يعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة كما ورد ذكره في القرآن الكريم حيث قال تعالى: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً [27] وَعِنَباً وَقَضْباً} [عبس:27ـ28] صدق الله العظيم. ويوجد العنب بالألوان مثل الأبيض والأخضر والأسود والأحمر وهذه جولة مع العلم الحديث وما توصل إليه, رغبت مجلة والدي أن تضعها بين أيديكم:

يتميز العنب بأنواعه باحتوائه على نسبة جيدة من المواد السكرية سريعة الامتصاص وسهلة الهضم, حيث يتركز سكر الجلوكوز وسكر الفركتوز G Vit بشكل كبير ويتميز كذلك العنب بغناه بالفيتامينات مثل فيتامين ج ـ كما يحتوي على نسبة جيدة من العناصر المعدنية مثل Vit - B وكذلك فيتامين ب البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم كما يحتوي العنب على مواد ذات مفعول علاجي حيث يحتوي على مركب يعرف بـ ريزفيراتول Resveratol وتتميز هذه المادة بتأثيرها الإيجابي في الحد من تصلب الشرايين, حيث إن لها تأثيرا بأمراض القلب كذلك [LDL] الدم وخصوصًا الكوليسترول السيئ يوجد في العنب بعض الأحماض التي لها دور في الوقاية من تراكم الجذور الحرة وبالتالي يعتبر مضادًا جيدًا للسرطان.

ـ العنب علاج .. ووقاية:

1ـ يساهم العنب في خفض الضغط المرتفع فهو يعتبر مدرًا للبول لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم.

2ـ يحد استهلاك العنب من الإصابة بالإمساك كما أنه يسهل البطن ويفضل استخدامه كمسهل للأطفال يتناول عصير العنب للكبار وللصغار وهو ناجح بشكل جيد للأطفال حيث يعتبر عصير العنب علاجا ناجحًا في حالات الإمساك حيث يقوم العنب بعملية التنظيف البطن وتسهيل حركة الأمعاء.

3ـ يخفض الحموضة وخصوصًا الحموضة التي تنتج من عملية عدم سهولة الهضم أو عسر الهضم حيث يحتوي العنب على العديد من الأحماض الطبيعية ذات التأثير القاعدي حيث يعادل أو يشابه الحليب وهو أسهل من الحليب في الهضم.

4ـ يساهم العنب في الحد من الإصابة بالسرطان حيث تشير الأبحاث إلى أن البلاد التي يكثر فيها إنتاج العنب تكاد تكون فيها أمراض السرطان منخفضة بل معدومة لأن العنب يحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تساهم في إخراج المواد المسرطنة الجذور الحرة وتطرحها خارج الجسم حيث يحتوي العنب على العديد من الفيتامينات والمعادن مضادات للأكسدة مثل فيتامينات [أ.ج] وبعض العناصر المعدنية كما يحتوي العنب على الألياف الذائبة وغير الذائبة.

5ـ للعنب قيمة علاجية عالية وخصوصًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرا بات أو ضعف في الكلى حيث يحتوي العنب على نسبة جيدة من الماء والأملاح بكميات مناسبة كما أنه يسهم بشكل جيد في عملية تصفية الدم وتنقيته من السموم.

6ـ يعتبر العنب منشطًا قويًا لوظائف الكبد، كما أنه مفيد في حالات الإصابة بفقر الدم وفي حالات سوء الهضم إضافة إلى أنه يساعد في حالات سوء الهضم، البواسير، الحصاة الكبدية، النقرس والسل.

7ـ احتواء العنب على مقادير عالية من المواد السكرية سهلة الهضم والامتصاص يساعد على اكتساب طاقة حرارية مناسبة لذا ينصح به للرياضيين والأشخاص الذين يتطلب عملهم مجهودًا عضليًا وحركيًا.

ـ العنب يقاوم هشاشة العظام:

تشير الأبحاث العلمية إلى أن مرض هشاشة العظام من الأمراض التي تنتشر بشكل كبير لدى السيدات حيث تفقد العظام قوتها وصلابتها عندما تبدأ في فقد الكالسيوم نتيجة انخفاض امتصاص هرمون الأستروجين من الطعام خاصة عندما تبلغ السيدات سن اليأس. إذ أن هرمون الأستروجين يعمل على زيادة امتصاص الكالسيوم وترسبه وإضافته إلى العظام وعندما ينخفض امتصاصه تفقد العظام الكالسيوم الذي يعتبر الوحدة الأساسية في بنائها.

لكن العنب يحتوي على معدن هام هو معدن البودون الذي يساعد على زيادة نسبة هرمون الأستروجين مما يقلل من التعرض لهشاشة العظام.

ـ وعصير العنب لضيق الشرايين والزهايمر:

أكدت دراسة أجراها فريق من جامعة ويسكنسن ونشرتها مجلة سيركوليشن الصادر عن الجمعية الأمريكية لأمراض القلب أن عصير العنب الأحمر يشكل وسيلة ممتازة لمحاربة العصاد أو ضيق الشرايين .. وأوضح أصحاب هذه الدراسة أن استهلاك عصير العنب خلال فترة أسبوعين ساعد على زيادة ليونة الأوعية وخفض نسبة تشكل الكولسترول لدى المرضى المصابين بمرض في الشريان التاجي وبذلك تضاعف قدرة الأوعية الدموية على التفاعل مع ازدياد تدفق الدم ثلاث مرات تقريبًا.. وأكدت الدراسة أن هذا الأمر يكتسب أهمية كبيرة لأنه يعني أن شرب عصير العنب الأحمر يمكن أن يؤثر إيجابيًا وبطرق مختلفة على عملية العصاد وهو ترسب دهني وتكاثر خلايا النسيج الليفي في الجدران الداخلية للشرايين].

إضافة إلى ذلك فقد وجد علماء معهد الطب الوقائي في مستشفى كوميونهو سبيتا أن الأشخاص الذين يشربون عصير العنب الأحمر باستمرار يقل خطر إصابتهم بالخرف والزهايمر بحوالي النصف مقارنة بغيرهم وذلك إضافة على فوائد عصير العنب وخصائصه الطبية الأخرى في الوقاية من الأمراض الأخرى في الوقاية من الأمراض القلبية والسرطانية المختلفة.

وتم التوصل إلى هذه النتائج بعد متابعة أكثر من 1700 شخص في كوبنهاجن بالدانمارك وتقييم حالاتهم الصحية حيث تبين أن مركبات [فلافونديد] المركزة في عصير العنب الأحمر تلعب دورًا مهمًا في حماية الدماغ من المرض وتقلل التلف الناتج عن جزيئات الشوارد الحرة الضارة التي تتكون عند تحول الأكسجين إلى طاقة في خلايا الجسم لذلك فإن هذه المركبات تفيد في الوقاية من السكتة والأمراض الدماغية والقلبية أيضًا.

وقال الباحثون في دراستهم: إن بالإمكان تطوير علاجات جديدة فعالة أو أساليب وقاية اعتمادًا على هذه المواد مشيرين إلى الدراسات السابقة التي أظهرت أن فيتامين E الغذائي يقلل خطر الإصابة بالزهايمر ويحسن القدرات الدماغية والإدراكية.

ـ العنب في الساحات الطبية:

نظرًا للدور الذي يلعبه العنب في الحد من تفاقم العديد من الأمراض فقد تم استخدامه في الآونة الأخيرة في الساحات الطبية من خلال نظام غذائي يتم في تحضير الجسم للعلاج بالعنب.

ويتم تطبيق هذا النظام على ثلاث مراحل تحت إشراف طبي متخصص.

ففي المرحلة الأولى يصوم المعالج لمدة يومين أو ثلاثة يكتفي فيها بشرب كمية كبيرة من الماء البارد مع عمل حقنة شرجية يوميًا وبذلك تتخلص المعدة من فضلات ورواسب الطعام وتستعد لاستقبال غذاء العنب وتضمن هذه الطريقة ظهور مفعول العنب بشكل أسرع.

أما المرحلة الثانية فتبدأ بعد انتهاء فترة الصيام إذ يشرب الشخص كأسًا من الماء البارد على الريق.

والمرحلة الثالثة من العلاج تبدأ بعد نصف ساعة من تناول الماء إذ يتناول اشخص أو وجبة من العنب ويراعى مضغ الثمرة بأكملها بما في ذلك القشر والبذور.

ويستمر هذا النظام الغذائي لمدة أسبوع أو أسبوعين حيث يتناول الشخص سبع وجبات من العنب يوميًا بمعدل وجبة كل ساعتين من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء. إلا أن هذا الأسلوب العلاجي لا يتم إتباعه إلا تحت إشراف طبي خوفًا من حدوث مضاعفات نتيجة عدم مناسبة هذا العلاج للحالة الصحيحة للجسم.

ـ العنب والصناعات الدوائية:

أثبتت التحاليل الطبية أن فاكهة العنب لها فوائد طبية وعلاجية عديدة أهمها: أنه يساعد على تنشيط الكبد وسلامة وظائفه وإدرار الصفراء بصورة منظمة.

كما أن للعنب أثرًا فعالاً في تخفيض حمض الفوليك في الدم الذي يترسب في المفاصل والأطراف ويسبب الآلام وهو ما يعرف بداء الملوك أو النقرس كما أنه مفيد في طرد البلغم وتهدئة حدة السعال وعلاج لأمراض البرد والإنفلونزا والوقاية من آلام اللثة وتساقط الأسنان.

لذا فإن العنب يدخل في الكثير من الصناعات الدوائية المستخدمة حاليًا مثل أدوية السعال والكحة والمضادات الحيوية لاحتوائه على مواد وعناصر أساسية فهو يحتوي على مواد سكرية بنسبة 15 بالمائة ويمثل الجلوكوز حوالي 7 بالمئة من هذه السكريات كما يحتوي العنب على مواد بروتينية ودهنية فيتامين 'أ' وكذلك أملاح الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم ولا تقتصر فوائد العنب على الثمر فحسب بل تشمل أوراقه أيضًا حيث تحتوي على قيمة غذائية كبيرة فكل مائة غرام من أوراق العنب تحتوي على نسبة عالية من الماء والكربوهيدرات إلى جانب الفيتامينات والكالسيوم.

ـ العنب في القرآن الكريم:

ورد ذكر العنب في عشر من سور القرآن الكريم.

هي سور الإسراء، عبس، البقرة، الأنعام، الرعد، النحل 'ذكر فيها مرتين' الكهف، المؤمنون، يس، النبأ، ونورد هذه الآيات فيما يلي: عنب: {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً} [الإسراء:91].

عنبًا: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً[27]وَعِنَباً وَقَضْباً} [عبس:27ـ28].

أعناب:{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة:266].

{وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:99].

{وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد:4].

{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل:11].

{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ والأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل:67].

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً} [الكهف:32].

{فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [المؤمنون:19].

{وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ} [يّـس:34].

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً [31] حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً} [النبأ:32].

المصدر: مفكرة الاسلام
  • Currently 249/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
84 تصويتات / 3385 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2009 بواسطة moneelsakhwi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,167,143