لا يمر يوما حتي تتناقل الأوساط العلمية خبراً جديداً يتعلق بإنجاز علمي غير مسبوق يتعلق بعلاج مشاكل الخصوبة عند الرجال، ولكن جاءت دراسة نمساوية لتكشف عن فوائد جديدة تتعلق بالسائل المنوي البشري، مؤكدة أنه يحوي على مادة تساعد في إطالة العمر، وقد تستخدم كذلك في مكافحة مرض الزهايمر.
ووجد الباحثان توبياس أيزبيرج وفرانك ماديو من "جامعة جراز" الأسترالية، أن مادة "سبيرمدين" - مركب آزوتي - تطيل حياة خلايا المناعة لدى البشر والفئران والحشرات وديدان الأرض وفطر الخميرة.
وأكد الباحثون أن مفعول هذه المادة لم يقتصر على خفض معدل تضرر خلايا تلك الحيوانات بفعل التقدم في السن فحسب، بل أكسبها قدرة على التخلص من البروتينات المتضررة.
ويحتوي السائل المنوي على معدلات عالية من مادة "سبيرمدين"، وتتوفر أيضاً في الجريب فروت وبذرة القمح وفول الصويا.
وبينت الاختبارات المعملية أن مفعول المادة، وبعد معالجة فئران مختبرات بها، لم يقتصر على خفض معدل تضرر خلايا تلك الحيوانات بفعل التقدم في السن فحسب، بل أكسبها قدرة على التخلص من البروتينات المتضررة.
وأكدت الجامعة أن النتائج قد تنطبق على أمراض متصلة بالتقدم بالسن كالزهايمر والشلل الرعاش "باركنسون".
وقد أظهر تقرير صدر في أواخر سبتمبر الماضي، بمناسبة اليوم العالمي لمرض الزهايمر، أن عدد المصابين بالمرض حول العالم سيتضاعف في الـ20 سنة المقبلة، وخصوصاً في الدول النامية، إذ من المتوقع أن ترتفع نسبة المصابين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 125 %.
يذكر أن حتى اللحظة فشل العلم في إيجاد علاج ناجع لمرض الزهايمر، والذي يصيب وظائف المخ والجهاز العصبي، ويتسبب تدريجياً في فقدان الذاكرة والقدرة على الكلام وينتهي بالموت.
علماء يصنعون سائل منوي بشري
في إنجاز قد يثير أوسع نقاش فلسفي وديني وأخلاقي حول قضايا الخلق والوجود ودور الإنسان في الكون، ومواصلة لمسلسل العبث العلمي، أصبح العلماء البريطانيون على مشارف إنتاج حيوانات منوية في معملهم، وذلك من خلال خلايا جذعية جنينية.
وتوصل العلماء إلى تصنيع السائل المنوي في أنابيب اختبار باستخدام الخلايا الجذعية أو خلايا المنشأ المستخلصة من جنين ذكري عمره خمسة أيام.
ويعتقد الباحثون أن ذلك سيساعد الرجال الذين يعانون مشكلات في الإنجاب، ولكن خبراء آخرين أعربوا عن اعتقادهم بإنه لم يتم تصنيع حيوانات منوية كاملة.
وأوضح العلماء أن الخلايا الجذعية، التي صنعوا منها السائل المنوي البشري، مستخلصة من جنين ذكر واحد، أي يحتوي على الكروموسوم الذكري Y، لذلك فإن رجلاً واحداً فقط مطلوب لهذه الغاية.
وقد تم أخذ الخلايا الجذعية من جنين عمره أيام وحفظها في صهاريج بها نيتروجين سائل. ثم وضعت في درجة حرارة الجسم وفي خليط كيمياوي لتشجيعها على النمو.
وأكد العلماء أن هذا التطور العلمي الاستثنائي قد يثير تساؤلات أخلاقية بشأن مدى سلامة "المنتج" والتهديد الذي يشكله للدور المستقبلي للرجل أو الذكر بشكل عام.
كذلك شكك خبراء في أن يكون السائل المنوي البشري المنتج مخبرياً مماثلاً للسائل المنوي الأصلي.
وإذا ما تأكدت صحة النتائج لهذا التطور العلمي، فإنه من الناحية النظرية، يستطيع الجنين البشري الواحد، ومن خلال الخلايا الجذعية، أن يوفر مخزوناً لا نهائياً من السائل المنوي، وفي هذه الحالة فإنه لن تكون هناك ضرورة لوجود الرجل.
ومن جانبه، أوضح البروفيسور كريم نايرنيا رئيس فريق الباحثين في جامعة نيوكاسل، إن فريقه حقق اختراقاً علمياً جديداً، بنجاحه في تطوير طريقة مبتكرة لإنتاج حيوانات منوية في مراحلها المبكرة، وذلك عبر معالجتهم لخلايا جذعية أخذوها من أجنة بشرية واستخدامهم حمض "الريتينويك"، وهو مشتق من فيتامين "أ".
ويقول العلماء إنهم وجدوا أن حوالي 20 بالمائة من الخلايا المستخدمة في اختباراتهم قد أنتجت حيوانات منوية في مراحلها المبكرة، أو مرحلة ما يسمى علميا بـ "السبيرمأتاجونيا"، مؤكدين إنه بعد عمليات زرع إضافية للخلايا الحديثة المنتجة، وجدوا أن عددا من تلك الخلايا يواصل عملية الانشطار والانقسام.
أما الاختراق العلمي الحقيقي، حسب البروفيسور نايرنيا، فقد جاء عندما اكتشفوا أن بعض الخلايا قد واصلت عملية النمو، حيث أخذت تستطيل وبدأ ينمو لها ذيل يساعدها على الحركة وتكوين خلايا منوية يمكن تمييزها بسهولة ويسر.
وأوضح البروفيسور نايرنيا: "إذا ما توصلنا إلى فهم أفضل لما يجري، فقد يقودنا هذا إلى طرق جديدة لعلاج العقم".
وقد طرح هذا البحث قضايا أخلاقية حيث تقول جوزفين كوينتافيل من أحد المراكز المعنية بالبعد الأخلاقي في البحوث العلمية "ان هذا البحث دليل آخر على الجنون اللاأخلاقي، حيث يتم تدمير أجنة بشرية لتخليق حيوانات منوية، إنهم يقضون على حياة من اجل احتمال صنع حياة أخرى.
ممارسة الحب بين الزوجين تحسن نوعية السائل المنوي
الحديث عن خصوبة الرجال باتت من الأمور الأكثر إثارة للجدل في الفترة الأخيرة ، والأمر الذي جعل العلماء لا يتوقفون عن البحث في هذا الإطار ، وكان أخر هذه الدراسات ما قام به باحثون استراليون حول أهمية ممارسة الحب أو القذف على نحو يومي وقدرتها علي تحسين نوعية الحيوانات المنوية وبالتالي تحسين القدرة علي التناسل.
وشملت الدراسة التي أنجزها الدكتور ديفيد جرينينج، وهو طبيب نسائي متخصص في العقم يعمل في مركز علاج العقم في سيدني، 118 رجلا تعتبر نوعية حيواناتهم المنوية أقل من المتوسط، وطلب منهم القذف يومياً خلال أسبوع دون أي تبديل آخر في نمط حياتهم.
وفي محصلة هذه الدراسة، اتضح أن نوعية مني هؤلاء الرجال "81%" تحسن، في حين انتقل وضع الكثير منهم من "سيء" إلى "متوسط" إلى "جيد"، غير ان 19% من المشاركين، تراجعت نوعية الحيوانات المنوية لديهم.
وتم تقييم نوعية الحيوانات المنوية من خلال مؤشر انشطار الحمض النووي الريبي "مؤشر دي اف اي"، الذي يقيس الحمض النووي الريبي في المني، في حين بلغ مؤشر "جي اف اي" الوسطي في المجموعة 34% بعد ثلاثة أيام من الامتناع وهذا دليل نوعية سيئة انخفض المؤشر إلى 26% "كمعدل وسطي" بعد أسبوع من القذف اليومي، وتحسنت أيضاً حركة المني من طريق هذا القذف المتكرر، وأن تراجع حجم المني وكثافته.
وبالنسبة الى ديفيد جرينينج، يحسن القذف نوعية المني لأنه يخفض فترة مكوثه في قنوات الخصيتين، حيث يتعرض لآثار الذرات المؤكسدة السلبية.
ويرى جرينينج أن دراسات أخرى "ستسمح بتحديد اذا كان هذا التحسن في نوعية المني يترجم بزيادة في نسب الحمل". وقد ألمحت دراسات سابقة الى هذه الصلة، كما ينبغي للازواج الراغبين في رفع فرصهم في الإنجاب، ممارسة الحب يومياً خلال الأسبوع السابق لتاريخ الإباضة، وهذا علاج بسيط يمكن أن يعتمد في إطار العلاجات المساعدة على الإنجاب.
ماهية الحيوانات المنوية
يتكون من الرأس الذي يحتوي على الجينات أي عوامل الوراثة, وجزء وسطي يسمى الرقبة التي تعطي الطاقة اللازمة للحيوان المنوي للحركة, والذيل الذي يساعد على دفع الحيوان المنوي داخل القناة التناسلية الأنثوية.
ونود الإشارة هنا إلى أن الرجل يبدأ بإنتاج الحيوانات المنوية عند البلوغ فقط، بخلاف المرأة التي تولد ومبيضها يحتوي على البويضات.
وتتراوح كمية السائل المنوي أثناء عملية القذف بين 1-6 ملم مكعب,وعند القذف يكون السائل المنوي لزجاً لكن سرعان ما يتحول إلى سائل في القناة الأنثوية التناسلية "المهبل" ويستغرق ذلك حوالي 20-30 دقيقة، ويستغرق اختراق الحيوان المنوي للمادة المخاطية في عنق الرحم حوالي دقيقتين.
والمعروف أن أي مرض مهماً كان بسيطاً، حتى وإن كان التهاب اللوزتين مثلاً قد يخفف عدد الحيوانات المنوية، ولأن الحيوانات المنوية تحتاج إلى حوالي من 7 الى -74 يوماً لإنتاجها, فإن أي مرض يؤثر على عملية الإنتاج، ومن ثم فإنه من الخطأ الحكم على تحليل واحد فقط للسائل المنوي،
ويجب إعادة التحليل عدة مرات خلال أشهر للتأكد من صحة التحليل وتشخيص الخطأ إن وُجد ومعالجته.
ساحة النقاش