الحرب النفسية من الموضوعات الاجتماعية الهامة والحيوية وتحتل مكانا هامة في مجال علم النفس الاجتماعي وعلم النفس العسكري وه ليست حربا بلمعنى التقليدي قادة وجنود واسلحة فهي حرب بلا مدافع وصواريخ وانما هب حرب الكلمة الهامة والعلنية والشفوية او المكتوبة والحرب النفسية تعد من اخطر انواع الحروب لانها تستهدف الجانب النفسي للفرد وميدانها الشخصية وهي حرب افكار ترمي الوصول الى عقول الرجال واذلالهم وتحطيم ارادتهم وهي وسيلة استتراتيجية الوطنية والقومية للدولة وهي مستمرة في وقت السلم او الحرب وهي سلاح فعال في المعارك فهي وسيلة تدعم وسائل القتال الاخرى في استغلال وتوظيف النجاح والنصر في المعارك والحروب كما انها توفر الكثير من الخسائر في العتاد والرجال والاموال وهي حرب طويلة الامد وتعد حليفا للدبلوماسة من خلال عملها على احتواء او تبني بعض القضايا او المواقف لافراغها من محتواها مستخدمة الاثارة تارة والتهدئة تارة اخرى وذللك حسب طبيعة الظروف والمواقف
الحرب النفسية قديمة قدم المجتمع البشري فقد قدر لحضارة وادي الرافدين والتي شهدت اول حرف للكتابة وطلائع النظام السياسسي في تاريخ البشرية ان تضع اصول تطبيق ظاهرة التعامل النفسي وبلذات الحرب النفسية ان اقدم النصوص والشواهد المتوفرة حاليا حول استخدام الحرب النفسية في العراق القديم تعود الى ما قبل خمسة الاف عام تقريبا وهو لوح مسماري كتب بللغة السومرية ويتظمن قصيدة تدون حادثة سياسية تنطوي على استخدام الاساليب السياسية من اجل الغلبة والقوة التي يتبعها اهل عصرنا الراهن
فب هذه القصيدة المعنونة باسم "اينمر كاروسيد ارتا" يروي لنا الكاتب السومري لدينة اوروك اي الوركاء حاليا والى الشرق منها بمسافات بعيدة في بلاد فارس كانت تقع مدينة ارتا التي يفصلها عن اوروك سبع سلاسل من الجبال وهي فوق قمة شاهقة يصعب بلوغها او ادراكها ولكن اينمر بعد نشوب الحرب بين المدينتين صمم على جعل اهلهل تابعة له وشرع لتحقيق ذللك وشن الحرب النفسية على حاكم ارتا وعلى سكانها فافلح في تحطيم او كسر روحهم المعنوية وتثبيط همم حتلى وصل الامر الى ان يصيوا اتباعا لدينة اوروك وملكها اينمر كار وذللك ممن خلال مراحل متعددة بثبت الرعب تدريجيا في قلب الحاكم ارتا والتي وصلت في مرحلتها الاخيرة الى الانذار بلتذمير الشامل من البطل السومري اذا لم يقدم حاكم المدينة وسكانها احجار الجبل ويبنوا له معبد اريدو ويبدو من الوقائع التي اوردتها القصيدة ان ماحدث كان تدرجا في المنطق الدعائي وصولا الى استخدام استراتيجية الرعب اتجاه العدو وهو مايعرف اليوم بلحرب النفسية الاستراتيجية
ان الحرب النفسية في بلاد مابين النهرين والتي تعد اول حرب نفسية في تاريخ البشرية اتسمت في كونها اداة مساندة للقتال والحرب وانها نوعا من القتال السياسي كذللك ظهورها ارتبط بظهور وقيام الدولة ككيان سياسي قائم
وفي الصين القديمة كانوا يستخدمون السحر والعرافون والعسكريون كما استخدم اليونانيون قديما التشهير السياسي والسب والشتائم ضد اعدائهم
وفي الحربين العالميتين الاولى والثانية تحولت الحرب النفسية من وسيلة عرضية الى اداة عسكرية رئيسة كما استخدم الذعر الكامل والاهيار العصبي وحرب الاعلام واستمرت الحرب النفسية في زمن السلم وفي زمن الحرب قائمة ومتخذة اشكالا والوانا متععدة كما نلاحظها حاليا في مواقف وسياسات الدول العظمى والدول الكبرى
ظهر مصطلح الحرب النفسية حديثا ويعد من اختراع الالمان ورافقت ظهور هذا المصطلح اصطلاحات كثيرة للاشارة الى المظاهر نفسها الا انها لم تكن تتسم بالدقة الكافية للاشارة الى المعاني التي تشير اليها مصطلح او مفهوم الحرب النفسية ومن تللك المصطلحات الحرب الباردة حرب الافكار الحرب من اجل كسب عقول الناس اما اسلحة الحرب النفسية لما كان الهدف الاستراتيجي العام للحرب النفسية وهو تغيير سلوك المقابل او الاخر ولمل كانت هي ايضا حرب شاملة موجهة لجميع افراد المجتمع مدنيين وعسكريين وهي حرب متصلة ومستمرة في زمن السلم والحرب فانها ميدانها هو الشخصية واسلحتها الكلمات والافكار والدعاية والشائعات الدعاية في الحرب النفسية
اولى علم النفس الاجتماعي اهتماما كبيرا لموضوع الدعاية وذللك بدراسته وتحليله للارضية التي تستند عليها والتي تتحدد بوضوع سيكولوجية التاثير الدعائي الذي يشكل كل جزء من اجزائه حالة مثلى للتفاعل الاجتماعي اذا ان تفاعل مشاعره من يخلق الاعلام وينقله ومن مستقبله تشكل حالة واقعية ونموذجية لذللك التفاعل
اجتازت الدعاية طريقا طويلا من تطور اشكالها هذه الاشكال مفعمة يمضامين مختلفة بل ومتناقضة احيانا وذللك تبعا لمصالح الجهات التي تنتجها وتستخدمها كما وتزداد فعالية الدعاية بازدياد تفهمنا للعلاقات الناشئة في عملية تنفيذها ومع ادراك الخصائص المميزة لمواردها وموضوعها وادواتها التي تستخدمها وفي الواقع انه لا يمكن الوصول الى ذللك الا عن طريق استخدام معطيات علم النفس الاجتماعي ذللك لان انتشار الدعاية وشمولها مكانات واسعة مع تنافي الامكانيات التقنية للاتصال ومعالجة الاخبار وحفظها سواء السياسية منها والاقتصادية او الثقافية في عالمنا المعاصر كل ذللك اصبح حقيقة موضوعية خاصة خلال الخمس سنوات الاخيرة التي تميزت بلتطور الهائل للوسائط التقنية للاتصال الجماهيري ان انتشار الدعاية لايجري على حساب عدد جمهورها وتعدد نفوذها في المجالات الاجتماعية حسب بل وبلعمق ايضا عن طريق التنامي السريع للبحوث الكثيرةوالمتنوعة في ميدان المعارف السيكولوجية الاجتماعية والتي تدرس الجوانب للدعاية وتطوير الاسس العلمية لها والتي اكدت اكثر فاكثر على ان الدعاية التي تفشل في اشباع حاجات الافراد النفسية لا تتوصل الى تحقيق اهدافها بل وتعطي نتائج متناقضة وعندما تنجح الدعاية في اشباع لحاجات الناس النفسية فسيتولد لديها شعور ذاتي بلوحدة فيما بينهم هذا الشعور يؤدي الى نشوء سيكولوجي هام هو الموقف والذي حلقة متكونة في نظام تفاعل الفرد مع العالم الخارجي يبدا بتاثير العالم الخارجي على الفرد على الذات وعلى وفق وافق المستوعبة يستجيب الفرد سلبا او ايجابا لكل ما يتعلق بهم او لكل مايمس مصالحهم واتح\جاهاتهم وقيمهم الشعورية الواعية والاشعورية غير الواقعية زطبقا لمواقف الموجودة في وعيهم يوجهون اهتما بهم ويتقبلون الاعلام او لا يتقبلونه ثم يظهرون مشاعرهم تجاه مضمونة ويكونون اراءهم او يغيروها ثم يبنون سلوكهم وفقا لذلك اهداف الدعاية في الحرب النفسية للدعاية مسارين شانها في ذللك بقية اسلحة الحرب النفسية احدهما ذو اثر ايجابي على جهة المصدر وثانيا ذا اثر سلبي على المتلقين سواء جماعة عدوة او محايدة وللدعاية انواع واشكال ومنها
الدعاية السوداء وهي دعاية سرية ومصدرها غير معروف
الدعاية البيضاء وتكون علنية ومصدرها معروف
الدعاية الرمادية وهي بين السرية وبين العلنية تقوم بها المؤسسات الغير حكومية
وسائل الدعاية في الحرب النفسية
الاذاعة والافلام السينمائية والتلفازية والصحف والمجلات وكذللك المهرجانات والمعارض والمؤتمرات الصحفية
من كل ما تقدم نلخص ان الدعاية هي دعوة لراي او فكرة يقوم بها فرد او جماعة في محاولة منظمة للتلثير في الراي العالم او تكوين راي عام تجاه مسالة او قضية بقصد تغيير اتجاه او انماط السلوك عند بعض الافراد او الجماعات باستخدام اي من وسائل الاتصال بالجماهير
والجاعية الذي يقوم بلدعاية يهمه بلوغ اهذاف حتى ولو اخفى بعض الحقائق او اختلق بعض الوقائع او ضخم بعضها او قلل من شان بعضها الاخر

<!-- / message -->
المصدر: بقلم moneim
  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 581 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2009 بواسطة moneelsakhwi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,171,229