ولد الشاعر والصحفي محمد بن الوناس بن علي بن سعيد بن محمد بن عمرو تامالت في مدينة القصبة حاضرة الجزائر العثمانية لأب قبائلي من بني عمران وأم عربية من برج بوعريريج أواخر شهر أوت أغسطس 1975، عاش ثلثي عمره في حي باش جراح الشعبي الذي جمع بين الفقراء والمعدمين وبين صغار الأغنياء وأبناء الطبقة الوسطى رحمها الله. درس علوم الصحافة والاتصال في جامعة الجزائر ومارس المهنة الصحفية بالتوازي مع ذلك منذ صيف عام 1993 وكان أول حديث أجراه مع الشاعر الجزائري الكبير والاذاعي اللامع المرحوم محمد الأخضر السائحي. قبل تخرجه عام 1997 عمل تامالت فترات متقطعة في القسمين الثقافي والسياسي في عدة جرائد عارضت انقلاب جانفي يناير 1992 بعضها كالحوار والوحدة تابع للحزب الحاكم السابق الذي اختار أمينه العام الأستاذ عبد الحميد مهري الوقوف مع الشعب ضد الانقلابيين وبعضها إسلامي التوجه كالعالم السياسي. تحول بعد تخرجه إلى كتابة العمود والمقال التحليلي مع استمرار اجرائه للمقابلات والتحقيقات الصحفية وكانت من الصحف التي استكتبته صحف مقربة من النظام كالشعب والصباح والأحداث وأخرى من تيار الإخوان المسلمين كالبلاد والمستقبل كما كانت له مساهمات في جرائد أخرى كثيرة كالخبر والشروق والواحة. بدأ في نهاية عام 1997 في جمع شهادات عدد كبير من الشخصيات ذات التأثير في الشأن الجزائري اعدادا لكتابه: الجزائر من فوق البركان الذي انفرد به بشهادات لم تنشر من قبل فكان من مستجوبيه من لم يتسن استجوابهم بعد ذلك في نفس الموضوع كالشهيد عبد القادر حشاني المسؤول عن قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ في فترة ما وقيادي السلفية المتشددة الهاشمي سحنوني والقانوني عبد المالك بن حبيلس رئيس المجلس الدستوري الذي تسلم استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد والجنرالات لكحل عياط مدير الاستخبارات السابق ومحمد تواتي عقل انقلاب 1992 والعربي بلخير عراب القيادة العسكرية ومولود حمروش والهادي الخذيري مفاتيح أسرار مرحلة الثمانينيات وغيرهم. استطاع التحايل على الرقابة بأن طبع كتابه عند تاجر أمي اضطر إلى ايهامه بأن موضوع الكتاب كان عن الجغرافيا وهو ما فعله مع دائرة الايداع القانوني بالمكتبة الوطنية. وقد تضمن الكتاب سردا وتحليلا لوقائع وأسباب ونتائج الأزمة السياسية التي تمخضت عن حوادث العنف المعروفة في الجزائر. عقد محمد شبكة من العلاقات العميقة مع أصحاب القرار في النظام الجزائري ورموز المعارضة الحقيقية وممثلي الدول الكبرى في الجزائر محافظا على حياده واخلاصه لمهنته. استطاعت تلك الشبكة حمايته من استهداف مافيا النظام له لوقت ما مع حدوث مناوشات بين الحين والآخر وصلت إلى الاعتقال والحكم بالسجن غير النافذ كان يراد منها اختبار قدرته على التحمل. وصل الضغط عليه إلى مرحلة كان لا بد فيها أن يغادر الجزائر ليمارس مهنته بحرية أكثر، وعندما كان يحزم حقائبه للسفر إلى بريطانيا اقترح عليه النظام ممثلا في عراب الجيش الحصول على منحة دراسية مقابل ألا يطلب اللجوء السياسي. وافق تامالت على العرض لأن اللجوء السياسي كان يعني بالنسبة إليه قطع الصلة مع بلده وعائلته ومصادره وحافظ على نفس وتيرة الكتابة النقدية التي اعتاد عليها بل وضاعفها، فكان من المثقفين الجزائريين القلائل الذي لم يغرهم مال النظام ولم تخفهم عصاه. قبل سفره إلى بريطانيا لاعداد رسالة الماجستير في الإعلام نشر كتابه الثاني العلاقات الجزائرية الإسرائيلية وقد تضمن شهادات هامة من شخصيات نافذة في الدبلوماسية والمخابرات الجزائرية والدولية عن دعم الجزائر لحركات التحرر وعلاقاتها بشبكات العنف السياسي واتصالات بعض مسؤوليها السرية مع مسؤولين إسرائيليين وقد تضمن شهادات لرجال لم تنشر أية شهادات لهم من قبل ولا من بعد مثل ضابط المخابرات الجزائري النزيه محمد الطاهر عبد السلام ووزير الخارجية السوري المنقلب عليه إبراهيم ماخوس والذراع اليمنى للفلسطيني أبو نضال المرحوم عبد الرحمن عيسى نشرت لمحمد بعد هجرته الاضطرارية عشرات المقالات في القدس العربي والشرق الأوسط والميدل إيست أون لاين والعرب تايمز والأهرام, إيلاف كما عمل مراسلا لقناة فرانس 24 الفرنسية وله قصائد منشورة في العديد من الصحف وترجمات من الفرنسية والإنجليزية إلى العربية

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1173 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2011 بواسطة moltaka

ساحة النقاش

ملتقى طلاب الإعلام في الجامعات العربية

moltaka
إنطلاقاً من إيماننا الكامل بأهمية وضرورة التواصل ما بين طلاب الإعلام في وطننا العربى، وتشكيل حلقة الوصل فيما بينهم في الجامعات العربية, قمنا بإنشاء هذا الملتقى لتسليط الضوء على القضايا الإعلامية فى وطننا العربي, فى محاولة منا للإرتقاء برسالتنا الإعلامية العربية من خلال جيلٍ صاعد من شباب الإعلاميين هدفه أن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,793