فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله رسول الإسلام . أمها خديجة بنت خويلد ولدت يوم الجمعة في العشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية عند الـشيعة بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاث سنين، و السنة الخامسة قبل البعثة النبوية عند أهل السنة في مكة المكرمة, والنبي له من العمر خمسة وثلاثين عاماً . زوجها هو علي بن أبي طالب .
شهدت فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرة، فقد كان النبي يعاني اضطهاد قريش وكانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من القاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير. وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبى طالب، وأقامواعلى ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سراً. وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية، ولكنه زادها إيمانا ونضجا. وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزنا وألما، ووجدت نفسها أمام مسئوليات ضخمه نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمه أبى طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر، ووقفت إلى جانب أبيها لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تكنى بأم أبيها.
تتعدد أسماء فاطمة وألقابها. أما تسمية فاطمة فقد قال عنها الخطيب البغدادي (12:331) وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة «أن الله سمّاها فاطمة لأنه فطمها ومحبيها عن النار»، و في سنن الأقوال و الأفعال روى الديلمي عن أبي هريرة :إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار،. بينما قال محب الدين الطبري في ذخائر العقبى« بإن الله فطمها وولدها عن النار».
من القابها
-
الزهراء: لأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية. إذ كانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء، فإن هناك من يقول أن النبي محمد هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عباداتٍ وأدعيةً وأوراداً خاصة انفردت بها، مثل: تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك.
-
البتول: تعددت الأقوال حول هذة التسمية، فقيل لأنها كانت متبتلة لعبادة الله، وقيل لأنها لم يصبها الحيض والنفاس قط.
ويضيف إليها بعض المسلمين (الشيعة تحديداً) ألقاباً أخرى، منها
-
الصديقة.
-
الطاهرة.
-
الحوراء الأنسية: ويستشهدون برواية عن رسول الإسلام أوردها الطبراني في المعجم الكبير: (فاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة. و جاء الحديث برواية عائشة أما الحديث الثاني رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الحراني وثقه أحمد وقال: كان يتحرى الصدق، وأنكر على من نسبه إلى الكذب، وضعفه البخاري وغيره، وقال بعضهم: متروك، وفيه من لم أعرفه أيضاً، وقد ذكر هذا الحديث في ترجمته في الميزان و قال فيه ابن حجر :هذا مستحيل، فإن فاطمة ولدت قبل الإسراء بلا خلاف.
فهو: «إنّي لما أُسري بي إلى السماء أدخلني جبريلُ الجنّة فناولني منها تفّاحة، فأكلتُها فصارت نُطفةً في صُلبي، فلمّا نزلتُ واقعتُ خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، وهي حوراء إنسيّة، كلمّا اشتقتُ إلى الجنّة قبّلتُها.»
وتكنى بأم أبيها، وعند الشيعة أم الأئمة.
هجرتها
هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهى في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أختها أم كلثوم وأم المؤمنين سودة بنت زمعة بصحبة زيد بن حارثة وهاجر معهم أم المؤمنين عائشة وأمها أم رومان بصحبة عبد الله بن أبي بكر، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة.
زواجها
تزوجها الخليفة علي بن أبي طالب وأصدقها درعه الحُطمية. في ذي القعدة أو قُبيله من سنة اثنتين بعد معركة بدر ( قاله الذهبي ) . وقال ابن عبد البر : دخل بها بعد معركة أحد ، فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب . وطبقا للمنظور الشيعي فأن فاطمة تزوجت من علي زواجا إلهيا لتكون هي الأم التي تنجب أئمة أهل البيت.
أبنائها
أولادها:
بناتها :
مكانتها
لفاطمة بنت محمد مكانة عظيمة عند المسلمين بشتى طوائفهم؛ فتجمع على أن لها شأن عند الله يفوق كل نساء العالم، وأنها سيدة نساء العالمين وفقاً للمنظور الإسلامي ولا يشاركها تلك المكانة سوى القليل من النساء مثل مريم بنت عمران على سبيل المثال مع أنهم يؤمنون أيضا أن مريم من أفضل نساء العالمين وأتقاهن و تستمد فاطمة مكانتها عند الشيعة من أنها أم الأئمة المعصومين لديهم، ولديهم الكثير من الروايات التي تبين مكانتها وأفضليتها عن كل النساء، فبعض المصادر الشيعية تروي أنها ولدت بعد أن أكل والدها تفاحة من الجنة فصارت نطفة في صلبه وكانت هي من هذة النطفة، وروايات أخرى تذكر اأن أفضل نساء العالمين - طبقاً للمنظور الإسلامي - أتين لتوليد خديجة من العالم الآخر تكريماً للزهراء ، ويعتقد الشيعة كذلك بعصمتها، وهي في المرتبة الثالثة من حيث المكانة بعد أبيها محمد وعلي بن أبي طالب. أما من المنظور السني ففاطمة بنت نبيهم وسيدة نساء العالمين، وترجع أفضليتها لأنها من أكثر من عانى وقاسى مع أبيها محمد؛ وكانت هي الراعية له على الرغم من صغر سنها وقسوة الظروف المحيطة بها. ولكنهم لا يعتقدون بعصمتها أو إمامة زوجها وذريتها وإن كانوا جميعاً ذوي مكانة عظيمة وفقاً لمعتقد أهل السنة والجماعة.
فاطمة وميراث أبيها
الخلاف حول ميراث فاطمة الزهراء
تعددت الأقوال و الروايات حول ميراث فاطمة ؛ ففي حين يرى الشيعة أن أرض فدك من حق فاطمة كميراث شرعي ، وأن تمسك أهل السنة بأن الأنبياء لا يورثون و أن ما تركوه صدقة ويستشهدون بحديث الرسول:«لا نورث ، ما تركنا صدقة» ، فهو الرأي الذي استند له أبو بكر حين كان خليفة المسلمين وعمر بن الخطاب ، وأن فاطمة وزوجها علي استمسكا بالرأي القائل بأنه حقها. ويسميها الشيعة الآن مظلومية الزهراء ويعتقدون بأن فاطمة توفيت وهي غاضبة على أبو بكر وعمر مستشهدين بأحاديث وروايات من عند أهل السنة أنفسهم كرواية البخاري في صحيحه عن عائشة بنت أبي بكر.
بينما يرى أهل السنة والجماعة أن حديث قول النبي ص : "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" لم ينفرد به أبو بكر وإنما رواه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وغيرهم ، وأن المال الذي خلفه النبي ص لم يجعله أبو بكر الصديق لنفسه ولا لأهل بيته وإنما هذا المال هو صدقة لمستحقيها ، و أن عمر قام بتسليم هذا المال إلى علي والعباس يفعلان فيه ما كان النبي ص يفعله وأن يجعلانه صدقة ، وأن علي لما ولي الخلافة لم يغيرها عما عمل فيها في عهد الخلفاء الثلاثة ولم يتعرض لتملكها ولا لقسمة شيء منها بل كان يصرفها في الوجوه التي كان من قبله يصرفها فيها ، و أنه ثبت عن فاطمة أنها رضيت عن أبي بكر بعد ذلك وماتت وهي راضية عنه ، كما يرى أهل السنة والجماعة أن في كتب الشيعة حديث (إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم ) صحيح كما بيّن ذلك المجلسي وغيره ، ولعل حكمة الله في هذا الحكم - في أن لا يورث الرسول ص المال لآله من بعده - هو حتى لا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوة النبي ص بأنه طلب الدنيا وقاتل في الغزوات ليخلف الثروات والأموال لورثته ، كما صان الله تعالى رسول الله ص عن معرفة القراءة والكتابة وعن قول الشعر وذلك صيانة لنبوته عن الشبهة .
وفاتها
توفيت فاطمة بنت محمد بعد ستة أشهر من وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله.
|
|
طرحة زفاف السيدة فاطمة الزهراء |
|
|
|
|
|
ساحة النقاش