صورة أرشيفية من النت 

بسم الله الرحمن الرحيم

وضع برديس قبيل قدوم الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 م

كان الصعيد وقتها عبارة عن ولاية كبيرة هى ولاية جرجا وعاصمتها  مدينة جرجا حاليا إحدى اكبر مدن محافظة سوهاج والتى تقع فى النصف الجنوبى للمحافظة شمال برديس التابعة حاليا لمركز البلينا الذى يقع اقصى جنوب محافظة سوهاج .

وكانت ولاية جرجا تمتد من المنيا شمالا الى اسوان جنوبا و هذه الولاية كانت مطمع لكبار بكوات المماليك لما تتمتع به من وضع اقتصادى مرتفع حيث انها كانت هى مصدر التموين الاول لمصر من الحبوب وخاصة القمح .

الكاشفيات فى صعيد مصر(1)           

كان الصعيد وقتها يتكون من مصر الوسطى ومصر العليا

مصر الوسطى تتكون من 7 كاشفيات هى اطفيح – الجيزة – الفيوم – بنى سويف – المنيا – أشمونين – منفلوط

اما مصر العليا وقتها فكانت تتكون من 14 كاشفية وهى أسيوط – أبوتيج – طما – طهطا – أخميم – برديس – فرشوط – هو – بهجورة – قنا – قوص – اسنا – ابريم – الواح ( الواحات ) (2)

نلاحظ وقتها ان التصنيف الادارى لبرديس مساوى للتصنيف الادارى للعديد من المحافظات الان مثل محافظة الجيزة والفيوم وبنى سويف والمنيا واسيوط وقنا حيث ان كل منهم مصنف على انه كاشفية وهو ما يساوى مدينة او مركز الان .

ووضعها الادارى وقتها كان اعلى من وضع سوهاج لان سوهاج وقتها كانت قرية تابعة لولاية جرجا اما برديس فكانت كشوفية .

وكشوفية برديس كانت من الكشوفيات الهامه فى صعيد مصر ويرجع اهميتها الى قربها الشديد من جرجا عاصمة ولاية الصعيد حيث لا تبعد برديس عن مدينة جرجا غير سبعة كيلومترات  فقط فهى تعتبر ضاحية من ضواحى جرجا وقتها لدرجة انه فى كثير من الاحيان كان يسكن حاكم ولاية جرجا فى برديس وترجع اهمية برديس كذلك الى كونها الحد الجنوبى المباشر لجرجا والذى كان يجب حمايته حتى لا يتعرض للهجوم من المتمردين الهوارة وقتها .

وقد تم تقسيم ولاية جرجا الى العديد من الكاشفيات او الكشوفيات وذلك لتفتيت وحدة الصعيد وذلك بسبب الاضطرابات الكثيرة التى كان يحدثها ابناء الصعيد ضد المماليك وبالذات ابناء هوارة فى عهد زعيم هوارة شيخ العرب همام الذى تمكن فى فترة من الفترات السيطرة على ولاية جرجا من المنيا الى اسوان ودخل فى صراع طويل مع المماليك بقيادة شيخ البلد على بك الكبير وقائد جنده محمد بك ابو الدهب ولم يستطيعوا التغلب عليه الا بعد تعرضه للخياته من قبل ابن عمه الشيخ اسماعيل ابوعبدالله الذى كان يقود مجموعة كبيرة من رجال شيخ العرب همام وذلك عندما وعدوه بتولى زعامة الصعيد بعد شيخ العرب همام .

وكان يحكم ولاية جرجا وقتها احد بكوات المماليك اما الكشفيات كان يحكمها احد المماليك الاقل رتبة والذى كان يطلق عليه كشاف وكانت الكشوفية وقتها تتكون من عدة مناطق ونواحى ونجوع .

ومن اشهر من تولى كشوفية برديس وقتها عثمان البرديسى احد كبار  كشافة المماليك والذى نسب الى برديس بعد ان تولى كشوفيتها ولقد ترقى عثمان البرديسى فيما بعد الى ان اصبح من كبار المماليك فى مصر واصبح يسمى عثمان بك البرديسى

وتولى عثمان بك البرديسى بعد ذلك مهمة جمع الضرائب فى فترة ما بعد خروج الفرنسيون من مصر وهو المقصود بالهتاف الشهير الذى كان يهتف به المصريون ضده فى مظاهراتهم التى كانت تجوب شوارع القاهرة احتجاجا على الجمع الجائر للضرائب منهم وهذا الهتاف هو ( أيش تاخد من تفليسى يابرديسى )   

واصبح عثمان بك البرديسى بعد ذلك  من اشد المنافسين لمحمد على باشا على حكم مصر بعد خروج الفرنسيون من مصر .

و الكشاف كان يساعده  فى حكم الكشوفية عدة مئات من جنود المماليك والتى كانت مهمتهم المحافظة على الامن داخل الكشوفية والاهتمام بالجسور وترميمها وبالزراعة وجمع الضرائب وغيرها من الامور الادارية .

_________________________

(1) الكاشفيات عبارة عن المدن والمراكز الان .

(2) نبيل السيد الطوخى : صعيد مصر فى عهد الحملة الفرنسية 1798 – 1801 الهيئة المصرية العامة للكتاب الطبعة الاولى  سنة 1997 م ص 33

مختار الافندى