احب أن أوضح من هو أول شخص وضع أسس و قواعد البرمجة اللغوية العصبية و قد قام بدراسة أنماط وسلوك الأفراد و إستراتيجيتهم الفردية و تجريبها على أشخاص آخرين و استطاع على أن يحصل على نتائج مماثلة هو (ريتشارد باندلر) هو كان طالبا بقسم الرياضيات بجامعة كاليفورنيا سنتا كلوز و لكنه كان يهوى دراسة علم النفس و بتضييق مجالات دراساته وجد أن اخصائى العلاج النفسي هؤلاء اعتادوها بشكل أخاذ و لافت للنظر الوصول إلى نتائج عظيمة
و قد شكلت اكتشافات باندلر أسس و قواعد البرمجة اللغوية العصبية المعروفة أيضا بالاقتداء و بالتفوق المعرفي
و سريعا التقى باندلر بالدكتور ((جون جريندر)) الأستاذ المعاون بقسم اللغويات و كانت تجارب و ثقافة جريندر شبيهة جدا بتجارب و ثقافة باندلر
و كان جريندر قد حاز على دكتوراه في اللغويات في مدينة سان فرانسيسكو و شملت دراساته اللغوية نظريات عالم اللغويات الامريكى المشهور ((نعوم شومسكى)) و كان جريندر موهوبا جدا في الاستيعاب السريع للغات و تقليد اللهجات و محاكاة اى سلوك ثقافي بسرعة و براعة ...... ووضعت مواهبه و مهاراته على المحك حينما التحق بالقوات الخاصة الأمريكية في أوروبا خلال الستينات حيث كانت الحرب الباردة على أشدها و هناك تركز جهد جريندر على إظهار القواعد الخفية للتفكير و السلوك
قررباندلر و جريندر بعد اتخاذهما اهتماماتهما كساندة خلفية ضم مهاراتهم في علم الكمبيوتر و اللغويات إلى قدراتهما الخارقة في محاكاة السلوك غير الملفوظ و بإقدامهما عل تلك الخطوة في تطوير لغة ((التبادل)) الجديدة
ثم اتجها بندلر و جريندر صوب أعمال الدكتور ((ملتوون اركسون)) مؤسس الرابطة الأمريكية للتنويم بالإيحاء.... ولقب ((المصاب المعالج)) يتعقبه أينما ذهب لان اركسون نفسه كان قد نجح في التغلب على عوائق بدنية و ذهنية مثل الشلل الكامل الذي بلاه به شلل الأطفال و استطاع أن يحقق نجاحا عظيما
و ختم بندلر و جريندر أعمال الملاحظة بالدكتور ((فرتس برلز)) مؤسس العلاج بالجستالت و بالاستعانة بهذه الأعداد الكبيرة من الملاحظات و المشاهدات الذكية و العميقة كانا مقتنعين بأنهما وجدا طريقا لتفهم و محاكاة التفوق الانسانى .. فيما بعد بدا بانلر و جريندر بإلقاء المحاضرات حول هذا الموضوع مجتذبين إليهما أعدادا متزايدة من الناس دائما في كل مناسبة و قاما سويا بتأسيس أول شركة للبرمجة اللغوية العصبية
و اليوم فان البرمجة اللغوية العصبية هي ملتقى العديد من طرق إدراك الاتصال و التغيير كما أنها شقت طريقها إلى كافة المجالات الحياة الإنسانية أن اساليب و استراتيجيات هذه البرمجة مستخدمة في العلاج و الإدارة و التربية و الصحة و المبيعات و خلافه
أوجدت ((البرمجة اللغوية العصبية)) البيئة الملائمة لمساعدة الناس على تحسين الاتصال بأنفسهم و التخلص من المخاوف المرضية و التحكم في الانفعالات السلبية و القلق و لذا فان البرمجة اللغوية العصبية هي حقا مصدر إقامة العلاقة الطيبة مع اى شخص حتى مع أصعب الناس طباعا
المصدر: تاليف الاستاذ محمد عبد الغنى عبد الحميد ( كتاب لم يطرح بعد - العقل و البرمجة )
ساحة النقاش