هل يحب طفلك تناول المكرونة، وينفر حتى من الاقتراب من أي طبق يحتوي على الخضروات؟
يتخلّص الطفل من العديد من عاداته السيئة التي تزعج الأم مع مرور السنين، لكنه اذا ما اعتاد على عادات غذائية سيئة فانه قد يستمر فيها لفترات أطول.
وتقول الدكتورة جينفر تراكينبيرغ مؤلفة كتاب «أطفال جيدون، عادات سيئة» ان «عادات الأكل في الطفولة قد تنمو مع الطفل حتى بلوغه سن الرشد، وبالتالي فانه من الأفضل التعامل معها منذ البداية وفي وقت مبكر».
وبما أن الأم لا ترغب في أن تكون الوجبة مناسبة للدخول في معركة مع طفلها فانها في حاجة إلى اتخاذ خطوات صغيرة وذكية لمساعدة الطفل على تغيير تصرفاته وأساليبه.

وفيما يلي خطط للعمل لمواجهة أربعة أشراك غذائية يقع فيها الطفل.

1- تناول الأطعمة الخفيفة دون توقف:

لماذا تعتبر هذه عادة سيئة؟
تناول الأطعمة الخفيفة مثل رقائق البطاطا والحلويات والمكسرات طوال اليوم يعني أن الطفل لن يشعر بالجوع عند حلول موعد تناول الوجبات اليومية العادية (حتى إن كانت تلك الأطعمة الخفيفة صحية)، فهي تجعل الطفل لا يدرك الشعور بالجوع أو الامتلاء، وتلك مهارة مهمة للغاية يحتاجها طوال حياته.

كيف يمكن التغلّب على تلك العادة؟

• ضعي جدولاً لتلك الوجبات:
النظام يساعد الأطفال كثيرا، وبالتالي قدمي له وجبتين أو ثلاث وجبات خفيفة (ما بين الافطار والغداء وما بعد الغداء وقبل النوم اذا شعر بالجوع). وحاولي جعله يجلس إلى طاولة الطعام عند تناول هذه الوجبات الخفيفة. وعند طلبه تناول شيء خفيف في وقت آخر خاصة اذا كان تناول طعاما قبل وقت قصير ولم يكن حتى يشعر بالجوع، ذكريه ان موعد الوجبة الخفيفة التالية اقترب (واذا لم ترغبي في حرمانه من الأكل، قدمي له قطعة فاكهة لارضائه). قد يكون هذا الأمر صعبا في البداية، غير انه مفيد فهو يمكنك من تنظيم فترات جوع الطفل بطريقة أفضل وكذلك امكان التنبؤ بفترات الجوع.
• اجعلي الوجبات الخفيفة مشبعة:
الوجبات الخفيفة التي تحتوي على البروتين والدهون تجعل الطفل يشعر بالامتلاء والرضاء لفترة أطول وبالتالي يبتعد عن تناول أطعمة أخرى خفيفة. وفيما يلي بعض الأطعمة التي يمكنك تقديمها له: زبدة الفول السوداني مع البسكويت المملح أو قطعة جبن على قطعة توست أسمر أو قطع تفاح مع زبادي محلى بالفواكه.
• ابعدي المأكولات السريعة عن ناظريه:
من الصعب المقاومة عندما تكون الأشياء التي يحبها أمامه وفي متناول يده. وعليه اعيدي تنظيم وضع الأطعمة في الأرفف والثلاجة بالمطبخ أي أن تكون تلك التي لا تمانعين في حصوله عليها في متناول يده.

2- شرب العصير طوال اليوم:

لماذا تعتبر هذه عادة سيئة؟
ان شرب كمية من العصير الطبيعي غير المضافة إليه أي مواد أخرى يمكن أن يشكل جزءا من غذاء الطفل. غير أن شرب أكثر من نصف كوب أو نحو ذلك في اليوم يجعل بطون الصغار تشعر بالامتلاء ولا يكون هنالك حيز كاف للطعام، وقد يقود ذلك إلى اصابة الطفل بالاسهال.
وبالرغم من ان الأبحاث لم تتوصل إلى وجود صلة فيما بين شرب العصير وزيادة الوزن فإنه يضيف من دون شك سعرات حرارية الى الجسم (حوالي 110 سعرات حرارية في كوب عصير التفاح). كما أن العصير يمنحنا فيتامين سي وكذلك بعض الأطعمة الأخرى.
فالطفل يستطيع الحصول على ما يحتاجه من فيتامين سي في اليوم من نصف برتقالة أو نصف كوب من البروكولي.

كيف يمكن التغلّب على هذه العادة؟

• ابعدي العصائر:
قدمي العصير في كوب عادي على الطاولة والطفل لن يشربه على عجل.
• قدمي الماء أولا:
لا تعطي طفلك العصير عندما يكون عطشانا بشدة فانه سيشرب كثيرا وبسرعة. ابدئي بتقديم الماء بعد عودة الطفل من اللعب، وثقي بان العطشان سوف يشربه. ثم دعيه يستمتع بتذوق كميات أقل من العصير في وقت لاحق، عندما لا يكون يعاني من العطش.
• خففي العصير:
خففي العصير بالماء إلى النصف تقريبا. لكن تذكري أن تقديم العصير المخفف طوال اليوم قد لا يأتي بنتيجة، وتأكدي من أن خليط الماء والعصير لا يزيد عن كوب أو كوبين في اليوم.

3- الإكثار من تناول النشويات:

لماذا تعتبر هذه عادة سيئة؟
يرفض الأطفال تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات مثل اللحوم الحمراء ولحوم الدجاج والطيور، وبالتالي قد لا يحصلون على جميع المغذيات التي يحتاجون إليها مثل الزنك والحديد. واذا كان الطفل يتناول الكثير من النشويات مثل الخبز والمعكرونة التي يهضمها بسرعة وقد يشكون من الجوع مرة أخرى بعد وقت قصير من تناول الوجبات.

كيف يمكن التغلب على هذه العادة؟

• ابدئي بلطف:
العديد من الأطفال لا يحبون اللحم لخشونتهولأنه يأخذ وقتا طويلا في المضغ، ولهذا نجد أن معظم الأطفال يحبون قطع الدجاج «ناغيتس» فاللحم فيها مفروم ويسهل اكله.
وعليه حاولي طهي اللحم والدجاج ببطء مع مرق في طنجرة مغلقة أو استخدمي طنجرة الضغط حتى يكون اللحم خفيفا سهل المضغ. واضيفي لحم البقر ولحم الديك الرومي المفروم إلى صلصة الاسباغيتي أو اضافة قطع الدجاج الصغيرة إلى الشوربة. كما يمكن أن تقدمي للطفل في الغداء لحم الديك الرومي أو الروست بيف المحشو بالخبز.
• تقديم البروتينات:
اذا لم يقبل الطفل تناول اللحوم اضيفي بعض مصادر البروتينات إلى وجباته مثل الفاصوليا والبيض ومنتجات الألبان القليلة الدسم.
ولكن لا تبالغي في هذا الأمر لأن معظم الأطفال يحصلون على كمية كبيرة من البروتينات. والطفل الصغير العادي يحتاج إلى حوالي 16 غراما فقط منها في اليوم (و24 غراما بالنسبة لطفل ما قبل المدرسة). وكوب الحليب يحتوي على ثمانية غرامات، ومعلقتان من زبدة الفول السوداني تحتويان على ما بين 7 إلى 8 غرامات وقطعة الجبن القليل الدسم تحتوي على ما بين 6 إلى 8 غرامات من البروتينات.
• تطوير النشويات:
القمح الاسمر يجعلنا نشعر بالامتلاء أكثر كما انه يزخر بالألياف والمغذيات مثل فيتامين - اي والماغنيزيوم، واتبعي «القاعدة الثلاثية» أي عند تقديم حبوب الافطار مثل الكورن فليكس يجب أن تحتوي على ثلاثة غرامات من الألياف والبروتين ويجب ألا يكون السكر من بين الثلاثة المكونات الأولى.

4- رفض تناول الخضروات:

لماذا تعتبر هذه عادة سيئة؟
الخضروات غنية بالفيتامينات أيه وسي بالاضافة إلى الألياف، ويمكن الحصول على هذه الفوائد في الفواكه أيضا. غير ان تعلم حب تناول الخضروات يعد مهما كذلك، فالأطفال ممن يتناولون الخضروات يستمرون في تناولها عند بلوغهم سن الرشد ويرتبط الاكثار من تناول الخضروات والفواكه بالنظام الغذائي الصحي، وحصول الفرد على وزن صحي للجسم ويؤدي إلى تقليص خطر الاصابة بالأمراض.

كيف يمكن التغلب على هذه العادة؟

• لا تخشي الدهون:
القليل من الدهون الصحية تكسب الخضروات طعما أفضل كما أن ذلك يساعد الجسم على امتصاص الفيتامينات. واضافة ملعقة صغيرة من المارغرين أو نثر جبن قليل الدسم مبشور يضيف أقل من 50 سعرة حرارية وغرامين من الدهون. وقد يعني هذا أن الطفل قد يتناول البروكولي.
• اجعلي الأمر محببا:
دعي الطفل يساعدك في ترتيب «صينية مقبلات» من الخضروات ليتناول منها أثناء اعدادك للعشاء بالاضافة إلى الحمص أو صلصة سلطة قليلة الدسم. وتقول الدكتورة تراكينبيرغ «هذا الأمر لن يأخذ منك وقتا اضافيا ولكن ستكون له آثار ايجابية عديدة».
• تعاملي بلطف:
لا تضغطي على الطفل أو تعاقبيه فيما يتعلق باي نوع من الأطعمة أو الخضروات والا فانك ستجدين نفسك تواجهين معركة صعبة واحرصي دائما بدل ذلك على وجود الخضروات دائما على الطاولة أثناء تناول الوجبات (وضعي أنواع جديدة إلى جانب تلك التي اعتاد عليها الطفل من قبل). وتناولي انت منها واشيري بصورة عفوية إلى انها لذيذة وطازجة. وقد يأخذ الأمر أسابيع (أو شهورا) والطفل قد يطلب محاولة تناولها ذات يوم.

المصدر: http://www.alnebras.com
  • Currently 377/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
126 تصويتات / 2426 مشاهدة
نشرت فى 14 ديسمبر 2009 بواسطة moneelsakhwi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,149,026