تنمو كعوسجة على درج القصيدة وتصعد السلم مع كل يوم يمضي من ربيع العمر تحمل من الهم اكبر من عمرها ، فقد حملت على عاتقها و جع الأمة وهموم الوطن فهي التي قالت :
يا أمتي
ها قد تعبتُ
ُ وقد مللت
ولا أطيق بأن تظلي مستكينه..!
وصل الركامُ إلى حروف قصيدتي
ما زلت صامتة هناك!!
إني تعبت من الركام ..
قصائدي صارت حزينة
يا أمتي أخشى بأن تبقي هناك بعيدة
وتظل ثكلانا تضمد حزنها وجراحها
وأخاف أن تبقى قضيتنا دفينة.
إبقي هناك بعيدة يا أمتي
إبقي هناك..
لكنما لا تنسي أن الشبل...
لا ينسى عرينه..
هذا من إبداعات الشاعرة تقوى الخطيب التي وكما تقول أنها " بدأت القصيدة باكرا قبل الندى، فأخذتها بحور الشعر بعيدا حيث لاشواطئ قربها".
الخطيب طالبة في كلية الإعلام في جامعة اليرموك تميزت بتخصصها كتميزها في الشعر الذي يسري في دمائها منذ نعومة أظفارها، حيث حدثتنا الخطيب عن بداياتها في الشعر فقالت أنها بدأت في القصيدة العمودية المقفّاة إلا أنها حاليا تكتب التفعيلة وقصيدة النثر بالإضافة إلى العمودية .
"لا ذكر قصيدتي الأولى لكني أذكر الكثيرات اللاتي ولدن بعدها، إحدى صديقاتي تحتفظ بالكثير من قصائدي القديمة،لكن قصيدتي الناضجة الأولى كانت في سن الرابعة عشر والمحاولات التي سبقتها لم تكن مخلّقة كما يجب".
وتشير الخطيب إلى أنه من ساهم في تنمية موهبتها وساعد في مسيرتها كما تقول دائما "وما توفيقي إلا بالله "، لكن بفضل الله هنالك الكثير من الناس الذين وقفوا معي وساندوني.
أمي لها كل الفضل في أن وصلت لهذا القدر من النجاح ليس فقط في الشعر بل في الصحافة أيضا ، هي الداعمة الأبرز في كل تفاصيل حياتي ، أدين لها بعمري كاملا.
أذكر أن كل قصيدة كتبتها للآن أمي الناقدة والقارئة الأولى لها .
أبي وإخوتي أيضا دعموني كثيرا ، أقاربي وصديقاتي كان لهم كبير الأثر في حياتي.
أما بالنسبة للذين ساهموا في تنمية موهبتي فهي أنا ولا شيء سواي، وذلك عن طريق القراءة المتعمقة والمستفيضة .
وفيما يلي بعض الابيات التي كتبتها تقوى الخطيب والتي تعتبرها من أقرب ما كتبته إلى قلبها :
<!--
تقوى.. على صهرِ الحروفِ قريحتي
ويشدني نحو الرماد جوىً ..بيه
فأهز جذع البوح بعد صبابتي
يسّاقط القمرالبعيد أمامية
لاشيئ إلا أنت يسكن أضلعي
وأنا تعلقني الخيوط الواهية
يانقطة الضعف الوحيدة إنني
.. أنوي الرحيل ففك قيدي ثانية
سيلومني قلبي المضمخ بالهوى
أدري ...ولكن سوف أرجع ثانية
سأعود يوما دون قلبٍ ذائبٍ ..
سأعود .. إن شائت سنيني الآتية
كفراشة سأكون قربك إنما ..
لن تستطيع بوقتها إمساكية
من الوجدانيات :
أنت رغم البعد قربي
إنني أتنفــــسك
وأراك... نوراً خافتاً
يدنو فيحتضن القصيدة..
وأكاد أجزم أنني ألقــــاك ..
كل دقيقةٍ ..
رغم المسافات البعيدة
وأكاد أقسم أن طيفك هاجعٌ
مابين أجفاني
لأني كلما حرّكت جفنا .. ألمحك ْ
وطن هواكَ ..
يشدّني للموت كي أحيا شهيدة
و لأنتَ رغم البعد ..قربي
رغم هذا البعد ..
لا بل رغم أشياءٍ عديدة ..
إني نذرت العمر كي ألقاك
لا تذهب وتتركني وحيدة
فأنا أحبك رغم هذا البعد
رغم زماننا ...
رغم الأسى
بل رغم أشياءٍ عديدة ..
لإربد:
أنا بإربد قد علّقت أوردتي
ما اشتاقها القلب .. إلا رقّ وارتجفا .
.
بعض القرنفل يسري عابثا ً بدمي
يدنو من النجم لو لم يعرف السَعَفا
أشكو لإربد من دحنون عابدةٍ
توضأ الفجر من أهدابها كِسَفا
إنّي لأمسك ثوب صلاتها فأرى
كيف البنفسج فيها ذاب فارتُشِفا
ما قد نظرت إلى شيء وتيمّني
إلا بإربد يغدو الأمر مختلفا
ساحة النقاش