منها؟! وانما السماء التي سوف ترتفع اليها أرواح هؤلاء الدراويش السذج. ومن العجيب ان بعض هؤلاء البلهاء كانوا يطلبون ممن يمسك لجام حصان الخليفة ان يدوسهم لقاء مبلغ من المال لأنه قد عجل بذهابهم الي جنة الخلد!
وكثيرا ما نصب عليهم هذا الرجل بأن يأخذ فلوسه قبل يوم الدوسة, ويبالغ في هذه الأموال, وأحيانا يتقاضي أثاث البيت أو مجوهرات الزوجة.
وبعض هؤلاء الدراويش الذين لم تصبهم سنابك خيول الخليفة يضربون أنفسهم بالسكاكين متظاهرين بأنها من موكب الخليفة. وأنهم جاءوا لتوديع أولادهم قبل رحيلهم الي العالم الآخر. وقد ألغي الخديو إسماعيل هذه الوصمة الاجتماعية والدينية فاستحق هو أن يدخل الجنة!
|
|
المصدر: جريدة الاهرام
ساحة النقاش