<!--

<!--<!--

الشيعة كذابون باعتراف علماء الأمة الثقات

كثرت في الأيام الأخيرة الأحاديث عن الشيعة في مصر في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة، وهذا في الحقيقة خطر داهم يجب التنبه له والحذر منه، لذا رأيت لزامًا عليَّ أن أنبه المسلمين من أهل السنة إلى خطورة هذه الفرقة الضالة، حيث يرتبط اسم الشيعة على مدار التاريخ بالفتن وإراقة الدماء والكذب والتلفيق، وسوف نتناول في سلسلة من هذه المقالات الأوهام التاريخية عندهم والرد عليها وبيان وجه الحق فيها، ليكون إخواننا من أهل السنة على بينة من هذه الفرقة وأفكارها ومنهجها وأهدافها، ولكننا في هذا المقال نبدأ ببيان كذبهم، وأنهم من أكذب الفرق باعتراف علماء الأمة الثقات، وقد عُرفوا خلال فترات التاريخ باسم الشيعة أحيانًا، أو باسم الرافضة أحيانًا أخرى؛ لأنهم رفضوا خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية أن مصطلح الرافضة إنما ظهر – تاريخيًّا- لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين في خلافـة هشام بن عبد الملك (انظر: منهاج السنة، 1/ 9، 35).

وقد نبهنا علماؤنا الثقات إلى خطر الرافضة ومعتقدهم، وأكدوا لنا أنهم يقتاتون على الكذب، ويتخذونه منهجًا وسلوكًا، بل هم أكذب فرق الأمة، يقول ابن تيمية عنهم وعن سمة الكذب المتأصلة فيهم: "ولهذا كانوا أكذب فرق الأمة، فليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة أكثر كذبًا ولا أكثر تصديقًا للكذب، وتكذيبًا للصدق منهم، وسيما النفاق فيهم أظهر من في سائر الناس، وهي التي قال فيها النبي: (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)، وفي رواية: (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)، وكل من جربهم يعرف اشتمالهم على هذه الخصال، ولهذا يستعملون (التقية) التي هي سيما للمنافقين واليهود، ويستعملونها مع المسلمين: ﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ (سورة الفتح، من الآية رقم 11)، ويحلفون ما قالوا وقد قالوا، ويحلفون بالله ليرضوا المؤمنين والله ورسوله أحق أن يرضوه....."(فتاوى ابن تيمية، 28/ 479).  

بل يصل ابن تيمية إلى نتيجة خطيرة مؤداها أن الرافضة شرّ من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج، وهذا – كما يقول- هو السبب فيما شاع في العرف العام أن أهل البدع هم الرافضة (فتاوى ابن تيمية، 28/ 482)، وأنهم إن لم يكونوا شرًّا من "الخوارج" المنصوصين فليسوا دونهم (فتاوى ابن تيمية، 28/ 477)، ثم يعرض للمقارنة بين النحلتين، مؤكدًا أن الخوارج أقل ضلالاً من الروافض مع أن كل واحدة من الطائفتين مخالفة لكتاب الله وسنة رسول الله، ومخالفة لصحابته وقرابته، ومخالفون لسنة خلفائه الراشدين، ولعترته أهل بيته (فتاوى ابن تيمية، 28/ 483-493).

وينقل لنا في كتابه "منهاج السنة النبوية" اتفاق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، وأن الكذب فيهم قديم (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية لابن تيمية، 1/ 16)، ثم يقول: "ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنفة في أسماء الرواة والنقلة وأحوالهم مثل كتب يحيى من معين، والبخاري، وأبي أحمد بن عدي، والدارقطني، وإبراهيم بن يعقوب الجزوجاني السعدي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وأحمد بن صالح العجلي، والعقيلي، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، والحاكم النيسابوري، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأمثال هؤلاء الذين هم جهابذة ونقاد وأهل معرفة بأحوال الإسناد، رأي المعروف عندهم الكذب في الشيعة أكثر منهم في جميع الطوائف" (منهاج السنة النبوية، 1/ 18).

ثم يذكر لنا تحرُّج أصحاب الصحيح عن النقل عن خيارهم فضلاً عمَن دونهم، فيقول: "حتى إن أصحاب الصحيح كالبخاري لم يرو عن أحد من قدماء الشيعة مثل: عاصم بن ضمرة، والحرث الأعور، وعبد الله بن سلمة، وأمثالهم، مع أن هؤلاء من خيار الشيعة" (منهاج السنة النبوية، 1/ 18).

ثم يبين لنا موقف الكثيرين من أئمة المسلمين من هؤلاء الرافضة، وأنه كان من المعهود والمتعارف عليه بينهم هو الحذر منهم، والحيطة عند التعامل معهم، وعدم تصديقهم في شيء، فضلاً عن أخذ الروايات عنهم، فيروي عن الإمام مالك قوله، وقد سئل عن الرافضة: "لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون" (منهاج السنة النبوية، 1/ 16)، وكان يقول: "نزّلوا أحاديث أهل العراق منزلة أحاديث أهل الكتاب، لا تصدّقوهم، ولا تكذّبوهم" (منهاج السنة النبوية، 1/ 309).

ولما اشتهرت الكوفة بالتشيع اختصت بالكذب، بل إن الكذب فيها نشأ مع التشيع جنبًا إلى جنب، لذلك فقد شبّهها الإمام مالك بدار الضرب، فقد قال له عبد الرحمن بن مهدي: "يا أبا عبد الله سمعنا في بلدكم أربعمائة حديث في أربعين يومًا، ونحن في يوم واحد نسمع هذا كله". فقال له: "يا عبد الرحمن، ومن أين لنا دار الضرب، أنتم عندكم دار الضرب، تضربون بالليل، وتنفقون بالنهار" (منهاج السنة النبوية، 1/ 309).

وروى عن الشافعي قوله: "لم أر أحدًا أشهد بالزور من الرافضة" (منهاج السنة النبوية، 1/ 16)، وعن الأعمش أنه قال: "أدركت الناس وما يسمّونهم إلا الكذابين"، يعني أصحاب المغيرة بن سعيد (منهاج السنة النبوية، 1/ 16)، وهم من الرافضة.

كما نقل ابن تيمية عن يزيد بن هارون قوله: "نكتبُ عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة، فإنهم يكذبون" (منهاج السنة النبوية، 1/ 16).

وعن شريك– مع أن فيه تشيعًا – قوله: "أحمل العلم عن كل من لقيتُ إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث، ويتخذونه دينًا".

ويعلق ابن تيمية على كلام شريك هذا بقوله: "وشريك هذا هو ابن عبد الله القاضي، قاضي الكوفة، من أقران الثوري وأبي حنيفة، وهو من الشيعة الذي يقول بلسانه أنا من الشيعة، وهذه شهادة فيهم" (منهاج السنة النبوية، 1/ 16).

بالإضافة إلى ذلك فقد نقل الذهبي عن ابن المبارك قوله: "الدين لأهل الحديث، والكلام والحيل لأهل الرأي، والكذب للرافضة" (المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي، ص 480).

كما ثبت عن الشعبي أنه قال: "ما رأيت أحمق من الخشبية (المقصود بهم الشيعة، فقد نقل ابن تيمية النص في موطن آخر بلفظ: "الشيعة". انظر: منهاج السنة، 1/ 8. كما نقل أن مصطلح الرافضة إنما ظهر لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين في خلافة هشام بن عبد الملك. انظر: منهاج السنة، 1/ 9، 35)، لو كانوا من الطير لكانوا رخمًا، ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرًا، والله لو طلبت منهم أن يملؤا هذا البيت ذهبًا على أن أكذب على عليٍّ أعطوني، ووالله ما أكذب عليه أبدًا" (منهاج السنة النبوية، 1/ 7-8)، وهو القائل أيضًا: "أحذركم أهل هذه الأهواء المضلّة وشرّها" (منهاج السنة النبوية، 1/ 7).  

ولم تكن الشيعة تتورع عن الكذب أبدًا، وفي هذا يقول حماد بن سلمة: "حدثني شيخ لهم قال: كنا إذا اجتمعنا واستحسنا شيئًا جعلناه حديثًا" (الموضوعات لابن الجوزي، 1/ 39).

ولفرط كذبهم وتزويرهم امتنع بعض العلماء عن الحديث في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حتى قال سفيان الثوري: "منعتنا الشيعة أن نذكر فضائل عليٍّ" (حلية الأولياء لأبي نعيم، 7/ 27)، وكان يقول: "إذا كنتَ بالشام فاذكر مناقب عليٍّ، وإذا كنتَ بالكوفة فاذكر مناقب أبي بكر وعمر" (حلية الأولياء لأبي نعيم، 7/ 27).

وقال الشعبي- وقد ذكرت الرافضة يومًا عنده: "لقد بغضوا إلينا حديث علي بن أبي طالب" (العقد الفريد لابن عبد ربه، 2/ 223).

وقد أكد ابن أبي الحديد-مع تشيعه (وصفه ابن كثير بالشيعي الغالي، انظر: البداية والنهاية، 13/ 190)-تأصل الكذب في الرافضة فقال: "إن أصل الأكاذيب في أحاديث الفضائل كان من جهة الشيعة، فإنهم وضعوا في مبدأ الأمر أحاديث مختلفة في صاحبهم، وحملهم على وضعها عداوة خصومهم" (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، 11/ 48-49).

ومن خلال هذا كله نرى- بما لا يدع مجالاً للشك- أن الشيعة بمختلف طوائفها وفرقها من أعظمِ الفِرَقِ أثرًا في تحريف التاريخِ الإسلاميِّ، فهم من أقدم الفرق ظُهُورًا, ولهم تنظيم سياسي وتصور عقائديٌّ ومنهج فكريٌّ، وأصل نشأة هذا المذهب أخلاطٌ من اليهود والنصارى والمجوس والملاحدة والباطنية الذين اتخذوا سمةَ التشيعِ لآلِ البيتِ سِتارًا لبلوغ أغراضِهم في هدمِ الدِّين الإسلاميِّ وتحريفِ تعاليمِهِ، وهم أكثرُ الطَّوائفِ كَذِبًا على خُصُومِهم كما رأينا, وهم يدينون بالتقية التي هي كذبٌ في حقيقتها، وقد وصفهم شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّة بقولِهِ: "ولا يُوجَدُ في جميع الطَّوائفِ أكذبُ منهم ولا أجهل منهم، وشيوخُهم يُقرِّونَ بألسنتِهم، يقولون: "يا أهلَ السُّنةِ, أنتم فيكم فتوة ولو قدرنا عليكم ما عاملناكم بما تعاملونا به عند القدرة علينا" (المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي، ص 68).

وقد اعتاد الشيعة أو مدعو التشيع على مخالفة الحق تعصبًا وتعنتًا، وكان كُلَّ أديبٍ ومُؤرِّخٍ منهم يرى فرضًا عليه أنْ يخترعَ ما لم يسبقْهُ إليه سلفُهُ من خبرٍ موضوعٍ أو قصةٍ مخترعةٍ تشويهًا لسيرة السَّلفِ، فإذا رجعنا إلى الكتب المتقدِّمةِ عليه لا نجد لذلك أثرًا, فكأنَّ الواحدَ منهم يرى أنَّ مِن زكاةِ تشيعهِ أنْ يخترعَ ما يشينُ سيرةَ خيار المسلمين؛ ليتناقله النَّاسُ من بعده, ويحسبه الجاهلون حقًّا، بالإضافة إلى أنَّهم كانوا من أشدِّ النَّاسِ خصومةً للصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وسبُّ الصَّحابَة وتكفيرُهم من أساسياتِ معتقدِهم وأركانِهِ, وخاصة الشَّيخين أبي بكر وعمر، حيث يسمونهما الجبت والطاغوت.

وقد كانَ للشيعة أكبرُ عددٍ من الرُّواةِ والإخباريين الذين تولوا نشرَ أكاذيِبهم ومفترياتِهم وتدوينها في كتبِ ورسائلَ عن أحداثِ التَّاريخِ الإسلاميِّ، خاصة الأحداث الداخلية، كما كان للشعوبية والعصبية أثرٌ في وضعِ الأخبارِ التَّاريخيةِ والحكاياتِ والقصصِ الرَّاميةِ إلى تشويه التَّاريخِ الإسلاميِّ وإلى إعلاء طائفةٍ على طائفةٍ, أو أهلِ بلدٍ على آخرَ, أو جنسٍ على جنسٍ، وإبعاد الميزان الشَّرعيِّ في التفاضل, وهو ميزانُ التَّقوى كما قال ربنا جل وعلا: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (سورة الحجرات، من الآية رقم 13).

كما أنَّهم استغلوا وضعَ القُصَّاصِ وانتشارَهم وجهلَ معظمِهم وقلةَ علمِهم بالسُّنَّةِ، وانحراف طائفةٍ منهم تبغي العيشَ والكسبَ، فنشروا بينهم أكاذيبَهم وحكاياتهم وقصصَهم الموضوعةَ، فتلقفها هؤلاء القُصَّاصُ دُونَ وعيٍّ وإدراكٍ ونشروها بين العامة، ولقد انتشر عن طريقِهم مئاتُ الأحاديثِ المكذوبةِ على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وعددٌ لا يُحصَى من الأخبارِ والأقوالِ المكذوبةِ عَلَى الصَّحابَةِ والتَّابعينَ وعلماءِ الإسلامِ مِمَّا يُسيء لهم، ويُشوِّه تاريخَهم وسيرتَهم.

وقد أتيحت الفرصة لهذا التشويه وذاك التحريف عندما ظهر بين المؤرخين مَن يتساهلُ في روايةِ الأخبارِ ويهمل الإسناد، فاستغل الشيعة ذلك ودسوا في كتب التاريخ العديد من الروايات، أو تلقاها منهم علماؤنا ومؤرخونا دون تمحيص أو تدقيق، ثم يعمد الشيعة بعد ذلك إلى هذه الروايات ويجعلونها دليلاً ضدنا، بدعوى أنها روايات ذكرها مؤرخونا الذين نثق بهم، وقد دخل ميدانَ التاريخ من أتباع الشيعة وغيرهم من الفرقِ المنحرفةِ، وأهل الأهواءِ العديدُ من الرُّواةِ والإخباريين والقُصَّاصِ والمؤرِّخين, فابتدعوا الرِّواياتِ الكاذبةَ ونشروها مما أصاب تاريخَ الصَّدرِ الأولِ بكثيرٍ من التَّشويهِ والتَّحريفِ.

وقد كان من فضلِ اللهِ وتوفيقِهِ أنْ قَيَّضَ مجموعةً من العلماءِ النُّقَّادِ الذين قامُوا بجهد في نقدِ الرُّواة والمرويَّاتِ؛ فبيَّنوا الزَّائفَ من الصَّحيحِ, ودافعُوا عن عقيدةِ الأُمَّةِ وتاريخِها، وجهد علماء السُّنَّةِ في بيانِ الأحاديثِ المكذوبةِ بالنَّصِّ عليها, وبيان الرُّواةِ الضِّعافِ والمتهمينَ وأصحاب الأهواء، وفي رسم المنهج في نقد الروايات وقبولها؛ هو جهد كبير وموفَّقٌ.

ومن أبرز من تصدَّى لإيضاحِ المغالطات التاريخيةِ وردِّ زِيُوفِ الرِّواياتِ المكذوبةِ القاضي أبو بكر بنُ العربيِّ في كتابه المشهور: "العواصم من القواصم", وشيخ الإسلام ابن تيمية في كثيرٍ من كتبِهِ ورسائلِهِ، وبخاصة كتابه القيم: "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية", وكذلك الحافظ الناقد شمس الدين الذهبي في كثير من مؤلفاته التاريخية مثل كتاب: "سير أعلام النبلاء"، و: "تاريخ الإسلام ومشاهير الأعلام", و: "ميزان الاعتدال في نقد الرجال", وأيضًا الحافظ ابن كثير المفسر المؤرخ في كتابه: "البداية والنهاية", وأيضًا الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه: "فتح الباري شرح صحيح البخاري", وكتاب: "لسان الميزان", و: "تهذيب التهذيب", و: "الإصابة في معرفة الصَّحابَة".

ويمكننا القولُ إنَّ منهجيةَ هذه الفِرَقِ المنحرفةِ-وبخاصة الشيعة-قائمةٌ على تحريفِ الوقائعِ التَّاريخيةِ, وتشويه سير رجالِ الصَّدرِ الأولِ من الصَّحابَةِ والتَّابعينَ، ولها وسائلُ كثيرةٌ لتحقيق هذا الهدف، من بينها:

1.    الاختلاق والكذب.

2.    التعرض لخبر أو حادثة صحيحة، فيزيدون فيها، وينقصون منها حَتَّى تتشوه وتخرج عن أصلِها.

3.    وضع الخبر في غيرِ سياقِهِ حَتَّى ينحرفَ عن معناه ومقصدِهِ.

4.    التأويل والتفسير الباطل للأحداث.

5.    إبراز المثالب والأخطاء، وإخفاء الحقائق والصور المستقيمة.

6.    صناعة الأشعار وانتحالها؛ لتأييد حوادث تاريخية مُدَّعاة؛ لأنَّ الشعر العربي ديوان العرب, و يُنظر له كوثيقةٍ تاريخيةٍ، ومستندٍ يُساعِدُ في توثيقِ الخبرِ وتأييدِهِ.

7.    وضع الكتب والرَّسائلِ المكذوبةِ, ونحلها لعلماء وشخصياتٍ مشهورةٍ, كما وضعتِ الرَّافضةُ كتاب: "نهج البلاغة", ونحلته الخليفةَ الرَّاشدَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وكتاب: "الإمامة والسياسة" لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قُتيبة الدِّيْنَوَريِّ لشهرتِهِ عند أهلِ السُّنة وثقتِهم به.  

8.    المبالغة والغلو الشَّديدانِ في النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أو في آل البيت، أو الأئمة المزعومين, وتأليف القصائد التي تدل على ذلك كصنيع كثير من الشيعة والمتصوفة.

وقد كانتْ هذه الأكاذيبُ والتَّحريفاتُ التي أحدثها أصحابُ الفِرَقِ المنحرفةِ في القرن الماضي مادةَ علماءِ الغربِ, وكُتَّابِهِ من المستشرقين والمنصِّرين-إبان غزوهم للبلدان الإسلامية- فوجدُوا فيها ضالَّتهم, وأخذُوا يعملون على إبرازِها والتَّركيز عليها، مع ما زادوه مِنْ عندهم-بدافعٍ من عصبيتهم وكُرههم للمسلمين-من الكذب مثل: اختراع حوادث لا أصل لها, أو التفسير الخاطئ تبعًا للتصور والاعتقاد الذي يدينون به, ثم شايع هؤلاء طائفةٌ غيرُ قليلةِ العددِ من تلاميذ المستشرقين في البلادِ العربيةِ والإسلاميةِ, وأخذُوا طرائقَهم ومناهجَهم في البحثِ، وأفكارَهم وتصوراتهم في الفهمِ والتَّحليلِ, وتفسير التَّاريخِ, وحملوا الرايةَ بعد رحيلهم عن بلاد المسلمين, وكم يعاني المسلمون من جرَّاء ذلك إلى يومِنا هذا !!.

<!--

<!--<!--

   د/ محمد علي دبور

أكاديمي وباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية

كلية دار العلوم – جامعة القاهرة

وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

[email protected]

 

 

المصدر: مقال شخصي

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

74,292